وأضاف: "احتجاز السفينة، التي تعود ملكيتها لأحد رجال الأعمال الصهاينة، في ظل الهجمة الشرسة وحرب الإبادة، التي يشنها الاحتلال على أشقائنا في قطاع غزة والضفة الغربية، أعتبره عملا مشروعا وجيِّدا، وإن تم بواسطة مليشيا ارتبط تاريخها بالكثير من الأعمال السيِّئة بالنسبة للشعب اليمني".
وتابع: "لا يجب أن تكون هذه العملية لغسل جرائم مليشيا الحوثي في اليمن، وإذا كان هناك من طرف ينبغي أن نشكره على أن إسرائيل اليوم لديها سفينة محتجزة في اليمن، على ذمة الاعتداء على غزة، فهي الولايات المتحدة الأمريكية، التي فرضت اتفاق ستوكهولم، ومنعت استعادة الساحل الغربي، وميناء الحديدة، ورفضت وجادلت بقوة، وهددت ووضعت خطوطا حمراء أمام استئصال مليشيا الحوثي من ساحل البحر الأحمر".
وأردف: "الشكر موصول أيضا للسعودية والإمارات، والاتحاد الأوروبي، فمليشيا الحوثي اليوم هي جزء من الأجندة الإيرانية، وفي الوقت الذي يعتدي الاحتلال على غزة، أيضا ينفذ اعتداءات في سوريا، لكنه يستهدف معسكرات إيرانية، ويدمِّر المطارات السورية، وهذه ليست المرة الأولى، التي تستهدف إيران سفينة تعود ملكيتها لإسرائيليين".
وزاد: "هناك استهدافان بالصواريخ المسيّرة، تمّا في خليج عُمان، وجرى احتجاز بعض السفن، لكن اختطاف هذه السفينة أشبه بمن يرمي عصفورين بحجر، أولا أنها تحقق هدفا إيرانيا، إضافة إلى أنها تبقي مليشيا الحوثي في حالة انخراط كامل بمعركة الدفاع عن غزة، وهذا يقوي رصيدها على المستويين العربي والإسلامي، بأنها الطرف الذي يقدم دعما للفلسطينيين".
وقال: "مليشيا الحوثي ممكن أن تنفذ عملية الاختطاف للسفينة، في عملية اعتراض عسكرية للسفينة بزوارق حربية، وتقوم باقتيادها، فهي هدف سهل جدا، لكن مسألة تتبع السفينة، ومعرفة ملكيّتها، وخط سيرها، فهي تحتاج إلى إمكانات دولة".
وأضاف: "من حيث المبدأ أنا مع أي عملية ضغط تمارس على الكيان الصهيوني مقابل اعتداءاته على قطاع غزة، لكن حتى لا تتحول هذه العملية إلى غسل جرائم مليشيا الحوثي يجب أن تتحول هذه السفينة إلى ورقة تفاوض بيد حماس، فإن حدث ذلك فهذا يعني أنها عملية حقيقية بامتياز، وانتصار حقيقي للقضية الفلسطينية".
وتابع: "الدول العربية السنية المجاورة هي التي منحت مليشيا الحوثي دورا لتملأ الفراغ، الذي تركته هذه الدول، وتآمرت على بلدنا، وقوَّضت النظام الديمقراطي، وكنا نتطلع لأن تكون اليمن بقيادة ديمقراطية، وبدعم وتأييد الشعب اليمني هي من تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذا الظرف السيِّئ، لكن -للأسف- تركت اليمن لهذه المليشيات".