وبعد أن تمكنت قوات الجيش من فتح الحصار جزئياً عن المدينة، بات الناس ينتظرون لحظة الخلاص النهائية والعودة لمزاولة أعمالهم وحياتهم الطبيعية لاسيما تنقلاتهم التي باتت تشكل عائقا كبيراً لديهم.
إذ استقبل المواطنون قوات الجيش في المناطق التي تم استعادتها بحفاوة كبيرة، معبرين عن سعادتهم بحضور الدولة وطرد المليشيا التي قالوا بانها مارست بحقهم انتهاكات جسيمة، وأذاقتهم المر لسنوات، مؤكدين اصطفافهم خلف قوات الجيش، حتى استكمال تحرير المحافظة.
عبدالله أحمد مواطن من أبناء المدينة، يقول إن الحصار الحوثي على تعز ، مثّل لهم كابوسا طويلا، وسبب لهم بمشاكل كبيرة في التنقل داخل المحافظة، وخارجها وباعد المسافات بين مديريات المحافظة.
ويواصل عبدالله حديثه قائلاً: كنا قبل الحرب الحوثية نصل إلى وسط المدينة في أقل من ساعة، ولكن ومنذ أن بدأ هذا الحصار الظالم يستغرق وصلونا إلى المنطقة ذاتها أكثر من 6 ساعات من السفر والمكابدة".
ويعوّل عبدالله على الجيش في كسر هذا الحصار على قوات الجيش، قائلاً: "هم أملنا الوحيد بعد الله، لفك هذا الحصار، ونعول عليهم كثيرا بوضع حد لهذه المأساة التي نعيشها ويخلصونا من هذا الكابوس الذي نعيشه.. وهم أهل لذلك".
وتسبب الحصار المفروض على تعز من قبل مليشيا الحوثي، في معاناة كبيرة للمواطنين، وأعاق تحركاتهم، الأمر الذي تسبب في انعدام السلع الغذائية والأدوية، وتردي خدمات الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية.
ووصف تقرير سابق لفريق الخبراء الدوليين البارزين التابع لمجلس حقوق الإنسان إن حصار المليشيا الحوثية المستمر لمدينة تعز “عقاباً جماعياً وانتهاكاً متعدد الأوجه لحقوق الإنسان والقوانين الدولية والإنسانية".
وأوضح التقرير الذي تم عرضه خلال الدورة الـ42 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن المليشيا لم تكتف بالحصار كأسلوب وحيد لإخضاع المحافظة، بل أنها فرضت قيودا على العمل الإنساني والإغاثي، وأعاقت دخول المساعدات إلى المحافظة ووصل بها الأمر إلى حد الاستيلاء عليها.