جاء ذلك في بيان وقع عليه رؤساء الوزراء السابقون فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام، ونشرته وسائل إعلام لبنانية، في ظل أزمة دبلوماسية تعيشها بيروت مع الرياض التي استدعت الجمعة سفير لبنان لديها، وطلبت منه مغادرة المملكة.
في البيان أدان رؤساء الوزراء السابقون ما قالوا إنه "المواقف الخارجة عن الأصول والأعراف والمواثيق العربية والدبلوماسية والأخلاقية التي صدرت عن وزير الإعلام جورج قرداحي".
وقال البيان إن "التبريرات التي صدرت عن قرداحي بعد ذلك تشكّل ضربة قاصمة للعلاقات الأخوية والمواثيق والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية، وتحديداً مع دول مجلس التعاون الخليجي، والمملكة العربية السعودية".
بحسب البيان، "فإن المملكة العربية السعودية وقفت إلى جانب لبنان في الحرص على استقلاله وسيادته وحرياته، ووقفت إلى جانبه على الدوام في مواجهة كل الأزمات والمحن التي تعرض لها على مدى السنوات الماضية".
وطالب البيان وزير الإعلام بـ"المسارعة في تقديم استقالته"، لإدراك ما أوصلته مواقفه من إضرار بالمصلحة الوطنية العليا للبنان، قائلين إن "استمراره في الحكومة أصبح يشكّل خطراً على العلاقات اللبنانية – العربية وعلى مصلحة لبنان وعلى مصالح اللبنانيين في العالم".
أزمة قرداحي
كانت السعودية والإمارات والكويت والبحرين قد استدعت، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، سفراء بيروت لديها، وأبلغتهم احتجاجها على تصريحات وزير الإعلام اللبناني قرداحي.
قرداحي اعتبر في تصريحاته بمقابلة عُرضت الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، (سُجلت في أغسطس/آب الماضي)، أن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
أضاف خلال حديثه ببرنامج "برلمان الشعب" الذي يذاع على موقع "يوتيوب" في إشارة إلى الحوثيين: "منازلهم وقراهم وجنازاتهم وأفراحهم تتعرض للقصف بالطائرات" التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية.
الخارجية السعودية أعربت عن "أسف حكومة المملكة لما آلت إليه العلاقات مع الجمهورية اللبنانية، بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق، واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل مراعاة العلاقات".
حول قرار السعودية، أبدى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أسفه لذلك، مضيفاً: "نتمنى أن تعيد قيادة المملكة بحكمتها النظر فيه".
من جانبه رفض قرداحي "الاعتذار" عن "آرائه الشخصية". وقال: "أنا لم أخطئ في حق أحد، ولم أتهجم على أحد، فلِمَ أعتذر؟".
تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها توترت عام 2017، إذ اتهمت السعودية "حزب الله" بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، فضلاً عن تدخله في حرب اليمن بدعم جماعات تعمل ضدها.