ومنذ دخولها حيز التنفيذ، في الثاني من إبريل الجاري، نجحت الهدنة الإنسانية في وقف القتال والغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية والهجمات الحوثية العابرة للحدود رغم الخروقات الميدانية المحدودة، وكذلك في دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين.

وتوقعت مصادر مطلعة على عملية السلام أن يشهد اليومان المقبلان تقدماً في تنفيذ باقي البنود، وخصوصاً ما يتعلق بفتح مطار صنعاء، عقب صدور التنسيق الحكومي مع السلطات في مصر والأردن لاستقبال الرحلات القادمة من المناطق الخاضعة للحوثيين.

وقالت المصادر  إنّ إجراءات فنية حالت دون تسيير الرحلات الجوية من مطار صنعاء خلال الأسبوعين الماضيين من الهدنة، مؤكدة أنّ كافة الأطراف لم تتراجع عن التزاماتها التي قطعتها للأمم المتحدة باحترام الهدنة بكامل بنودها لمدة شهرين.

وتطمح الأمم المتحدة لتنفيذ خطوات متزامنة لفتح مطار صنعاء ومعابر مدينة تعز. ووفقاً للمصادر، فمن المقرر أن يرعى مكتب المبعوث هانس غروندبرغ، الإثنين المقبل، اجتماعاً هو الأول من جانب الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين، لتنسيق الخطوات لفتح الطرقات الداخلية.

وتشدد الحكومة اليمنية على أولوية رفع الحصار الحوثي عن مدينة تعز. وذكر وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك أنّ "رفع الحصار عن تعز إحدى أولويات الهدنة"، لافتاً إلى أنّ "الشرعية" سلمت أسماء فريقها المعني بطرق تعز لمكتب المبعوث، في الأسبوع الأول من إبريل الجاري.

وقال المسؤول اليمني، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "فتح طرق تعز مطلب إنساني يسهم في خدمة ملايين الناس المحاصرين منذ 7 سنوات".

وفيما يتعلق ببند وقف إطلاق النار، شهدت الساعات الماضية خروقات جديدة في عدد من جبهات القتال داخل اليمن، فيما أعلن الجيش اليمني، للمرة الأولى، عن مقتل أحد جنوده وإصابة آخر، إثر استهداف مليشيا الحوثي أحد مواقع القوات الحكومية شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف، صباح السبت.

في المقابل، رصدت جماعة الحوثيين، مساء السبت، 61 خرقاً للهدنة، 53 منها تمثلت في عملية تحليق لطائرات استطلاعية مسيرة في أجواء عدد من المحافظات، وفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وجددت الجماعة، مساء السبت، حرصها على إنجاح الهدنة، ومساندة أي جهود صادقة تسعى لتحقيق السلام، حسب تصريحات لرئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط.