الصحيفة البريطانية أوضحت أنه مع تشخيص إصابتها بسرطان العظام بعد أسابيع من الحمل، واجهت خيار إجهاض طفلها الثالث وبدء العلاج الكيميائي على الفور، أو بتر ساقها اليمنى. لكنها اختارت البتر دون تردد.
للأسف، لم يكن ذلك كافياً، فقد انتشر السرطان الآن عبر رئتيها؛ لدرجة لا تسمح بعلاجه جراحياً.
"أطفالي هم عالمي"
حسب ما ذكره تقرير "ديلي ميل"، فإنَّ احتمالات صمود كاثلين (28 عاماً) حتى ترى أطفالها يصلون إلى سن المراهقة صغيرة للغاية، لكنها ترفض الاستسلام لشعور الشفقة على الذات.
تقول: "لقد واجهت أسوأ ما يمكن في هذه الحياة، لكن هذا لا يعني أنَّ أطفالي يجب أن يعانوا. أطفالي هم عالمي. ولن يكونوا لي لفترة طويلة؛ لذلك أفعل كل ما في وسعي لمنحهم ما يكفي من حب يدوم معهم مدى الحياة".
صحيح أنَّ رحلة كاثلين قصيرة لكنها بطيئة بطئاً مؤلماً. فقد فقدت ساقها بسبب السرطان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وما زالت تحاول التغلب على وضعها الجديد. وبالنسبة لها، الانحناء لتقبيل أطفالها قبلة وداع قبل الهروع إلى المدرسة أمر مرهق، لكنها طقوس تصر عليها.
إذ تضيف قائلة: "لن أتركهم يغادرون أبداً قبل أن أقبّلهم. لا يمكن أن يكون هناك ما يكفي من القبلات والعناق. يجب أن يتذكروا كم أحبهم".
معاناة طويلة مع المرض
كانت كاثلين في الحادية عشرة من عمرها عندما شخصها الأطباء بالساركوما العظمية؛ وهو النوع الأكثر شيوعاً من سرطان العظام، وينتشر عادةً عند المراهقين والشباب، ويحدث عندما تُشكِّل الخلايا التي ينمو منها عظمٌ جديد ورماً سرطانياً.
تتذكر قائلة: "كانت أمي معي عندما أوضح لي الطبيب أنني مصابة بالسرطان. كنت خائفة وغاضبة حقاً. أتذكر أنني صرخت وبكيت كثيراً".
نجح علاجها نجاحاً كاملاً. وحصلت كاثلين على ست شهادات عامة للتعليم الثانوي وخططت للتدريب للعمل ممرضة حضانة. لكن وهي في سن السابعة عشرة فقط وجدت نفسها حاملاً.
تقول: "منذ البداية أحببت أن أكون أماً. كوني مريضة جعلني أنضج وأقدّر الأشياء البسيطة في الحياة".
لكن في مايو/أيار 2016، وبعد أشهر من ولادة طفلها الثاني، كشفت الأشعة أنه بعد 11 عاماً، عاد السرطان. ووصل وقتها إلى رئتيها. واحتاجت إلى علاج كيميائي لتقليص الورم تليه عملية لإزالته.
توضح كاثلين، التي كانت وقتها في عمر 22 عاماً: "لقد كنت محطمة. وصُدم الأطباء أيضاً. إذ عادةً ما تعود سرطانات الأطفال في غضون ثلاث سنوات. لكنني كنت صحيحة طوال 11 عاماً ولم تُظهِر الفحوصات السنوية شيئاً".
التضحية لإنقاذ الجنين
بعدما خضعت للعلاج الكيميائي استطاعت العودة لمنزلها وعائلتها بنهاية ذلك العام. وفي أغسطس/آب 2020، اكتشفت كاثلين كتلة أخرى في ركبتها، وكانت وقتها في الأسبوع السادس عشر من حملها الثالث.
تركتها الأنباء أمام معضلة؛ إذ يمكنها بدء العلاج الكيميائي على الفور لتقليص الورم، على أمل إنقاذ ساقها، لكنها ستحتاج إلى إنهاء حملها. أو يمكنها إنقاذ طفلها وبتر ساقها بالكامل.
تقول كات: "انفجرت في البكاء. فقد اكتشفت للتو أنني حامل، وبعدها أواجه احتمالية فقدان طفلي".
أعطوني ليلة للتفكير في الأمر لكنني علمت بقراري على الفور. فقد كانت فرص التغلب على السرطان متساوية في كلتا الحالتين. وكان بإمكاني العيش بساق واحدة فقط، لكني لم أكن لأستطيع مسامحة نفسي على إجهاض طفلي.
تقرر إجراء عملية البتر في مستشفى العظام الوطني بلندن في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وتقول كاثلين: "كان طفلي في أمان، وقيل لي إن كل أنواع السرطان قد اختفت. كانت أولويتي هي العودة إلى المنزل لأولادي؛ لذلك قاومت بشدة للنهوض من الكرسي المتحرك والمشي مرة أخرى".
استمرار العلاج بعد الولادة
لم تشعر بأنَّ حظها السيئ قد تغلب عليها أخيراً إلا في مارس/آذار، عندما كانت حاملاً في الأسبوع الثالث والثلاثين من الحمل، حين تلقت أنباء تفيد بأنها بعيدة تماماً عن القضاء على السرطان، الذي عاد للانتقام.
توضح: "ذهبت إلى المستشفى لإجراء فحص بالرنين المغناطيسي لمشكلة غير مرتبطة تماماً بالسرطان، عندما اتصل طبيب الأورام. فقد أظهر الفحص وجود خلايا سرطانية في كلتا رئتي".
احتاجت كاثلين لبدء العلاج الكيميائي في أسرع وقت ممكن. وعلى الرغم من أنَّ موعد ولادة طفلها كان بعد ثمانية أسابيع أخرى، لكنها وافقت على ولادة قيصرية بعد يومين. وتقول: "لقد وعدوني بأنَّ طفلي لن يكون في خطر".
بعد أقل من أسبوعين من ولادة ابنتها، وجدت نفسها تبدأ العلاج الكيميائي مرة أخرى.
تقول: "أنا أتأرجح بين الإفراط في الحماية- فهم لا يزالون أطفالي- ومحاولة إعدادهم للحياة بدوني. أريد فقط أن يكون كل يوم من حياتهم مليئاً بالسعادة، وأن أترك لهم ذكريات عن مدى حبي لهم".