لا أحد يركب على ظهرك إلا عندما تنحني أنت.. واقع النخب اليمنية وارتهانها للسعودية والإمارات

تشرين2/نوفمبر 14, 2023

خلال الأيام الأخيرة عادت الصحافة الإماراتية لتهاجم الدور السعودي في اليمن، من خلال توجيه اتهامات ببسط نفوذها في حضرموت، ومحافظات جنوب البلاد، وتنتقد قوات درع الوطن الممولة سعوديا.  

وعلى ما يبدو أن الصراع الإماراتي السعودي ينعكس على القوى الوكيلة على الأرض، حيث يطالب رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي - المدعوم إماراتيا - عيدروس الزبيدي، بتشديد على الجاهزية للقوات الخاصة به.  

ويرى مراقبون أن ما يحدث بين السعودية والإمارات سواء كان تبادل أدوار أو خلاف بينهما، فإن الواقع اليمني يظل مرهونا بتأثير التجاذبات بين البلدين، وأن ما تشهده البلد من تحولات وتطورات تتعلق بالأهداف والاستراتيجيات للبلدين على حساب اليمن. 
المحلل السياسي، عبدالهادي العزعزي يرى بأن الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن، كان بارزا للعيان منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، الذي جرى تكوينه من 8 أشخاص كممثلين لكل منطقة وإقليم.  

ويستشهد المحلل العزعزي بالمثل العربي الذي يصف الوضع في اليمن والذي يقول: "لا أحد يركب على ظهرك إلا عندما تنحني أنت"، وللأسف الشديد بحسب العزعزي تنحني بعض القوى اليمنية السخيفة جدا اليوم، والتي لا تدرك إلا أنها مجرد موظفي يومية، أو عمال تراحيل، وهي فاقدة الارتباط بالأرض، وأصبحت مجرد أدوات.  

وتابع: لا أحد يستطيع إن يفرض إرادته على هذا البلد، لو أن أبناء هذا البلد ونخبه وقياداته وصلوا إلى كلمة سواء، والتي كنا قد تجاوزناها منذ العام 2011م، وحتى العام 2013م، فجاءت ميليشيا الحوثي لتقسم ظهر البعير، ودفعتنا جميعا إلى هذه الهاوية، بحماقاتها.  

وأردف: الإشكال الحقيقي، أن أبناء البلد هم من جروا الإقليم إلى الداخل، وهم من استنزفوا إمكانيات البلد، وأوصلونا إلى هذه المرحلة، واليوم يرفعون أصواتهم أنهم بلا إمكانيات، وهم من عطل بعضهم البعض.  

وزاد: مهمة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، اليوم، أن يظل يحاول انتزاع الفتيل الذي يفجره عيدروس الزبيدي بشكل دائم، أي أن الفترة التي سوف يقضيها العليمي في رئاسة المجلس لا تكفيه لأن يصل إلى استنزاف تلك الطاقة الممولة لعيدروس، لنظل ندور بنفس الدائرة. 

وأضاف، أن تشكيل المجلس الرئاسي بثمانية رؤوس، كان انعكاسا لمقدار الصراع البيني والداخلي، بين التحالف العربي، وداخل المنظومة الخليجية نفسها، التي تظهر نفسها بشكل جلي داخل الجمهورية اليمنية.  

وتابع: في المرحلة التي تقاطعت فيها كل الأدوات، كنا نعتقد أننا ربما أمام وكلاء إقليميين حقيقيين، لصراعات الدول الكبرى، لكن اتضح أن هناك صراع من رحم صراع داخل هذه المنظومة، وانعكاسا للمنظومة الخليجية وأدواتها الداخلية، والجميع يستعرض قوته في هذا الجزء، وفي الأجزاء الأكثر كثافة سكانية والأكثر أهمية، يغيب عنها توزيع خارطة الموارد الطبيعية داخل البلد.  

وأردف: هناك صراع لاحتكار الشمال الغربي للمحيط الهندي، وهي أهم منطقة استراتيجية داخل جنوب الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، ومدخل البحر الأحمر الجنوبي، ويعتقد الإخوة في الخليج أننا لا ندرك أهمية هذه المنطقة، ونحن ندرك ذلك سواء منذ ما قبل بزوغ الدولة العثمانية قبل 500 عام، ومنذ العصور القديمة وما شكلته بالنسبة للدولة اليمنية على خط التجارة بين الشمال والجنوب. 

وزاد: كل هذه الأدوات مرتبطة اليوم بإعادة الترتيب مع مصالح إقليمية، اعتقد البعض أنه وكيلا إقليميا مفوضا، باسم بعض الدول والمصالح الغربية، خصوصا أننا أمام منطقة أصبحت منطقة جذب لكي تعلن اليابان أن لها قاعدة في جيبوتي، في حين هناك قاعدة صينية كبيرة بقوة عسكرية تقدر بعشرة آلاف، إضافة إلى تواجد أمريكي يحاول إيجاد نفسه بكل قوة للتحكم في هذا المدخل الاستراتيجي من نظره، باعتباره أحد أهم مناطق التقطعات التي يجب أن تبنى للصين مستقبلا. 

وقال، إن الإرباك الحاصل في المنطقة يتمثل في أن الجميع يسعى للبحث عن مصادر الثروة والسيطرة والهيمنة، وليذهب اليمنيون إلى الجحيم. 

وقال: القضية الآن لدى المجتمع اليمني، وليس لدى الخارج، فالخارج لديه مصالح، ومصالحه إن تقاسمها سوف تأتي على رؤوسنا، وإن اتفق حولها ستكون على حسابنا، وإن اختلف ستكون على حسابنا أيضا، وتستنزفنا، ألا يكفي أن يبلغ سعر الصرف اليوم للدولار، متجاوزا 1550 ريالا، وهي كارثة على الشعب اليمني الذي حُمّل مالا يطيق، واستنزف وقتل.  

وتساءل: هل ستلتحم العلاقات الخليجية الخليجية، بمزيد من الدماء اليمنية، بعد أصبحت كأنها غولا من الشيطان، يجب أن نقدم نحن اليمنيين قرابين لها. 

وأضاف: لو أن اليمنيين ظلوا معتمدين على أنفسهم، إلى النسق الأخير، لما كانت مشكلة الشرعية التي رمت بنا في أحضان التحالف العربي دون رؤيا، ستصلنا إلى السنة العاشرة من الخرب، في أطول حرب بالمنطقة. 

وتابع: ألا يدرك هؤلاء أننا عرب، نحن مجتمع سريع نحتاج إلى حركة سريعة وعمل سريع لنتجاوز هذه الحرب، نحن كيمنيين أنهكنا وأنهك الواقع اليمني، وأنهكت أحلامنا.  

وأوضح، أن الإقليم يعتقد أننا كلما طالت الحرب وأنهكنا، سوف نقبل بأي تسوية يفرضها، وهذا هو المستحيل، فكلما طالت الحرب، زادت قوة الأطراف الأخرى، غير الأطراف المدعومة التي تخسر كل يوم من شعبيتها.  

وقال: لا أعتقد أن المدرعات التي تقدمها الإمارات هي التي ستحكم، وأن تلك الصواريخ أو الأموال التي تضخ هي من ستقرر مصير اليمنيين، لأن اليمنيين اعتادوا أن يعيشوا أطرا طويلة بلا دولة، ويجيدون العيش بلا دولة، ويدركون متى يتكتلون، وهناك قيادات أخرى يمكن أن يراهن عليها الشعب اليمني، بل يمكن للشارع اليمني أن يوجد قياداته. 

 

Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro