كان للمقاومة الشعبية قصب السبق في تلبية أشواق الشعب اليمني في التصدي لمشاريع التدمير والتمزيق واجهاض الدولة اليمنية واستهداف الهوية والسيادة الوطنية .
تجلت هذه المواقف الوطنية للمقاومة الشعبية ، منذ يومها الأول، في تعز وعدن ومأرب والجوف وشبوة وحضرموت وأبين والبيضاء والحديدة وإب وحجة وعلى امتداد الخارطة اليمنية ، فكانت المقاومة الشعبية هي البندقية الوطنية الصادقة ، في مواجهة الانقلاب على الشرعية ، والتي تمكنت من إنجاز العديد من الانتصارات في عدد من المحافظات اليمنية ، التي اندلعت فيها بيارق المقاومة ، صريحة الهدف واضحة المعالم والمسارات الوطنية الخالصة ، مقدمة في سبيل ذلك سفرا هائلا من التضحيات ، وكان في طليعتها شباب الثورة ، الذين تقاطروا من ارجاء الخارطة اليمنية ليسطروا أروع التضحيات ومعهم كل احرار اليمن .
كان الشيخ حمود المخلافي رمزاً وأيقونة جامعة للمقاومة الشعبية التي ولدت من رحم القضية الوطنية ، ككيان شعبي مقاوم ، للطغيان والاستبداد والإرهاب ومشاريع التدمير ، فكانت مقاومة شعبية وطنية ، ناصعة الولاء لليمن ، مجردة من كل الاجندات ، لتصمد ومعها كل احرار اليمن قاطبة في مواجهة كل الزوابع والاعاصير التي تكسرت أمام إرادة وصلابة شبابها ورجالها الميامين ، وفي مقدمتهم شيخ المقاومة الشعبية حمود المخلافي وكل رفاق دربه العظماء ، الذين تمكنوا من إلحاق الهزيمة بمليشيا الانقلاب وتحالفاتها في عدد من محافظات الجمهورية اليمنية .
فالتاريخ يحتفظ لهذه المقاومة الباسلة تاريخ من المواقف التي لم تهتز ، وظلت ثابتة دعائمها في أقاصي الأرض اليمنية ، ولم تأتي من مواقف متلجلجة أو متأرجحة في مواجهة الانقلاب الحوثي ، وبقيت ولاتزال حاضنة للقضية اليمنية في التحرر من الاستبداد ، رافضة لمشاريع العودة للماضي البائد.
كانت تعز هي الحاضنة الأولى للثورة وللمقاومة الشعبية الباسلة ، واستلهم الشعب اليمني من تلك الإرادات القوية والفولاذية التي تصدت بالبندقية الوطنية الصرفة ، لكل غوائل وجحافل الحقد والكراهية ، ومزقت كتائبها ، جحافل الانقلاب واسكت مدافع حقده الأسود، ولاتزال دماؤها طرية تروي ساحات الوطن دفاعا عن هويته وكرامته .
صوبت مدافع الموت والخراب منذ اليوم الاول ،،على المقاومة الشعبية في تعز التي تمكن أبطالها بقيادة الشيخ حمود المخلافي من تحرير العديد من محافظة تعز ، واجبر الانقلاب الحوثي على الانكسار في تراب الخزي والعار والهزيمة .
كانت المقاومة الشعبية ملهمة لكل احرار اليمن في مأرب والجوف وعدن والضالع ولحج وابين وشبوة وزرانيق والحديدة وأب وحجور حجة وعتمة ذمار ، ومناطق في عمران والبيضاء ، التي تعرضت للخذلان ، لأنها رفضت الارتماء في وحل الخيانة والارتزاق ، وبقيت يمنية الارادة والضمير والموقف والصمود، وتهاوت أمام صمودها كل المؤامرات ، حين تدفق رجالها الاحرار وزلزت عروش الطغيان على امتداد سنوات من الصمود الاسطوري ، وبسببها استنسخت كيانات ومليشيات مسلحة ، ودعمت بالمال والسلاح ، بينما كانت المقاومة الشعبية تقاتل بالبندقية في معركة وطنية طاهرة من كل ارجاس الاجندات.
