أعلنت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان عن عودة السياسي اليمني المعروف ووكيل وزارة الثقافة في الحكومة عبد الهادي العزعزي إلى مسقط رأسه في ريف محافظة تعز.
أعلنت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، الأحد، تبرعها بإعادة بناء 50 وحدة سكنية لصالح من فقدوا منازلهم جراء الزلزال في تركيا.
فتحت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان النار على محافظ مأرب وعضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة وذلك عقب قيام السلطات بإلغاء حفل مجلس شباب الثورة الذكرى الثانية عشر لثورة ١١ فبراير بالمحافظة.
قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان: "إن أعداء الشعب يعملون لتمزيق يمننا العظيم، وتشجيع المليشيات العنصرية والمذهبية والانفصالية؛ ليسهل لهم الهيمنة عليه، والعبث بثرواته وجزره وسواحله ومقدراته ومكتسباته الوطنية".
جاء ذلك في كلمة ألقتها بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة الحادي عشر من فبراير، مضيفة "الحملات الإعلامية المشبوهة الهادفة إلى تحميل ثورة فبراير وزر كل مافعله أعداؤها باليمن هي جزء من الحرب ضد اليمن وشعبه"، معتبرة إياها أخطر جبهات هذه الحرب؛ لأنها تهدف إلى تبرئة أطراف الحرب الداخلية والخارجية، ونشر اليأس في صفوف الشعب، وجعله يندم على أنصع صفحة عبرت عنه".
وتابعت: "الأعداء المسؤولون عمَّا حصل لشعبنا وبلادنا من انقلاب وحرب ودمار وحصار هم السعودية وإيران والإمارات ونظام المخلوع والمليشيات الحوثية والانفصالية والنخب الخائنة الفاسدة، وليست ثورة فبراير الشعبية السلمية وجموع النساء والرجال السلميين العزل من كل سلاح ونفوذ عدا حلمهم باليمن الكبير وسعيهم لوطن حر مستقل ودولة حديثة تحقق آمالهم وطموحاتهم، وتضمن مستقبل أفضل لأبنائهم وبناتهم".
وقالت فيها "إن إيماننا بالحرية والعدالة والكرامة والمواطنة ودولة القانون والشراكة الوطنية هي قيم لا وجود لنا كشعب بدونها"، مؤكدة أن "ثورة 11 فبراير هي مشروع نضالي مستمر ومتكامل مع ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين"، مشيرة إلى أن "اليوم الوطني المجيد للوحدة اليمنية (الثاني والعشرين من مايو)، سيبقى هدفاً لنا وللجيل القادم من بعدنا".
وذكَّرت بأن "بلادنا اليوم تعاني ممن انقلب على الدولة اليمنية، ويقول لليمنيين إن من حق سلالته أن تحكمهم؛ لأن مصير دولته قد قررته رواية مختلقة قبل 1400 عام تمنحهم حق استعباد اليمنيين والولاية عليهم وامتلاك بلدهم وحياتهم وأموالهم دونما حسيب أو رقيب".
ولفتت إلى أن "هناك من يريد إعادة السلطنات في جنوب اليمن، ويحتفل بأعياد ما قبل الإستقلال، متباهيا بتبعيته لدويلة طارئة في خليج العرب، تربطه بها علاقة التابع بالمتبوع والجندي بمن يأمره ويتحكم بمأكله ومشربه ومصيره".
وأشارت -أيضا- إلى أن "هناك من يعمل حارساً للوصاية الخارجية وللاحتلال في ساحل اليمن الغربي وباب المندب، ولا يخجل من أنه ونظامه الساقط هم من أسقطوا الدولة انتقاما من الشعب بتسليمها ومعسكراتها ومدنها إلى المليشيات الطائفية بعد أن شاركوها في الانقلاب على الدولة في 21 سبتمبر 2014".
وأضافت أن "بلادنا اليوم تعاني احتلالا ووصاية خارجية، تمثلها الوصاية السعودية - الإماراتية في جبهة الشرعية، والوصاية الإيرانية في جبهة الإنقلاب الحوثي"، مبينة أن "كلاهما يقيم نفوذه ومصالحه ووصايته ضداً على ثورة 2011 الشعبية السلمية ، ويدفع باتجاه شيطنتها وإدانتها، وتحميلها أوزار الثورة المضادة".
