وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إنها تسير هذه الرحلات العائدة إلى أديس أبابا والتي تمثل شريان حياة مهم للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في اليمن، والذين يبحثون عن وسيلة آمنة وكريمة للعودة إلى ديارهم.
وأضافت، في بيان لها اطلع عليه محرر "تعز تايم": أن هذه الرحلة نقلت مهاجرين تقطعت بهم السبل نتيجة لانعدام الأمن والقيود المفروضة على حركتهم، وكان من ضمنهم قاصرين غير مصحوبين بذويهم، وكذلك أشخاص ذوي حالات طبية واحتياجات خاصة أخرى.
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة وجود 43,800 مهاجر تقطعت بهم السبل حالياً في مختلف أنحاء اليمن، والعديد منهم محتجزون بين أيدي شبكات تهريب خطيرة. ويأمل الغالبية العظمى من المهاجرين في الوصول إلى المملكة العربية السعودية ولكنهم غير قادرين على مواصلة رحلاتهم.
وذكرت أن رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن بالإنابة، مات هوبر، قال: "إن المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في صنعاء تُرِكوا معدمين وبدون طعام أو مأوى ولا تُلَبي احتياجاتهم الأساسية الأخرى. وقد كان البعض ينتظر فرصة العودة إلى وطنهم لأكثر من عام."
وأضاف: "بفضل التزام الجهات المانحة والسلطات في اليمن وإثيوبيا، أصبح بإمكان المزيد من الأشخاص الآن القيام برحلات العودة الإنسانية الطوعية المنقذة للحياة. ونأمل أن نتمكن خلال الأشهر المقبلة من الاستمرار في إتاحة هذه الفرصة لأكبر عدد ممكن من المهاجرين الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم".
وأوضح أن أكثر من 1,800 مهاجراً تقطعت بهم السبل في عدن ومأرب تمكنوا من المغادرة على متن رحلات العودة الإنسانية الطوعية حتى الآن من هذا العام. وتهدف المنظمة الدولية للهجرة إلى دعم حوالي 5,000 مهاجر عالق للعودة طواعية إلى ديارهم من صنعاء، وعدن، ومأرب خلال الأشهر المقبلة.
ونقلت المنظمة عن "أبيبا"، وهي امرأة تبلغ من العمر 27 عاماً وتتطلع إلى لم شملها مع ابنها البالغ من العمر ثماني سنوات في إثيوبيا، التي قالت: "فقدت أختي في هذه الرحلة، وأصبت بحروق وجروح بالغة في هجوم تعرضنا له. لقد كانت رحلتي مروعة، وأريد العودة إلى بلدي".
وأشارت المنظمة إلى أن الكثيرين أصبحوا يتوقون للعودة إلى ديارهم، ويلجأون في الغالب لنفس شبكات التهريب للعودة في رحلات محفوفة بالمخاطر على متن نفس القوارب التي وصلوا بها.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة: إن تقارير مصفوفة تتبع النزوح التابعة لها أفادت بأن آلاف المهاجرين سافروا بالقوارب عائدين من اليمن إلى جيبوتي والصومال هذا العام.
وأفادت أن في عام 2022، وحتى الآن، وصل أكثر من 40,000 مهاجر إلى شواطئ اليمن وفقاً لتقديرات مصفوفة تتبع النزوح. وتشكل النساء والأطفال 30 في المائة منهم، مما يجعلهم عرضة لخطر الانتهاكات الجسيمة بشكل متزايد.
وذكرت "إتينش"* ذات الثمانية عشر عاماً، وهي أحد المهاجرين الذين سيغادرون في رحلة اليوم: "تعرضت للضرب من قبل المهربين في جيبوتي عندما لم أستطع الدفع لهم. ثم عرض عليَّ مهرب آخر دفع ثمن رحلتي إذا تزوجته.
وأضافت: كنت حاملاً في الوقت الذي وصلنا فيه إلى الشواطئ اليمنية. لقد تركني زوجي بدون طعام أو مال. واضطررت إلى المشي لأسابيع لكي أصل إلى شمال اليمن."
تقول المنظمة الدولية للهجرة أنها قدمت المساعدة الإنسانية لأكثر من 84,000 مهاجر في اليمن العام الماضي. وشمل ذلك الرعاية الصحية، ومواد الإغاثة، والدعم النفسي، وخدمات الحماية الأخرى.
وأكدت أن دعمها سيستمر حتى بعد عودة المهاجرين إلى ديارهم في إثيوبيا، حيث سيتم إيواء جميع العائدين في مركز العبور التابع للمنظمة الدولية للهجرة في أديس أبابا. كما سيتم تقديم المزيد من الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي للمحتاجين.
كما سيحصل أولئك المستعدون للسفر إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم على المساعدات اللازمة لتحقيق ذلك. وبالتعاون مع السلطات الحكومية لحماية الطفل ومنظمة اليونيسف، ستقوم المنظمة الدولية للهجرة بتتبع أسر الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم والترتيب للم شملهم.
تتلقى رحلات العودة الطوعية الإنسانية من اليمن حالياً الدعم من قبل حكومات ألمانيا والنرويج والسويد ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومكتب وزارة الخارجية الأمريكية للسكان واللاجئين والهجرة. وبالإضافة إلى الرحلات الجوية، تقدم المنظمة الدولية للهجرة خدمات التسجيل والتوثيق، والمشورات الطبية، والإقامة الآمنة لضمان حماية المهاجرين المسافرين قبل الإقلاع.