كأن اليمن لا يدخل تاريخه من باب السياسة، بل من شرفة الخيبة. كلما ظنّ أنه بلغ تسوية، انفتح تحته باب آخر للانقلاب، وكلما وُقِّع اتفاق، تهيّأ طرف ما لتمزيقه باسم قضية أكبر من الدولة، وأصغر من الوطن. وبين الانقلابين، تقف السعودية، لا كطرف عابر، بل كقدرٍ سياسي، حاول أن يضبط إيقاع الفوضى فلم ينجُ من ارتداداتها.
رحبت وزارة الخارجية السعودية بالاتفاق الذي وُقّع في مسقط لتبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن.
قال الباحث السياسي السعودي سلمان الأنصاري إن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن يسير وفق ما وصفه بـ«سياسة العناد»، محذرًا من أن ممارساته الأخيرة تمثل انتقالًا من وهم النصر إلى حقيقة الخسارة، في مسار يعكس قصر نظر سياسيًا وحالة من التهور ستفضي إلى نتائج كارثية على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
يرى الكاتب السعودي علي الخشيبان أن طرح فكرة الانفصال في اليمن يُعد خيارًا بالغ الخطورة، لا يهدد اليمن وحده، بل يمتد أثره إلى أمن واستقرار المنطقة بأسرها، مؤكدًا أن أي احتكام للخيار العسكري في هذا المسار لا يعني سوى إعادة تعريف الفوضى، وفتح الباب أمام تهديدات استراتيجية تتجاوز ما يُروَّج له إعلاميًا.
تشهد الساحة اليمنية حالة من التعقيد وعدم اليقين عقب سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، المطالب بانفصال جنوب اليمن، على محافظتي حضرموت والمهرة مطلع الشهر الجاري، في تطور أثار استنفارًا واسعًا داخل دوائر القرار في المملكة العربية السعودية للتعامل مع تداعياته السياسية والأمنية.