كوادر ضرورية.. بعقود مؤقتة: لماذا تتجاهل جامعة تعز تثبيت أساتذتها؟

أيار 30, 2025
كوادر ضرورية.. بعقود مؤقتة: لماذا تتجاهل جامعة تعز تثبيت أساتذتها؟ منظرعام لجامعة تعز

في الوقت الذي علّقت فيه الدراسة في جامعة تعز بسبب إضراب الكادر الأكاديمي الرسمي، وأعلنت الجامعة استئنافها بعد عيد الأضحى، تمكّنت الجامعات الخاصة من إنهاء مقرراتها الدراسية دون انقطاع، ما يعكس واقعًا تعليميًا مزدوجًا لا يخلو من المفارقات. ويكشف هذا الوضع جانبًا من أزمة أعمق يعيشها العشرات من الأكاديميين المتعاقدين في جامعة تعز، والذين رغم استمرارهم في التدريس لأعوام، لا يزال مصيرهم الوظيفي معلقًا.

فرغم تصدّر الجامعة للتقييمات الأكاديمية على مستوى الجمهورية، إلا أن كثيرًا من الكوادر العاملة بنظام التعاقد، من بينهم حملة دكتوراه ورؤساء أقسام، لم يحصلوا على أي شكل من أشكال التثبيت الوظيفي، وسط تجاهل واضح من قبل الإدارة، وغياب أي تحرك جاد لإنصافهم.

كوادر تعاني الاهمال

منذ أكثر من عقد، يعمل الدكتور أمين الحاشدي، المشرف على شعبة الصحافة والنشر الإلكتروني بكلية الآداب، دون تثبيت. يقول لـ"تعز تايم": "خلال الحرب، كنّا نحن المتعاقدين من حافظ على استمرارية العملية التعليمية، في وقت غاب فيه كثيرون، ومع ذلك لا تزال الجامعة تتجاهل مطالبنا".

ورغم جهوده الإدارية والتدريسية، وإرفاقه طلبًا رسميًا مدعومًا بمحضر إداري، لم يلقَ الحاشدي أي رد من الشؤون الأكاديمية.

الدكتورة لميس الشجاع، مترجمة اللغة الإنجليزية بالكلية نفسها، تحكي تجربتها لـ"تعز تايم": "منذ 2009 وأنا أدرّس بعقد مؤقت. وُعدت بالتثبيت مرارًا، لكن لا شيء تحقق. أشعر بقلق دائم من أن أغادر فجأة دون أي ضمان وظيفي".

وتلفت الشجاع إلى الفجوة الكبيرة بين المتعاقدين والمثبّتين، حيث يحصل الأخيرون على امتيازات واضحة مثل السلال الغذائية والدعم الصحي، في حين يُستثنى المتعاقدون تمامًا.

تجارب مغايرة ومفارقات لافتة

في الوقت الذي بقي فيه ملف متعاقدي جامعة تعز مجمدًا، قامت جامعات أخرى، كجامعة عدن، باتخاذ خطوات عملية لتثبيت كوادرها، وفق توجيهات عليا. ويقول أكاديمي في عدن لـ"تعز تايم": "الفرق كان في المبادرة. جامعة عدن رفعت مذكرات رسمية فحصلت على استجابة، لكن تعز لم تقم بأي خطوة مماثلة".

الأمر يتعقد أكثر عند الرجوع إلى موقف النقابة. يقول رئيس نقابة الأكاديميين بجامعة تعز، محمد مرشد، لـ"تعز تايم": "النقابة غير معنية بالمتعاقدين، لأنهم ليسوا أعضاء فيها"، مضيفًا أن "الجامعة تستغلهم لتجاوز الإضرابات، مقابل فتات من المال".

حجج مالية أم غياب إرادة؟

تدّعي إدارة الجامعة أن غياب الدرجات الوظيفية هو السبب الرئيسي لعدم التثبيت. يقول الدكتور رياض العقاب، نائب رئيس الجامعة، لـ"تعز تايم": "منذ 2013/2014 لم تُمنح أي درجات وظيفية جديدة. نطالب سنويًا، لكن لا يوجد تجاوب من التعليم العالي".

ويرى العقاب أن الاعتماد على المنحة السعودية هو ما أبقى المرتبات قائمة حتى الآن. لكن المفارقة تكمن في تصريح معاكس تمامًا من الدكتور لطفي قيس، مدير عام مؤسسات التعليم العالي الحكومية، الذي أكد لـ"تعز تايم": "لم نتلقَّ أي طلب رسمي من جامعة تعز بشأن التثبيت إطلاقًا".

مصير معلّق.. وانتظار بلا نهاية

هذا التضارب في التصريحات يعكس مدى التخبط الإداري الذي يلف هذا الملف. تقول الدكتورة لميس بأسى: "نغطي العجز الواضح في الكوادر منذ سنوات، ومع ذلك لا نحظى حتى بالحد الأدنى من الأمان الوظيفي".

وبين وعود لم تُنفذ، ومراسلات لم تُرسل، يبقى عشرات الأكاديميين المتعاقدين في جامعة تعز عالقين في دوامة الترقب، بينما تتسع الفجوة بين الحاجة الفعلية إليهم، وإنكار حقوقهم.

فهل تُحرّك الأزمة الحالية في الجامعة شيئًا من المياه الراكدة، أم أن ملف التثبيت سيبقى مؤجلاً إلى أجل غير مسمى؟

Additional Info

  • المصدر: محمد عبدالقادر اليوسفي – شعيب الحداد
Rate this item
(0 votes)
Last modified on الجمعة, 30 أيار 2025 22:07
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro