ووجدت آمنة صابر، من جزيرة سقطرى شرقي اليمن، في صناعة الفخار طوقا للعيش، في البلد الذي يضربه الفقر والمجاعة في أسوأ كارثة عالمية، وفق وصف الأمم المتحدة. وتحظى الصناعات الشعبية القديمة في جزيرة سقطرى باهتمام وإقبال سكان الجزيرة والسياح من خارجها، وأسهم بازدهارها وجود 7 جمعيات نسائية مهتمة بهذه الحرف اليدوية والتسويق لصانعات الفخار والحصير في الجزيرة.
مراحل الصناعة
ليست صناعة الفخار عند آمنة بالأمر اليسير، فهي تمرّ بمراحل عدة منها إحضار الطين من مسافة بعيدة، ثم تأتي مرحلة خلط الطين بالماء، لتأتي بعدها مرحلة بناء الشيء المراد تصنيعه، ثم يعرض بعد ذلك تحت أشعة الشمس يوما كاملا، وفي اليوم التالي وبعد التعديلات يوضع في النار ويُنقش ويُشكل، ليكون بعد يومين جاهزا للعرض في السوق، لكن كل كمية تصنع تعتمد أساسا على الطلب، فآمنة تنجز 30 مصنوعا على مدى 3 أيام، بما يعادل 10 مصنوعات في اليوم لا سيما إذا كان الجو معتدلا مائلا إلى الحرارة فهذه الصناعات تحتاج إلى مناخ معتدل.
تسويق المصنوعات للسياح
وتقول فاطمة عبد الله، رئيسة جمعية المرأة الساحلية والحرف اليدوية في سرهين بسقطرى، إن عمل الجمعيات يستهدف مساعدة صانعات الحرف والمشغولات اليدوية، وإن عضوات جمعيتها البالغ عددهن 102 يجمعن أعمالهن في مقرّ الجمعية، وتقوم الجمعية بتسويقها وبيعها للسياح والزوار لمقر الجمعية، ويعود المردود في الغالب إلى الصانعات لهذه الحرف مقابل نسبة بسيطة تأخذها الجمعية التي تقوم بهذا الدور منذ تأسيسها في الأول من مارس/آذار 2018.
مكان البيع
وحسب منيرة سوياد، نائبة رئيسة جمعية دلفدهن بسقطرى، فإن بعد المسافة عن السوق، وحمل المصنوعات على روؤس النساء الصانعات لهذا الفخار بسبب بعد المناطق، من الصعوبات التي تواجه النساء العاملات في هذه المهن، فضلا عن عدم وجود مكان خاص للبيع، فالنساء يعرضن منتجاتهن في الشارع العام تحت أشعة الشمس ووسط الأتربة.
وتقول منيرة للجزيرة نت إن جمعيتها تتكون من 44 عضوة جميعهن عاملات في الجمعية ويصنعن الفخار بمختلف أنواعه كالمباخر والسواك السقطري ودم الأخوين، و"لكننا نفتقد الدعم لتوفير رسوم الجمعية وإيجارها".
اليمنيات يواجهن المخاطر
وتواجه اليمنيات كثيرا من المخاطر بسبب عملهن في بعض الأعمال الشاقة، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك أكثر من مليوني يمنية في سن الإنجاب، منهن أكثر من 300 ألف حامل يواجهن خطر الإصابة بالمضاعفات التي تشكل تهديدا مباشرا على أرواحهن إذا لم يحصلن على الرعاية.
ووفق مسح للقوى العاملة في اليمن، أجراه الجهاز المركزي للإحصاء قبل اندلاع الحرب الدائرة في عام 2014، كشف المسح عن أن نسبة العاملات من أصل جميع اليمنيات في سن العمل تبلغ 4.5%، كذلك بيّن المسح أن نسبة بطالة المرأة 26.1%، وهذا يفوق ضعفي معدل بطالة الرجل 12.3%، وأظهر المسح أن معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة 6.0% مقابل 65.4% للرجل، و25.8% للشباب.