وقرر الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ العام 2014، إعادة تسمية شارع الرياض التجاري باسم شارع جورج قرداحي، حسبما أفاد تجّار في الشارع لوكالة "فرانس برس"، ووسائل إعلام محلية.
وعُلقت لافتات ضخمة على أعمدة الإنارة والكهرباء في شوارع بصنعاء تحمل صورة قرداحي، وهو مقدّم برنامج مسابقات تلفزيوني سابقا، وإلى جانبها عبارة "نعم جورج.. حرب اليمن عبثية".
وكان قرداحي اعتبر في مقابلة تلفزيونية بُثّت الاثنين، أجريت قبل توليه حقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية في سبتمبر، أنّ المتمردين الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي".
وأعربت الحكومة اللبنانية في بيان عن "رفضها" للتصريح، مشيرة إلى أنه "لا يعبر عن موقفها"، لكنّ قرداحي رفض "الاعتذار" عن "آرائه الشخصية"، قائلا "أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد. فلم أعتذر"؟
وأبدى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أسفه لقرارات السعودية، وأكد أنه شدد قبل يومين على أن "موقف قرداحي الذي أعلنه قبل توليه مهامه الوزارية لا يمثل رأي الحكومة".
وطالب عدة سياسيين لبنانيين قرداحي بالاستقالة منهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
ودفع موقف قرداحي السعودية إلى سحب سفيرها لدى بيروت الجمعة والطلب من السفير اللبناني مغادرة الرياض ووقف كل الواردات اللبنانية إليها.
واتهمت الرياض السلطات اللبنانية بـ"عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل مراعاة العلاقات" بين البلدين، محملة أيضا المسؤولية في تدهور العلاقات إلى سيطرة حزب الله على لبنان.
وقالت إن الإجراءات اتخذت بعد "التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، وحيث تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها فضلاً عمّا تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها".
وأضاف أن هذه الخطوات تأتي أيضا بعد "عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان من خلال الصادرات اللبنانية للمملكة، لا سيما في ظل سيطرة حزب الله الإرهابي على كافة المنافذ، وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم التي تستهدف أبناء شعب المملكة العربية السعودية، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي".
وأردف البيان قائلا إن الرياض تأسف لما آلت إليه العلاقات مع لبنان "بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل مراعاة العلاقات التي طالما حرصت المملكة عليها..".
واعتبرت الخارجية السعودية أن "سيطرة حزب الله" على "قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقاً لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان"، مشيرة إلى "قيام حزب الله بتوفير الدعم والتدريب لميليشيا الحوثي الارهابي
واتّخذت البحرين والكويت خطوة مماثلة، فيما قرّرت الإمارات سحب دبلوماسييها من بيروت.
اتصالان للعاهل السعودي
والأحد، أجرى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اتصالين هاتفيين، الأحد، بالملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، لشكرهما على مواقفهما تجاه تصريحات قرداحي، وفقا لبيانين نشرتهما وكالة الأنباء السعودية "واس".
وعبر الملك سلمان خلال الاتصالين عن "شكره" لما قامت به البحرين والكويت تجاه تصريح قرداحي، "بما يعكس وحدة دول مجلس التعاون الخليجي".
من جهته، جدد الملك البحريني، تأكيده على "عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتماسك دول مجلس التعاون الخليجي"، وفقا للبيان.
بدوره، اعتبر أمير دولة الكويت، ما اتخذته بلاده من إجراءات "تؤكد وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، وعمق الأخوة بين شعوبه كافة".
ويضع الخلاف الحكومة اللبنانية تحت مزيد من الضغوط في ظل تردي الوضع الاقتصادي والانهيار في سعر صرف العملة المحلية وقلّة المحروقات، ويعرقل خططها للحصول على دعم مالي من الخليج.