وقد انعكست الأزمات الداخلية، التي يعيشها مجلس القيادة الرئاسي سلبا على عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، إذ يخطط المبعوث الأممي لعقد لقاء مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي في الرياض بحسب ما أورده تلفزيون بلقيس.
وشهدت الأسابيع الماضية من أغسطس الجاري خلافات عميقة داخل أروقة مجلس القيادة الرئاسي جعلت المجلس المؤلف بالمناصفة بين الشمال والجنوب يتحوّل إلى نسخة موازية للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال
وبدأت الخلافات - مطلع الشهر الجاري- عندما قاطع عضوا المجلس طارق صالح وسلطان العرادة الاجتماعات بشكل تام، احتجاجا على اتخاذ رئيس مجلس القيادة، سلسلة من القرارات غير التوافقية التي تخدم طرفا معيّنا، وعلى رأس ذلك تعيين محافظين لحضرموت وسقطرى، وإجراء تعيينات في السلطة القضائية.
ومنذ 31 يوليو الماضي، لم يشارك طارق صالح وسلطان العرادة في اجتماعات المجلس عن بُعد، كما جرت العادة منذ نحو شهرين. وحسب المصدر، فإن إجراء تعديل في حكومة معين عبدالملك كان آخر قرار تم بالتوافق بين كافة أعضاء المجلس
وتفاقمت حدّة الخلافات داخل المجلس مع اندلاع التوترات داخل مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، التي سيطرت عليها المليشيات المدعومة من التحالف السعودي - الإماراتي، حيث انضم عضو المجلس عبدالله العليمي إلى قائمة المقاطعين للاجتماعات.
وكان آخر ظهور علني لعضو المجلس عبدالله العليمي في الاجتماع الطارئ الذي عُقد في الثامن من أغسطس الجاري، وخُصص لمناقشة تطوّرات الأوضاع في شبوة، قبل أن يغادر غداة سقوط عتق في قبضة المليشيات إلى الأردن ومنها إلى السعودية، وفقا للمصدر.
ولا توجد أي مؤشرات على نوايا سعودية للتدخل وردم الهُوة بين رئيس وأعضاء مجلس القيادة.
ووجد مجلس القيادة الرئاسي نفسه أمام أزمة عميقة مع حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي كان قد هدد -في بيان رسمي- بتجميد مشاركته في كافة المجالات ما لم تتم إقالة محافظ شبوة، عوض الوزير، المتهم بالضلوع في تأجيج الأحداث الأخيرة.