بعد السيطرة على محافظة عمران، حاصرت جماعة الحوثيين العاصمة صنعاء لعدة أسابيع، قبل أن تجتاحها في 21 سبتمبر/أيلول 2014 للمطالبة بالشراكة في السلطة، وذلك بتسهيل كبير من قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
2015: عام الأحداث العاصفة
كان 2015 عام الأحداث العاصفة في البلاد، حيث رفض الحوثيون وصالح في 17 يناير/كانون الثاني 2015 إعلان الدستور الاتحادي الذي أقرّه مؤتمر الحوار الوطني، واختطفوا مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد عوض بن مبارك، ثم حاصروا مقر إقامة رئيس الحكومة خالد بحاح، ويومها كان أول اتهام رسمي من وزيرة الإعلام حينذاك، نادية السقاف، لجماعة الحوثيين بالانقلاب على السلطة.
إقامة جبرية على هادي
وبعد ثلاثة أيام، فرض الحوثيون إقامة جبرية على الرئيس عبد ربه منصور هادي وأعلنوا مهلة 24 ساعة لتنفيذ مطالبهم المتمثلة بتعيين قيادي موالٍ للجماعة بمنصب نائب رئيس الجمهورية، لكن المفاجأة حدثت عندما أعلن هادي استقالته من رئاسة البلاد، وكذلك رئيس الحكومة.
تعميد الانقلاب: فبراير/شباط 2015
وفي 6 فبراير/شباط 2015، اتهمت قوى سياسية جماعة الحوثيين بالانقلاب على السلطة بعد إعلان حل البرلمان وتولي القيادي محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى "اللجنة الثورية"، مهام إدارة البلاد، فيما أفلت هادي بعد أسبوع من الإقامة الجبرية من صنعاء وانتقل إلى عدن، ليعلن من هناك بعد يومين عدوله عن قرار الاستقالة، وتحويل عدن عاصمة مؤقتة للبلاد.
هروب هادي من اليمن
وشكّل شهر مارس/آذار 2015، مفترق طرق لدخول اليمن إلى نفق مظلم لم يخرج منه حتى الآن، حيث توسعت رقعة الحرب بعد سيطرة الحوثيين على أجزاء واسعة من تعز وقاعدة العند العسكرية في محافظة لحج قبل الزحف إلى عدن.
وفي 25 مارس/ىذار 2015، هاجم الحوثيون قصر معاشيق الرئاسي بغارات جوية بعد سيطرتهم على القوات الجوية في صنعاء، وهو ما أجبر الرئيس هادي على الفرار من اليمن عبر البحر نحو سلطنة عمان، ومنها إلى السعودية التي يقيم فيها حتى اليوم.
عودة تنظيم "القاعدة" إلى الواجهة
وفي 2 إبريل/نيسان 2015، استغل تنظيم "القاعدة" حالة الاضطراب الذي تعيشه اليمن وسيطر على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، التي حكمها لمدة 387 يوماً قبل أن ينسحب منها جراء عملية عسكرية واسعة لقوات محلية دربها التحالف السعودي الإماراتي تحت مسمى "النخبة الحضرمية".
التدخّل السعودي
وفي يوليو/تموز 2015 غداة هروب هادي، أعلنت السعودية التدخل عسكرياً في اليمن وبدء عملياتها الجوية ضد الحوثيين وقوات صالح تحت ما سُمي "عاصفة الحزم" التي شارك فيها تحالف عسكري كانت أول وأبرز ثماره حتى الآن دحر الحوثيين من عدن منتصف يوليو/تموز 2015.
2017: صراع المصالح بين تحالف صنعاء
شهد عام 2017 صراع مصالح غير مسبوق بين شركاء حكومة لصنعاء غير معترف بها دولياً، حيث انقلب الرئيس السابق صالح على حلفائه الحوثيين في 2 ديسمبر/كانون الأول من ذات العام، بعد إعلانه الانتفاضة المسلحة ضدهم، لكنه قُتل بعد يومين فقط من المعارك بمنزله في صنعاء وما زال مصير جثمانه غامضاً حتى اليوم.
أول طعنة من الخلف للحكومة
وبعد أيام من إقالة محافظ عدن عيدروس الزُّبيدي، أعلن زعماء وقادة سياسيون انفصاليون تأسيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" في 17 مايو/أيار 2017، وذلك بدعم مباشر من الإمارات؛ ثاني أكبر دولة في التحالف الذي تقوده السعودية.
مقتل الرجل الثاني في جماعة الحوثي
وأعلن الحوثيون، أواخر إبريل/نيسان 2018، مقتل صالح الصماد، رئيس مجلس الحكم السياسي في صنعاء، والرجل الثاني في الجماعة، جراء غارة جوية للتحالف السعودي في محافظة الحديدة غربي البلاد، وكانت هذه أشد ضربة موجعة تتعرض لها قيادات الصف الأول في جماعة الحوثيين منذ بدء الحرب.
