الصراع السعودي الإماراتي في حضرموت يعود مجددا إلى الواجهة

شباط/فبراير 03, 2024
عاد التوتر مجددا في محافظة حضرموت، بين التشكيلات العسكرية المدعومة من قبل السعودية من جهة، والإمارات من جهة أخرى، في ظل صراع صامت بين أبو ظبي والرياض، للسيطرة على المحافظة الواقعة شرق اليمن. 
واحتشد الآلاف في مدينة المكلا، مساء اليوم، في مهرجان دعا له المجلس الانتقالي - المدوم من الإمارات - لما قال إنه مساندة لـ"قوات النخبة الحضرمية"، وذلك رداً على محاولات لإدخال قوات درع الوطن المدعومة سعودياً إلى ساحل المحافظة، التي يعتبرها الانتقالي منطقة نفوذ خاصة.
 
وتزامنا مع هذه الحشود، وصل إلى المكلا عضو المجلس الرئاسي والقيادي في المجلس الانتقالي فرج سالمين البحسني. 
 
وفي كلمة مسجلة له أمام حشوده دعا رئيس المجلس الانتقالي "عيدروس الزُبيدي" لتسليم مدن وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة، لقوات النخبة الحضرمية. 

وأكد الزبيدي في كلمة وجهها للمتظاهرين في مدينة المكلا استجابة لدعوة مجلسه المدعوم من الإمارات، أن القوات التابعة للمجلس "ترسي مداميك دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة على كامل حدودها".

وذكر الزبيدي أن "قوات النخبة الحضرمية باتت تشكل عماد الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت، وتتكامل مع بقية قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة في بقية أرض الجنوب لتشكل حائط صد منيع في وجه قوى الغزو والإرهاب".

واعتبر الزبيدي تعميم تجربة النخبة إلى مناطق وادي وصحراء حضرموت "سيحمي مصالح الأشقاء والأصدقاء في هذه البقعة الحيوية من العالم"، في محاولة لتطمين السعودية التي ترى في حضرموت منطقة نفوذ استراتيجي لها، خسرتها مؤخرا لصالح الإمارات، وتحاول إعادة التوازن فيها من خلال قوات درع الوطن الخاضعة بشكل مباشر لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.

وفي منتصف الشهر الماضي منعت قوات من النخبة دخول قوات من درع الوطن التي يقودها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، مدينة المكلا، واعتبر بيان لانتقالي حضرموت تلك الخطوة بأنها محاولة لتهميش النخبة الحضرمية.

ومؤخرا أكد محافظ حضرموت بن ماضي، أن قوات "النخبة الحضرمية" بالمنطقة العسكرية الثانية وقوات "درع الوطن" جزء من القوات المسلحة، مشيرا إلى أن هذه القوات "صمّام أمان حضرموت ودرعها الواقي أمام كل من يحاول زعزعة أمانها وتعكير سكينتها العامة".

وقال إن "القوات المتواجدة في حضرموت من ألوية درع الوطن هم من أبناء حضرموت، ويعول عليهم أبناء المحافظة مع إخوانهم في قوات النخبة الحضرمية لحماية كل تراب حضرموت من أطماع الطامعين وزارعي الفتن بوصفهم خط الدفاع الأول للدفاع عن أمنها".

إلا أن قبائل حضرموت وقوات درع الوطن، المسنودة من قبل المملكة العربية السعودية، أظهرت اعتراضها على هذه الحشود، معبرة عن رفضها لما وصفتها ب"الدعوات لتحقيق مآرب وأهداف سياسية". 
 
وعبرت مرجعية قبائل حضرموت في بيان أصدرته مساء أمس الجمعة، عن قلقها البالغ لدعوات للتظاهر والتحشيد في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، تحت ذريعة مناصرة قوات النخبة الحضرمية، بينما يعيش المواطن في أسوأ الأوضاع جراء انهيار العملة الوطنية، وتأخر صرف المرتبات مما زاد المعاناة معاناة إضافية. 
 
وأضاف بيان القبائل، أن "المجتمع لا يحتاج إلى دعوات ظاهرها الاحتشاد لمناصرة من يفترض أنهم صمام أمان حضرموت"، (في إشارة إلى قوات النخبة الحضرمية). 
 
ودعت القبائل كافة المكونات إلى تجريم دعوات الاحتراب، وعدم شيطنة أبناء حضرموت للقبول ببعض ورفض البعض الآخر. وطالبت مجلس القيادة والحكومة والتحالف إلى تدارك الوضع المعيشي الصعب للمواطنين قبل حلول الكارثة. 
 