وتابعت: "إن التحديات، التي تواجه شعبنا وبلادنا اليوم، لن تنجح في كسر إرادة اليمنيين وتمزيق بلدهم". مؤكدة أنه "مهما كانت التحديات ومهما كانت التضحيات لن نستسلم، ولن نفقد أملنا وإيماننا بأنفسنا وبنضالنا وقضيتنا".
وشددت على أن "صلابة شعبنا وإرادته أقوى من كل المؤمرات والمخططات المشبوهة، وأن قضيتنا العادلة لن تُهزم مهما كانت التحديات الماثلة أمام شعبنا".
وبيّنت أن "كل ما هو طاف على السطح من مليشيات وأمراء حرب وعملاء وخونة وقوى الارتداد إلى الماضي ووصاية واحتلال ليس سوى زبد سيذهب جفاء وتبقى اليمن".
وفي موضوع الحوارات والاتفاقيات، أوضحت أن "أي اتفاقات لا تصون ثوابت اليمن وجمهوريته ووحدته واستقلاله ستكون تمديدا للحرب، وليست طريقاً يؤدي إلى السلام الحقيقي الذي ينشده شعبنا".
واعتبرت "الحوار السري بين المملكة السعودية وجماعة الحوثيين حوارا مشبوها يحاول طرفاه المعاديان للشعب اليمني تبادل التنازلات التي تحفظ مصالحهما".
وأشارت كرمان إلى أن "قيادات الشرعية والأحزاب السياسية المتحالفة معها كانوا شريكا فيما حدث لبلادنا من انقلاب داخلي وعدوان خارجي، وتخلوا عن مسؤلياتهم وواجباتهم، وتحولوا إلى أدوات تابعة للخارج وعملاء في كشوفاته".
واستطردت أن "الحرب كانت إضعافا متواصلا للشرعية في اليمن، انتهى بالانقلاب عليها داخل الرياض، واستبدالها بمجلس رئاسي غير دستوري، تكوَّن من ثمانية أعضاء، اختارتهم السعودية والإمارات".
وأوضحت أن "السياسة السعودية - الإماراتية في اليمن هي تفريخ المليشيات ومراكز النفوذ، وتدمير الدولة اليمنية وفكرة السلطة الشرعية من الجذور"، مؤكدة أن "السعودية والإمارات تعاملتا مع اليمن باعتبارهما دولتي احتلال".
وحذَّرت من أن "اليمن كدولة في طريقها إلى التحلل ما لم تكن هناك وقفة ضد هذه السياسة (السعودية الإماراتية) الشيطانية".
واعتبرت أن "المجلس القيادي ليس سوى كذبة من كذبات التحالف، لم يفعل شيئا واحدا ذا قيمة لليمنيين وللتخفيف من معاناتهم".
وبيَّنت أن "الرياض تحكمت بقرار الشرعية من البداية، وحالت دون تمكُّنها من الحضور على الأرض كمنظومة دولة متماسكة في المحافظات الواقعة نظريا تحت سيطرتها".
وتابعت أنه "تم استبعاد الرئيس هادي بعد سبع سنوات من إبقائه في الرياض كرهينة واستخدامه غطاء لفرض قوى أخرى في الجنوب والساحل"، مشيرة إلى أن "المملكة السعودية أقامت علاقتها مع الشرعية ومكوناتها على الرضوخ وتسليم القرار السيادي اليمني للرياض"، مؤكدة أن "السلام في اليمن سيحل عندما ترتفع الوصاية السعودية - الاماراتية".
ودعت كرمان إلى خطة دولية لإنهاء الحرب وفق مبادئ خمسة تتمثل في الآتي: "عدم المس بالجمهورية ووحدة التراب اليمني، واعتبار وثيقة الحوار الوطني ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الأساس، وعدم الإفلات من العقاب، وعدم الاعتراف بأي مكاسب سياسية أو اقتصادية تتحقق لطرف من الأطراف، وأن تكون الدولة وحدها صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح، ورفع كل أشكال الاحتلال والوصاية والحصار عن الجمهورية اليمنية، وتسليم رواتب الموظفين، وعودة النازحين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم، وإنتاج قيادة يمنية جديدة تعبِّر عن مصالح الشعب اليمني بآليات تتفق مع روح الدستور اليمني، وبتوافق وطني شامل لقيادة المرحلة المقبلة".