وقال المركز في تقرير بحثي إنه بالنظر إلى أن المرأة اليمنية تعد في طليعة جهود التخفيف من تداعيات الحرب على اليمنيين، فإنه من الضروري إدماج جهودها في بناء السلام ضمن مفاوضات وقف الحرب المندلعة منذ عام 2015.
وأشار التقرير الذي حمل عنوان "نضال يومي من قلب المجتمع: كيف تسهم اليمنيات في بناء السلام" إلى أن المرأة اليمنية تتمتع بدور مُعترف به على نطاق واسع في بناء السلام، لكن الكثير يربطون هذا الدور في مجال الحياة الخاصة، أي المنزل، ولذلك دائماً ما يتم إقصائهن وبصورة ملحوظة على المستويين المحلي والوطني من محادثات السلام، التي لا تزال حكراً على الأطراف المتحاربة منذ سنوات خلت.
وأوضح التقرير أن الناشطات في مجال السلام يواجهن تحديات الوصم الاجتماعي من كلا الجنسين على حد سواء، إذ أُبلغ عن تعرض ناشطات لمضايقات في مناطق سيطرة الحوثيين وكذلك المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً.
وأورد أن حملات التشهير هي أبرز العوائق التي تحول دون مشاركة المزيد من النساء في بناء السلام بصورة أكثر علنا، إذ أن بعض شرائح المجتمع اليمني تتصور أن مصطلحات مثل "السلام" أو "بناء السلام" و"المساواة بين الجنسين" هي مفاهيم غربية.
وذكر بأن ذلك يعوق عمل الأفراد والمنظمات، وعلى وجه الخصوص النساء اللواتي ينظر إليهن البعض على أنهن يتقبلن "بسذاجة" المفاهيم الغربية التي تفرضها المنظمات المحلية والدولية.
وهدف التقرير إلى تعريف مفهوم السلام من وجهة نظر اليمنيين، واقتراح تدابير تكفل تعزيز دور المرأة في بناء السلام، وإيجاد طرق للحد من الممارسات والسياسات التي تسبب وتعيد تكرار أعمال العنف.
وقال إنه وجد أن تعريف مفهوم السلام يتشابه لدى الغالبية مع بعض الاختلافات بناءً على المناطق التي ينتمون إليها، وتركز التعريف في مجمله حول الأمن والاستقرار، وحرية التعبير والتنقل، وتلبية الاحتياجات الأساسية، والتعايش المتأصل في العقيدة الإسلامية، والحفاظ على الكرامة.
ووضع التقرير توصيات قد تُرشد الجهات المحلية والدولية في تبني نهج يشجع على إدماج الممارسات اليومية للمرأة في جهود بناء السلام الشامل، من خلال تمكين دور المرأة على مستوى القاعدة الشعبية عبر الإقرار بممارساتها اليومية في مجال بناء السلام، مع ضرورة دعم المشاريع المحلية القائمة وتمويل مشاريع جديدة التي تهدف إلى تعزيز دورهن في هذا المجال داخل المجتمعات المحلية، لا سيما في المناطق الريفية.
يذكر أن هذا التقرير البحثي، هو نتاج مشاركة لـ128 يمنيا ويمنية من مختلف الفئات العمرية والمناطق الجغرافية والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، وعُقدت في سياق إنتاجه حلقات نقاش في كلٍ من محافظات صنعاء وإب وعدن وحضرموت، كما أُجريت مقابلات مع مختلف صنَّاع القرار والقيادات المجتمعية ورجال الدين.
وكان مركز صنعاء للدراسات (يمني غير حكومي) قد نظم ندوة بالتزامن مع إطلاقه للتقرير، ناقش فيها نظرة اليمنيين للنساء كبانيات سلام، والتحديات التي تواجه المرأة المنخرطة في عملية صنع السلام.