وتحدثت المصادر عن مواصلة الميليشيا في صنعاء ومدن أخرى شن حملات استهداف ممنهجة أسفر بعضها عن اعتقال مئات الأمنيين غير المؤدلجين طائفياً بحجة إخضاعهم بالقوة لتلقي دورات تصفها الجماعة بـ«التنويرية».
كما ذكرت المصادر، أن الميليشيات أحالت قبل أيام 3 آلاف جندي وضابط أمن إلى التقاعد الإجباري وأحلت بدلاً عنهم عناصر من المؤمنين بأفكارها الانقلابية والطائفية.
وأرجعت المصادر أسباب قيام الجماعة بارتكاب هذه «المجزرة الوظيفية» إلى رفض هؤلاء الجنود والضباط حضور دورات التعبئة الفكرية وعدم انصياعهم لأوامر الجماعة في الإدارات والأقسام الأمنية التي يعملون بها.
وذكرت المصادر، أن الميليشيات أحالت ضباطاً وجنوداً من جهازي الأمن السياسي والقومي (المخابرات) وآخرين من مصلحة الأحوال المدنية وممن يعملون في الجوازات وأقسام وإدارات الأمن في صنعاء ومدن أخرى للتقاعد الإجباري، رغم أن غالبيتهم لم تتجاوز فترة عملهم السن القانونية للإحالة للتقاعد.
وتأتي تلك الحملة من التعسفات المتكررة بحق الموظفين الأمنيين بحسب المصادر، في سياق ما تمارسه الجماعة منذ انقلابها من أعمال عدائية وانتقامية بحق الآلاف من منتسبي ذلك القطاع، شمل بعضها جرائم الإقصاء والفصل الوظيفي والملاحقة والاختطاف والإجبار بالقوة على حضور وتلقي دورات طائفية.
وعمدت الميليشيا خلال فترات ماضية، وفي سياق استكمال مخطط حوثنة ما تبقى من ذلك القطاع، إلى تخريج عشرات الدفع الأمنية من أكاديميات ومعاهد شرطة في صنعاء ومدن يمنية أخرى تحت سيطرتها.
وتحدثت لـ«الشرق الأوسط»، مصادر أمنية في صنعاء عن أن أغلب الخريجين من تلك الكليات والمعاهد هم ممن ينتمون إلى مناطق معينة بمحافظة عمران ومن صعدة (المعقل الرئيسي للميليشيات).
وطبقاً للمصادر، فقد تخرج على يد الانقلابيين الحوثيين على مدى شهرين ماضيين في العاصمة صنعاء وريفها فقط ما يزيد على أربع دفع أمنية تحوي آلاف العناصر المشبعة طائفياً. مشيرة إلى تخرج العشرات من الدفع الأخرى خلال الفترة ذاتها في مدن عدة تحت سيطرة الانقلابيين.
وعلى الصعيد نفسه، تحدثت تقارير يمنية عن مشاركة الحاكم العسكري الإيراني في العاصمة المدعو حسن إيرلو مع قيادات حوثية بارزة قبل نحو شهر في حفل نظم بصنعاء تحت لافتة تخريج دفعة أمنية قتالية جديدة تابعة لما يسمى (أكاديمية الأمن والمخابرات) التابعة لجهاز أنشأته الجماعة لقمع وقتل اليمنيين في مدن سيطرتها.
وقالت المصادر، إن الدفعة المتخرجة كانت تحمل اسم دفعة «الإمام الحسين» على غرار اسم دفعة حوثية أخرى سابقة كانت قد تخرجت بمحافظة حجة.
وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، اتهم أمنيون وناشطون في صنعاء الجماعة بمواصلة مساعيها الرامية لتجريد اليمن من هويته الوطنية، وذلك عقب تداول مقاطع «فيديو» ظهر فيها خريجو كليات عسكرية ومعاهد شرطة بمناطق الحوثيين وهم يرددون شعارات طائفية بدلاً من ترديد النشيد الوطني، كما ظهروا وهم يقسمون بالولاء لأفكار الجماعة وزعيمها.
وحذر الأمنيون والحقوقيون اليمنيون من استمرار مواصلة الحوثيين تشكيل ميليشيات وكتائب ذات صبغة طائفية بحتة تدور في الفلك الإيراني ويتعهد عناصرها بالولاء لطهران وليس للدولة اليمنية.
وفي تعليقه على الموضوع، حذر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني حينها من مساعي إيران لإنشاء ميليشيات طائفية في اليمن تنقاد لأوامر الحرس الثوري الإيراني.
وقال الإرياني، إن الحرس الثوري يسعى إلى تحويل اليمن إلى مقاطعة إيرانية وإلى توسيع نفوذ النظام الإيراني في المنطقة بهدف السيطرة على خطوط الملاحة، مهدداً الأمن والسلم الدوليين.
واتهم الوزير اليمني الميليشيا الحوثية بغسل أدمغة الدفعات الجديدة من الطلبة العسكريين والأمنيين، وذكر أن الميليشيات تطلب من الخريجين التعهد بالولاء لزعيم الجماعة وإيران بدلاً من أداء القسم العسكري التقليدي.
وأشار الإرياني إلى أن ذلك يشكل انقلاباً على مبادئ الجمهورية اليمنية وقيمها، كما يعتبر استفزازاً للشعب اليمني وتحدياً له.