لماذا لم يعد الشعب اليمني يعول على المجتمع الدولي في إنهاء الحرب؟

كانون1/ديسمبر 22, 2021
لماذا لم يعد الشعب اليمني يعول على المجتمع الدولي في إنهاء الحرب؟ طفل يمني يقف على ركام الحرب - تويتر

لم يعد الشعب اليمني يعوّل آمالًا على مجلس الأمن والمجتمع الدولي عموما، في إنهاء حرب طاحنة تدور في بلاده منذ نحو 7 سنوات، فتكت بأرواح الآلاف ودمرت منازلهم وأسقطت اقتصادهم في هاوية سحيقة.

هذا اليأس ناتج عن خبرة طويلة عاشها اليمنيون خلال سنوات مضت، مع الجهود الأممية والدولية الكثيفة لإنقاذهم من مخالب الحرب، ففي كل مرة تنتهي الجهود بالفشل والتأجيل والمماطلة بسبب عدم التوافق بين الأطراف اليمنية (الحكومة وجماعة الحوثي).

وأحدث هذه الجهود التي لا تجد حماسا لدى الخبراء السياسيين اليمنيين، دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، قبل أيام، "مجلس الأمن للقيام بدوره في دعم مهمته المعقدة بإحلال السلام في البلاد".

وفي إحاطة قدمها غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، أشار إلى "وجود فجوة كبيرة بين أطراف الصراع في اليمن، وأكد ضرورة عقد عملية سياسية شاملة يملكها اليمنيون ويدعمها المجتمع الدولي".

وشدد المبعوث الأممي على "أهمية أن تدعم العملية السياسية الحلول على المدى القريب للحد من تصعيد العنف، ومنع المزيد من التدهور الاقتصادي والتخفيف من تأثير الصراع على المدنيين".

وسبق ذلك، قيام غروندبرغ، بجولة شملت فرنسا والسعودية والإمارات وسلطنة عمان وإيران، بهدف الحصول على دعم جهوده في الضغط على الأطراف اليمنية للقبول بإيقاف الحرب والانخراط في عملية سياسية.

واتفق محللان سياسيان على أن "الفشل" هو المآل المتوقع لجهود المبعوث الأممي الرابع إلى اليمن، كما فشلت جهود سابقيه خلال سبع سنوات من الحرب تخللتها عدة جولات من المفاوضات.

ويقول الباحث والمحلل السياسي نبيل البكيري، للأناضول، إن "مجلس الأمن فشل فشلاً ذريعاً في كثير من المحطات، ولم تصمد دعواته وقراراته لوقف إطلاق النار".

وأضاف البكيري: "مجلس الأمن فقد قدرته على التأثير في الملف اليمني، خاصة بعد فشل كل الجولات السابقة من المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة".

وتابع: "بالتالي ليس هناك أمل بوقف إطلاق النار، خصوصاً وأن المجتمع الدولي ليس حاضراً في الملف بما فيه الكفاية، فضلاً عن أن المجتمع الدولي متورط في دعم مثل هذه الجماعات المسلحة، وإن حاول أن يظهر أنه ضدها".

ويرى البكيري، أنه "لا أمل مطلقا في وقف إطلاق النار بضغط دولي".

ويتفق معه الكاتب السياسي خالد الشودري، الذي قلل من جدوى تحركات المبعوث الأممي وجهود الأمم المتحدة، "لأنها لا تمارس أي ضغط حقيقي على جماعة الحوثي لوقف الحرب".

وقال الشوردي: "لا توجد إرادة حقيقية لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على الحوثيين لوقف الحرب وتحقيق سلام شامل يجنب اليمن ويلات الحروب في المستقبل".

وأضاف أنه "مقابل موافقة الحكومة الشرعية على تحقيق السلام وإنهاء الحرب والتجاوب مع المبادرات والجهود الأممية، فإن الحوثيين ظلوا يتنصلون من كل الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمت معهم".

وأكمل: "الحوثيون ينقلبون في كل مرة على ما تم الاتفاق عليه، تحت سمع وبصر الأمم المتحدة ومبعوثيها ولجانها المعنية، دون أن يصدر عنها أي فعل من شأنه إلزام الجماعة بتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والاتفاقات التي تمت برعاية ودعم أممي".

وتسلم الدبلوماسي السويدي هانس غروندبرغ مهام منصبه مبعوثا أمميا إلى اليمن بداية سبتمبر/ أيلول الماضي، ليصبح رابع مبعوث أممي للبلاد، خلفاً للبريطاني مارتن غريفيث، الذي تولى المنصب من فبراير/شباط 2018، حتى أغسطس/آب الماضي.

وبالتزامن مع جهود المبعوث الأممي الحالية، يشهد اليمن منذ أيام موجة تصعيد جديدة من الصراع العسكري المحتدم بين القوات الحكومية المسنودة من التحالف العربي من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي المدعومة من إيران من جهة أخرى.

ويأتي هذا التصعيد وسط اتهامات متبادلة بين طرفي النزاع بشأن عدم الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار في البلد العربي الفقير.

وحتى اليوم، تتواصل المعارك العنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين بشكل غير مسبوق بمحافظة مأرب (وسط).

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - غرفة الأخبار
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro