وعلى أرض ملعب "الأمير محمد بن فهد" في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، لعب المنتخبان مباراة قوية انتهى وقتها الرسمي بالتعادل بهدفٍ لمثله.
وتقدم للمنتخب اليمني اللاعب محمد البرواني في الدقيقة 47، وأدرك محمد العيسى التعادل للسعودية في الوقت المحتسب بدلا عن الضائع، ليحتكم الطرفان لركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لليمنيين.
وكان المنتخب اليمني قد حافظ على سجله خاليا من الخسارة، بعد أن فاز في جميع مبارياته في دور المجموعات على الأردن بثلاثة أهداف لهدف، ثم البحرين بخماسية نظيفة، وفي نصف النهائي على سوريا بهدفين لهدف، قبل أن يكتبوا السطر الأهم في سجل هذه المشاركة بالفوز على حامل اللقب ومستضيف البطولة المنتخب السعودي في النهائي.
تفاعل رسمي وشعبي
وخرج ملايين اليمنيين إلى الشوارع احتفالا بتتويج منتخب بلادهم بلقب بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم للناشئين، فيما أشعل الجمهور اليمني السماء بالألعاب النارية احتفالا بفوز منتخبهم.
وسبقت المباراة النهائية أجواء رياضية غير مسبوقة لمتابعة المواجهة على مستوى الأحياء والمدن والمنازل ومواقع التواصل الاجتماعي، كما تم وضع شاشات عملاقة في جميع الشوارع لمتابعة النهائي.
وطاف عشرات الآلاف شوارع مدن (كريتر، والشيخ عثمان، والمنصورة، والمعلا، والتواهي، والبريقة، ودار سعد، وإنما السكنية، وخور مكسر، والشعب، والتقنية)، فرحًا بالانتصار التاريخي مرددين شعارات "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، و "حيو اليماني حيوه، في الملعب ما فيش زيوه"، وفق مراسل الأناضول.
كما شهدت محافظات صنعاء، وإب، وصعدة، وحجة، وذمار، والمحويت، وعمران، والجوف، (شمال)، وأبين ولحج والضالع (جنوب)، وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى (جنوب شرق)، ومأرب (شرق) وتعز (جنوب غرب) والبيضاء (وسط)، والحديدة (غرب)، مسيرات مماثلة.
وحظي تتويج المنتخب اليمني باهتمام شعبي ورسمي كبير، حيث كافئ رئيس الحكومة معين عبدالملك المنتخب بعد الفوز بمبلغ وقدره 300 مليون ريال يمني، بحسب منشور لرئاسة الحكومة على الفيسبوك، فيما اتحاد القدم قد منح المنتخب 3 آلاف دولار لكل لاعب قبل الوصول إلى النهائي.
من جانبها أعلنت شركات هائل سعيد أنعم (خاصة)، مبلغ 10 آلاف دولار لكل لاعب، والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان 5 آلاف دولار لكل لاعب، ومن المتوقع أن تنهال الكثير من المكافآت على لاعبي المنتخب وجهازهم الفني.
فوز وحّد كل اليمنيين
لأول مرة منذ اندلاع المعارك في البلاد قبل حوالي 7 أعوام، توّحد طرفي النزاع في اليمن، (الحكومة الشرعية) و(جماعة الحوثيين)، وبات هم الجميع متابعة المنتخب والتسمر أمام شاشات التلفاز والهتاف باسم المنتخب ولاعبيه، والخروج بمسيرات فرح طاغية في كل المدن اليمنية، ما أكد أن الرياضة ستظل مساحة فرح والتقاء ووئام بعيدًا عن الحرب وويلاتها.
تهاني من خارج الديار
بعثة الاتحاد الأوروبي لم تفوت الفرصة وحرصت على تهنئة اليمنيين وفق تغريدة على حسابها بتويتر.
وقالت: "تهانينا الحارة للمنتخب اليمني لكرة القدم للناشئين لفوزهم ببطولة غرب آسيا للناشئين 2021.
وأضافت، "الأداء المتميز وروح الفريق العالية منحا الأمل لليمنيين ووحدهم في الاحتفال في مختلف أنحاء البلاد وخارجها".
كما هنأت السفارة الصينية الشعب اليمني بقولها: " ألف مبروك للمنتخب اليمني، نأمل أن تحافظ دوما على هذه الحالة وتفوز بالمزيد من البطولات في المباريات المستقبلية"، وفق منشور على حسابها بتويتر.
ومنذ نحو 7 سنوات، يشهد اليمن حربا أودت بحياة أكثر من 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من سكانه، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
ولهذا النزاع امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015، ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.