اتفاق وقف معركة الحديدة
في ديسمبر/كانون الأول 2018، أجبر المجتمع الدولي التحالف السعودي على وقف معركة اجتياح مدينة وميناء الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، ووُقِّع اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار في استوكهولم، ساهم في تقليص الأعمال القتالية رغم الخروقات المستمرة.
دخول الطيران المسيَّر خط المعركة
ورغم الجمود العسكري على الأرض، دشّن الحوثيون خلال 2019 مرحلة جديدة من الهجمات في العمق السعودي عبر الطائرات المسيَّرة من دون طيار، حيث استهدفت عملية واسعة منتصف أغسطس/آب من ذات العام حقل ومصفاة الشيبة التابع لشركة "أرامكو" أكير شركة نفطية مملوكة للدولة السعودية، وبعد أقل من شهر، كانت 10 طائرات مسيَّرة تقصف مصفاتي بقيق وخريص في المنطقة الشرقية، ليصل إجمالي العمليات الكبرى إلى أكثر من 10.
انتكاسات متتالية للحكومة الشرعية
تعرضت الحكومة اليمنية الشرعية لسلسلة انتكاسات شمالاً وجنوباً خلال عام 2020، حيث خسرت مناطق استراتيجية شرقيّ صنعاء لمصلحة جماعة الحوثيين التي سيطرت على مديرية نهم، وصولاً إلى عاصمة محافظة الجوف ومديريات مختلفة من البيضاء ومأرب.
في الجنوب اليمني
وفي الجنوب اليمني، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً، ما يُسمى "الإدارة الذاتية" لمدن الجنوب، وسيطر على محافظة أرخبيل سقطرى وأجزاء من محافظة أبين.
ضربة جديدة لتنظيم "القاعدة"
أعلنت الإدارة الأميركية في فبراير/شباط 2020، مقتل زعيم تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب واليمن"، قاسم الريمي، وذلك خلال غارة جوية نفذتها طائرة من دون طيار في محافظة البيضاء، وانتظر التنظيم عدة أسابيع حتى أقرّ بالعملية، وعيَّن خالد باطرفي زعيماً جديداً له.
تبادل دبلوماسي إيراني مع الحوثيين
شهد عام 2020 أيضاً تحولاً جوهرياً في العلاقة الخفية بين جماعة الحوثيين وإيران بعد تعيين طهران أول سفير لدى حكومة صنعاء غير المعترف بها دولياً. ففي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد زادة، وصول السفير حسن إيرلو إلى صنعاء، في عملية ما زالت غامضة حتى الآن، مع تحكم التحالف السعودي الإماراتي بالمنافذ الجوية والبرية والبحرية لليمن.
الانفصاليون شركاء في حكومة شرعية
وبعد أكثر من 13 شهراً على توقيع اتفاق الرياض، أعلن الرئيس اليمني في 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، تشكيل حكومة المحاصصة التي حظي فيها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً لأول مرة بـ 5 حقائب وزارية من إجمالي 24، وبات يحكم عدن من وقتها باعتباره شريكاً في حكومة تحظى باعتراف دولي.
الحكومة التي يرأسها معين عبد الملك
وتعرضت الحكومة التي يرأسها معين عبد الملك، ولا وجود فيها لأي وجه نسائي منذ 2001، لهجوم صاروخي في 30 ديسمبر/كانون الأول 2020 في أثناء وصولها إلى عدن، أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 مدني وعسكري.
2021: عام الكوارث المركبة
يشهد اليمن منذ مطلع العام الجاري سلسلة من الأزمات والأحداث المركبة في مختلف الجوانب، فعلى المستوى العسكري، تقاوم محافظة مأرب النفطية هجوماً حوثياً ضارياً من محاور مختلفة، أدى إلى أكبر موجة نزوح داخلية، كذلك تهدد جماعة الحوثيين مدناً جنوبية. وعلى المستوى السياسي، تعقدت العلاقة أكثر بين الحكومة الشرعية والانفصاليين، بعد إجبار رئيس الحكومة معين عبد الملك على مغادرة عدن أواخر مارس/آذار الماضي.
عملية السلام الشاملة
وتعثرت كل الجهود الأممية للحل بعد رفض الحوثيين المبادرات المطروحة، وعُيِّن مبعوث أممي رابع في الملف اليمني، هو السويدي هانس غروندبرغ، الذي تسلم مهامه رسمياً في 5 سبتمبر/أيلول الجاري.
وبعد 7 سنوات من الحرب المدمرة في اليمن، يبقى التساؤل، ما هي فرص التوصل إلى حل سياسي بين الأطراف ينهي أكبر أزمة إنسانية في العالم؟