امتدت شرارة وعي المقاومة الشعبية إلى محافظة الحديدة فكان أبناء تهامة والزرانيق ، يواجهون جحافل الحقد والإرهاب والطفيان والانقلاب بصدور عارية وإمكانيات شحيحة فكان لاحفاد الزرانيق ورجال تهامة دور كبير في سحق جحافل الغزو في معارك الكيدية والعباسية في العام 2015 ، وخلال 15 يوما أذاق فيها أبطال الزرانيق الوية المليشيات المدعومة بامكانية الدولة المنهوبة ، صنوف الموت ، ودفن احفاد الزرانيق في تراب السهل التهامي غرور وصلف الانقلاب ، ليعيد التاريخ نفسه ، في،قصة أول ثورة في اليمن زلزلت عروش الكهنوت الامامي منتصف القرن الماضي ، وتصد أبطال الزرانيق وتهامة لأربعة ألوية عسكرية ، ليكبدوها خسائر فادحة في حرب مواجهات مفتوحة، ليقاتلوا حتى آخر طلقة ، وتمكنوا من الانسحاب بعد أن خذلت المقاومة حينها ، وتركها معزولة دون إمداد لتنسحب المقاومة الشعبية في الزرانيق دون أي خسارة مكبدة مليشيا الانقلاب الحوثي مئات من القتلى . ولم تنطفئ تلك المقاومة واستمرت المقاومة الشعبية في الحديدة في العمل النوعي حتى تم ايقاف الدعم والإسناد لها .
وبقي الرجل العصامي والبرلماني الغيور محمد ورق ، منحازا لكل أشكال المقاومة ، وبقي في مسار الرفض لكل الاجندات ، منحازا للقضية التهامية واليمنية في مواجهة كل المشاريع الغير وطنية، وحين تشكل المجلس الاعلى للمقاومة الشعبية ، كان الرجل يصطف مع كل الاحرار في مجلس المقاومة.
هو الحال تماما في المقاومة الشعبية التي تشكلت في عتمة وعمران والبيضاء وحجور حجة وعدد من مديريات محافظة إب ، التي اندلعت في معظم مديرياتها مقاومة ، وبدأت تزحف نحو النصر ، وللأسف خذلت تلك المقاومة ومنع عنها الدعم ويعرف الجميع كيف تم خذلانها بعد أن كادت تطيح بكل الانقلابيين فيها .
تشكلت المقاومة الشعبية في جميع محافظات اليمن ، وحين تشكل الجيش الوطني كانت له سندا ، وبقيت المقاومة الشعبية محطة آمال اليمنيين برغم كل المؤامرات التي حاولت النيل منها .
عودة المقاومة الشعبية اليوم إلى زخمها الأول، والى صدارتها الوطنية ، هي في الواقع عودة شعبية طبيعية بعد أن تعاظم الكيد على الشعب اليمني وجيشها الوطني ، فكان من الواجب الوطني أن تعود المقاومة الشعبية لحمل اللواء الوطني قبل أن يسقط اليمن كلية في تجاذبات وتقاطعات المصالح المحلية والاقليمية والدولية ، وفي دوامة الأجندات الغير الوطنية والمشاريع الصغيرة والمتغضنة .
بعد أن وجدت الشرعية نفسها معزولة أو تكاد تكون كذلك ، بعد صمود قرابة عقد من الزمن بفضل الله ثم بفضل رجال وشباب المقاومة الشعبية ، وها هي الشرعية تتعرض لتآمرات متلاحقة، فمن الطبيعي أن يعود اليمنيون إلى جذر قوتهم الأول ، في مواجهة الانقلاب الحوثي ، الذي قدمت له تسهيلات ، من شأنها تمكينه والاعتراف به بالرغم من أن العالم يعرف كل خياناته وتنكره لكل الاتفاقيات ، ولم يعد أمام الشعب اليمني خيار سوى البقاء ضمن إطار مقاومته الشعبية ، بعد أن تم تقييد كل القوى الوطنية ومنها الأحزاب السياسية والنخب التي تكلست وتم احتوائها وتقييدها بركام هائل من الكوابح والقيود التي زجت بها في حقول ألغام الشتات والتمزق والصراع والمصالح والحسابات والتكهنات ، بالرغم من الجهود التي يبذلها البعض في الحفاظ على بعض من التوافق ، توافق محكوم باسيجة واطواق ما تريده بعض القوى الإقليمية والدولية ، لا ما يريده اليمنيون ويتطلعون اليه.
عودة المقاومة الشعبية في الواقع الراهن هي عودة الروح للجسد اليمنى المدمى ، المقاومة الشعبية التي انطلقت من أهداف وطنية خالصة ، هي آخر الآمال وطلعات اليمنيين بعد أن تردى الجميع أودية الاجندات والمشاريع الصغيرة ، عودة المقاومة الشعبية نتاج طبيعي لإعادة المشروع الوطني للدفاع عن الدولة والشرعية والسيادة والهوية الوطنية
فالمقاومة الشعبية اليمنية ، هي أول نواة في مواجهة مليشيات الحوثي واستعادة دورها وزخمها اليوم ، واعلانها توحيد مجالس المقاومة في المحافظات اليمنية، ضمن كيان واحد اطلق عليه " المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية” كممثل شرعي للمقاومة الشعبية في اليمن ، هو بيرق الأمل لليمنيين قاطبة في استعادة الدولة والشرعية والسيادة والهوية الوطنية.