وأوضحت أن معظم الحكومات تحوّلت إلى مصانع لإنتاج الأكاذيب وتضليل مواطنيها، مشيرة إلى أن الحكومات الديمقراطية تعتبر سياسة التضليل أمرا مبررا لتمرير سياستها، وخفض مستوى الرفض في أوساط المواطنين، أما الحكومات الشمولية، فتعتبر التضليل السياسي والإعلامي واجبا وطنيا مقدسا، حتى لا يتأثر الشعب بأفكار غير جيدة، وعادة ما تكون هذه الأفكار هي الحرية والديمقراطية والعدالة ونزاهة الانتخابات.
وقالت إن العالم يتذكر كيف دافع وزير الخارجية الأمريكية، كولن باول، عن فكرة امتلاك نظام صدام حسين للأسلحة النووية، وأن هذا الأمر يعد سببا كافيا للبدء في عملية عسكرية كبرى ضد العراق. تعد هذه الحادثة أحد الأمثلة على خطورة التضليل، وفداحة الثمن الذي يمكن ندفعه جراء انتهاج سياسة الكذب واحتقار الحقيقة.
ودعت توكل كرمان المشاركين إلى وضع النموذج اليمني ضمن نماذج سياسات التضليل التي أدت لحدوث أكبر كارثة إنسانية في العالم - بحسب توصيف الأمم المتحدة.
وأضافت أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية شنّ حربا واسعة ضد اليمن تحت شعار "دعم شرعية" الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة الانقلاب الحوثي "المدعوم من قِبل إيران"، لكن ما حدث هو استيلاء السعودية والإمارات على موانئ اليمن وجزره، وإضعاف سلطة الرئيس هادي من خلال إنشاء وتشكيل مليشيات مسلحة، وتعذيب الناشطين الحقوقيين والمناهضين لوجودهم، وإقناع العالم بأنهم يحاربون الإرهاب وتنظيم القاعدة.
وقالت إن التضليل والمعلومات الخاطئة والإشاعات حاولت طمس الحقائق والتغطية على جرائم حرب ضد الإنسانية ارتكبت في اليمن وسوريا وعواصم الربيع العربي.
وأضافت أن إيران والسعودية وروسيا والإمارات تلتقي في كونها دولا يجمعها قاسم مشترك هو عداؤها للتغيير والثورات الشعبية وقيم الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان.
وأشارت إلى أن مليشيا الحوثي ارتكبت المجازر والمذابح وهدم البيوت واعتقال الآلاف والتنكيل بالسكان المدنيين، واستخدمت التضليل وترويج الأكاذيب والمعلومات الخاطئة في محاولة لتصوير نفسها بصورة الضحية.
واقترحت أن يكون هناك صوت قوي وواضح ضد التضليل. وبينت أن المهمة اليوم هي تأكيد الوجه الإيجابي لوسائل النشر الحديثة والمفتوحة عبر الانترنت ووسائل التواصل، ومحاصرة الوجه السلبي الذي يحاول أن يجعلها منصات للأكاذيب والتضليل والمعلومات المزيفة.