وطالبت محافظ محافظة حضرموت رئيس اللجنة الامنية مبخوت بن ماضي، بالقيام بدوره في الوقوف بحزم ضد هذه الدعوات والقيام بواجبه في حفظ أمن واستقرار المحافظة. 
 
وأهابت القبائل بالمواطنين إلى عدم الانجرار خلف أي دعوات مغرضه، وإن كان ولابد فالتظاهر للقمة العيش وتحسين الوضع وتعزيز العملة أولى من التظاهر لتحقيق مآرب وأهداف سياسية. 
 
كذلك، قوات "درع الوطن"، المدعومة سعوديا قالت إن "ما يحدث في المكلا من الحشد بدعوى الدفاع عن النخبة ومكتساباتها صب للجهد في غير محله"، مضيفة أن "لا أحد يريد هدم النخبة وهدر مكتسباتها وكل مايحصل إعلام يفتعل الشقاق وخلاف غير موجود أصلا". 
 
وأوضحت درع الوطن المدعومة سعوديا في بيان لها  أن قواتها انتشرت في كلا من: عدن ولحج وأبين ووادي حضرموت ولم تحل بديلا لأحد ولم تأخذ صلاحيات أحد، ونفذت مهامها في حدود ما كلفت به وبعيدا عن أي احتكاكات مع بقية القوى. 
 
وأشارت إلى أن "إعادة تدوير الإشاعات القديمة التي ثبت بطلانها عبث بعقول الناس وعواطفهم، فعندما تأسس درع الوطن في عدن أشاعوا انه جاء ليحل محل قوات الإنتقالي ثم تبين بعد ذلك أنهم جميعا قوة واحدة ضد من يزعزع أمن الوطن". 
 
وتقول "درع الوطن"، إنها قوات نظامية منضبطة تمتثل للضوابط العسكرية ولم تتجاوز أي نقطة تفتيش إلا بعد الإذن لها، وفقا للبيان الصادر عنها مساء أمس الجمعة. 
 
وقالت درع الوطن إنه "لم يكن هناك مبرر لتعزيزات النخبة والدعم الأمني، بغرض إيجاد فتنة تداركتها القيادة بسحب قوات درع الوطن وعودتها إلى مكانها"، وذلك بعد أن حشد الانتقالي قوات النخبة الحضرمية في مشارف المكلا ومنعت العشرات من الآيات العسكرية القادمة من سيئون التابعة لقوات "درع الوطن"، من دخول المكلا، في 18 يناير الماضي، ما جعل تلك القوات إلى الانسحاب والعودة إلى سيئون دون تصادم. 
 
وذكرت بيان درع الوطن، أن "محاولة ايهام الناس أن درع الوطن جاء لهدم النخبة الحضرمية في المكلا غير منطقي إطلاقا. واعتبر أن النخبة الحضرمية ودرع الوطن كلاهما من أبناء حضرموت ومحاولة التفريق بينهما عبث بغير دليل. 
 
وأمام الصراع المحتقن بين أبو ظبي والرياض، الظاهر بين التشكيلات التي تدعمها، يحاول المحافظ مبخوت مبارك بن ماضي، أن يحتوي ذلك التوتر، بقوله في تصريح له الخميس الماضي إن "قوات النخبة الحضرمية بالمنطقة العسكرية الثانية وقوات درع الوطن جزء من القوات المسلحة وهي صمّام أمان حضرموت ودرعها الواقي أمام كل من يحاول زعزعة أمانها وتعكير سكينتها العامة". 
 
وذكر المحافظ أن القوات المتواجدة في حضرموت من ألوية درع الوطن هم من أبناء حضرموت ويعول عليهم أبناء المحافظة مع اخوانهم في قوات النخبة الحضرمية لحماية تراب حضرموت كل حضرموت من أطماع الطامعين وزارعي الفتن بوصفهم خط الدفاع الأول للدفاع عن أمنها. 
 
وأشار بن ماضي إلى أن السلطة المحلية واللجنة الأمنية بالمحافظة ستواصل جهودها لوحدة الصف وتعزيز الاستقرار. 
 
ويقول مراقبون، إن ذلك يأتي في إطار الصراع بين الانتقالي الذي يسعى للسيطرة على المنطقة بدعم إماراتي إلى قوات النخبة الحضرمية من جهة، وقوات درع الوطن إلى جانب القبائل المسنودين من السعودية التي تعتبر المحافظة جزءا من أمنها ومنطقة نفوذ لها، من جهة أخرى.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro