يأتي هذا فيما لم تفلح قنوات الاتصال غير المعلنة، بين الرياض وأبوظبي وطهران، في وقف استهداف أراضي الدولتين، من جانب جماعة "الحوثي والتي تعد أحد أذرع النظام الإيراني في المنطقة، وفقاً لتوصيف السعودية والإمارات.
وكشفت مصادر لصحيفة العربي الجديد، عن تطورات مفاجئة في التعاطي المصري مع المشهد اليمني أخيراً. وقالت إن "خبراء عسكريين مصريين وصلوا إلى اليمن، وتحديداً الجنوب، خلال الأيام القليلة الماضية، في أعقاب الهجمات الحوثية التي استهدفت أبوظبي ودبي، بهدف مراجعة خطط القوات التابعة لتحالف دعم الشرعية".
توجد مجموعة الخبراء العسكريين المصريين في غرفة العمليات الميدانية لألوية العمالقة.
وأوضحت المصادر أن "المجموعة، المكونة من سبعة خبراء عسكريين مصريين رفيعي المستوى، يوجدون في غرفة العمليات الميدانية، لألوية العمالقة، التي خاضت معارك ضارية أخيراً ضد المقاتلين الحوثيين أدت لإخراجهم من محافظة شبوة".
وأشارت، في الوقت ذاته، إلى أنه "على الرغم من رمزية الخطوة المصرية، إلا أنها تحمل رسائل للحوثيين، بعد تهديد الأمن الملاحي في مضيق باب المندب، في أعقاب اختطاف إحدى السفن الإماراتية قرب الحديدة".
وأشارت المصادر إلى أن "من بين المهام الموكلة للخبراء العسكريين المصريين تجهيز خطط لتطوير الهجوم البري من جانب قوات التحالف، ضد مناطق سيطرة الحوثيين، مع إعداد خطط محكمة لتأمين المناطق الحيوية، بالتنسيق مع قيادة التحالف، الداعم للشرعية، في الرياض".
وكانت الإمارات أعلنت، الإثنين الماضي، اعتراض صاروخين بالستيين في أجوائها، قالت إن "الحوثيين أطلقوهما باتجاه أراضيها". وأشارت إلى أن "تدمير الصاروخين لم تنجم عنه خسائر بشرية، وأن البقايا سقطت في مناطق متفرقة حول إمارة أبوظبي".
وأوضحت أن هذا الاستهداف "كان الثاني من نوعه، بعد تنفيذ هجوم للحوثيين عبر طائرات مسيرة، وصواريخ بالستية، استهدف مطاري أبوظبي ودبي، ومستودعاً لتخزين النفط في منطقة مصفح إيكاد في قلب العاصمة أبوظبي، وسط تهديدات من جانب الحوثيين بتنفيذ هجمات أخرى، داعين المدنيين في الإمارات إلى الابتعاد عن المنشآت الحيوية".
أما الرياض فقد أعلنت، مساء الأحد الماضي، إصابة شخصين في سقوط صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون على جازان في جنوب المملكة. وفي وقت لاحق، قال "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" إن الدفاعات السعودية "دمرت صاروخاً بالستياً أُطلق باتجاه ظهران جنوب المملكة".
ودائع بنكية سعودية وإماراتية لمصر
وبحسب المصادر فإن "التطور المصري الجديد يأتي على ضوء التقارب المصري السعودي من جهة، ومحاولات إنهاء التوتر في العلاقات المصرية الإماراتية من جهة أخرى".
وأشارت إلى أن "الرياض أودعت 3 مليارات دولار كوديعة في البنك المركزي المصري قبل نهاية العام الماضي، لمساعدة النظام على الوفاء بتعهداته، ودعمه في مواجهة الأزمة الاقتصادية".
وأكدت "استعداد تحالف بنوك خليجية، بينها بنكان إماراتيان، لتقديم قرض للحكومة المصرية بقيمة 2.5 مليار دولار، بخلاف تعهد ولي عهد أبوظبي (محمد بن زايد) للرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي)، خلال زيارة الأخير للإمارات منذ أيام، بتقديم وديعة جديدة بالبنك المركزي المصري، بعد ما رفض في أوقات متفرقة، خلال العام الماضي، تلبية مطالب مصرية متكررة بتقديم وديعة دولارية جديدة لإنعاش الاقتصاد المصري".
دور مصري لإعادة الحوثيين إلى "قائمة الإرهاب"
في السياق نفسه، أشار دبلوماسي غربي إلى أن "البعثة الدبلوماسية المصرية لدى الولايات المتحدة الأميركية، تلعب دوراً قوياً، خلال الأيام الأخيرة، لدعم أبوظبي والرياض، بهدف إقناع الإدارة الأميركية بإعادة إدراج جماعة الحوثيين على قائمة التنظيمات الإرهابية".
تعمل البعثة الدبلوماسية المصرية في أميركا لإعادة إدراج الحوثيين على قائمة التنظيمات الإرهابية
وأوضح أن "دور القاهرة الدبلوماسي لم يتوقف عند هذا الحد، حيث بدأت البعثة الدبلوماسية المصرية هناك اتصالات لدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لدعم الإمارات بعد الضربات الأخيرة، بهدف صدور قرار من المجلس ضد الأعمال الحوثية التي استهدفت مناطق مدنية".
وكان السيسي قد زار، بشكل مفاجئ ولعدة ساعات، العاصمة أبوظبي الأربعاء الماضي، وعقد خلال ذلك جلسة مباحثات مع محمد بن زايد. كما عقد قمة ثلاثية بمشاركة ملك البحرين حمد بن عيسى، حضرها رئيس الوزراء وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم.
وحرص السيسي، خلال الزيارة، على "بث رسائل متعلقة بدعم مصر لدولة الإمارات". وأكد "إدانة مصر لأي عمل إرهابي تقترفه مليشيا الحوثي، لاستهداف أمن واستقرار وسلامة دولة الإمارات ومواطنيها".
وشدد على "دعم مصر لكل ما تتخذه الإمارات من إجراءات للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها"، في إطار ما سماه "موقف مصر الراسخ من دعم أمن الإمارات واستقرارها، والارتباط الوثيق بين الأمن القومي المصري وأمن الإمارات" على حد قول بيان رئاسي مصري.
وتأتي التحركات المصرية الأخيرة على صعيد المشهد اليمني، رغم محادثات مصرية غير معلنة مع الحوثيين، استهدفت التأكيد على عدم المساس بأمن الملاحة في مضيق باب المندب.
وفي وقت سابق، اتهم التحالف، الذي تقوده السعودية، الحوثيين، باختطاف سفينة شحن "روابي"، التي ترفع علم الإمارات، قبالة محافظة الحديدة.
وقال إن السفينة "تحمل معدات لتشغيل مستشفى، وكانت بمهمة من جزيرة سقطرى إلى ميناء جازان". ووصف التحالف العملية، التي جرت في 3 الشهر الحالي، بأنها "تهديد للملاحة في باب المندب"، مطالباً الحوثيين بالإفراج عن السفينة فوراً، مهدداً "باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة بما فيها استخدام القوة".
في المقابل، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن السفينة الإماراتية "كانت تحمل معدات عسكرية تستخدم في الحرب ضد الشعب اليمني".