وقال نشطاء وصحفيين يمنيين بأن ميناء الحديدة استقبل نحو 15 سفينة جديدة خلال يوم الثلاثاء الماضي، مشيرين إلى هجرة التجار إلى ميناء الحديدة بدلا من ميناء عدن بسبب التسهيلات الحاصلة وكذلك انفخاض سعر صرف الدولار الجمركي.
ميناء الحديدة يستقبل 15 سفينة في يوم واحد وبدون تفتيش..
— عباس الضالعي (@abbasaldhaleai) February 14, 2023
كم استقبل ميناء عدن في نفس اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ pic.twitter.com/d0GEPcudAo
لكن عند التحقق من تلك المعلومات والاطلاع على بيانات حركة السفن في الموقع الإلكتروني لمؤسسة موانئ البحر الأحمر يتبين بأن تلك المعلومات ليست دقيقة وجرى استخدامها في سياقات مضللة.
إذ لم تدخل 15 سفينة إلى ميناء الحديدة في يوم واحد "الثلاثاء الماضي"، وفقا لكشف حركة السفن، إنما وصلت 4 سفن تحوي مواد غذائية ثلاث منها وصلت يوم الأحد الماضي إلى رصيف الميناء والرابعة يوم الخميس الماضي، أي بأنه لم تصل إي سفينة يوم الثلاثاء.
أيضًا بحسب كشف حركة السفن، هناك 7 سفن تحمل معظمها مشتقات نفطية في غاطس الميناء وتنتظر دخولها، وبعضها مر على انتظارها موافقة دخولها نحو نصف شهر.
فيما السفن المتوقع وصولها للمنياء تبلغ نحو 4 سفن تحمل مواد غذائية ومن المقرر وصولها خلال هذا الأسبوع.
أيضًا قال الادعاء بأن معظم التجار توجهوا نحو ميناء الحديدة لنقل بضائعهم بدلا من ميناء عدن بسبب رفع الحكومة لسعر الدولار الجمركي في ميناء عدن إلى 750 للدولار الواحد، فيما في ميناء الحديدة الخاضعة للحوثيين مازال في السعر القديم أي 250 ريالا.
وبرر الادعاء ذلك بأن هناك تسهيلات كبيرة لدخول السفن إلى ميناء الحديدة وكذلك عدم تفتيشها بعد سماح التحالف والأمم المتحدة في مؤشر إلى قرب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وهدنة بين السعودية والحوثيين.
لكن عند تتبع حركة السفن في منياء الحديدة ومقارنة السفن التي دخلت الميناء قبل نحو أكثر من شهرين ومقارنتها بحركة السفن يوم أول أمس مثلا، يتضح بأن نفس السفن التي دخلت في منتصف ديسمير من العام الماضي هي ذاتها تدخل الآن وبنفس الحمولة والبضائع.
وهذا يعني بأن ليس هناك أي إجراءات جديدة شملت ميناء الجديدة مثل عدم تفتيش السفن الداخلة أو دخول سفن جديدة، مازالت نفس البضائع تدخل الميناء كالعادة وهي المواد العذائية الأساسية وسفن النفط.
وهذا يتعارض مع القول بأن التجار توجهوا إلى ميناء الحديدة بدلا من عدن، خصوصًا بأن قرار رفع سعر الدولار الجمركي في منياء عدن لم يشمل المواد الغذائية الأساسية التي هي ذاتها تدخل ميناء الحديدة أيضًا، أي ليس هناك ما يجذب التجار إليها.
وكانت الحكومة اليمنية، أمس الأربعاء، قد قالت في بيان بأنه ليس هناك أي إجراءات جديدة على ميناء الحديدة وعلى السفن التجارية التي تستقبلها الميناء إطلاقا، أي بأن لم ترفع القيود عنها ومازالت السفن تختضع لآلية تفتيش الأمم المتحدة "الأونفيم".
يأتي بيان الحكومة بعد حملات إعلامية تتحدث عن فتح ميناء الحديدة بالكامل ورفع القيود عنها، إضافةً إلى تصريحات الحوثيين الأخيرة بأن سفنتين وصلت الميناء الأسبوع الماضي بدون تفتيش.
ووفقًا لموقع تتبع حركة السفن " MarineTraffic" فإن السفن المتجهة نحو ميناء الحديدة مازالت تخضع لآلية التفتيش التابعة للأمم المتحدة "أونفيم" بالتنسيق مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي ما يؤكد بأن تصريحات الحوثيين كاذبة.