وقالت الممثلة الدائمة لبريطانيا لدى الأمم المتحدة؛ باربرا وودوارد، في كلمتها أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، في نيويورك: "لا يزال الحوثيون يواصلون المخاطرة بمزيد من التصعيد من خلال هجماتهم المستمرة ضد الشحن في البحر الأحمر، إن أفعالهم المتهورة هذه تهدد بتقويض الجهود الرامية إلى إحلال السلام للشعب اليمني بشكل خطير".
وجددت وودوارد، إدانة بلادها لاستمرار الحوثيين في تنفيذ الهجمات البحرية التي قالت إنها "تهدد حياة الأبرياء، وتعرض للخطر عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن والمنطقة"، كما أدانت إقدام عناصر من الجماعة على تفجير منزل في رداع بمحافظة البيضاء الشهر الماضي، وما أسفر عنه من خسائر فادحة في الأرواح والإصابات بين المدنيين.
وأشارت الدبلوماسية البريطانية إلى أن إصدار الجماعة مؤخراً لعملة مزيفة يهدد بزعزعة استقرار القطاع المصرفي وتعميق الانقسام في اقتصاد البلاد الهش بالفعل.
ودعت وودوارد، جماعة الحوثي، إلى "إعطاء الأولوية لمصالح الشعب اليمني، والانخراط في جهود الأمم المتحدة لحل التفتت الاقتصادي ووقف الاستفزازات من أجل الحفاظ على مساحة لعملية السلام بين اليمنيين".
وأكدت دعم بلادها الكامل للجهود المستمرة التي يبذلها المبعوث الخاص؛ غروندبرغ للتقدم في خارطة الطريق نحو حوار يمني - يمني بقيادة الأمم المتحدة، باعتبار أن التسوية السياسية الشاملة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام والاستقرار طويل الأمد في اليمن ومعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وشددت المندوبة البريطانية، على ضرورة أن يتم التركيز على معالجة كافة القضايا التي تواجهها اليمن، بما فيها المسائل المرتبطة بأزمة المناخ والتحديات البيئية جنباً إلى جنب مع إنهاء الصراع، في أي مناقشات مستقبلية بشأن السلام في البلاد.
وأعلنت وودوارد، أن بلادها ستعمل على زيادة التمويل خلال العام الجاري لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في اليمن، وقالت: "قدمت بريطانيا أكثر من 1.2 مليار دولار من التمويل الإنساني منذ بدء الأزمة، من ضمنها 110 ملايين دولار في العام الماضي، ونتوقع زيادة مساهمتنا هذا العام".
وطالبت الممثلة الدائمة لبريطانيا، جميع أطراف النزاع بضرورة تسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني دون عوائق، ووقف القيود المفروضة التي تمنع النساء العاملات في مجال الإغاثة من تقديم المساعدة الحيوية.
من جانبها أعلنت الأمم المتحدة عن رصد عشرات القيود التي تفرضها مليشيا الحوثي على الوكالات والمنظمات الإنسانية في مناطق سيطرتها.
وأوضحت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إيديم ووسورنو، خلال إحاطتها بمجلس الأمن، أن العامِلِينَ الإنسانيين باليمن يعلمون في ظروف صعبة.
وأشارت إلى أن حوادث القيود التي سجلتها المنظمات منذ ديسمبر وحتى فبراير الماضي بلغت مائة وسبعة وثلاثين حادثة، مؤكدة أنها تواجه عجزا في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري التي تلقت حتى الآن عشرة في المائة فقط.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، قد حذر من ربط تسوية الأزمة اليمنية بالقضايا الأخرى، مؤكدا أن ترك اليمن في انتظار السلام له تداعيات كارثية على اليمنيين والمنطقة برمتها.
وشدد خلال إحاطة له في مجلس الأمن، على ضرورة استغلال فرصة اليمن في تحقيق السلام وعدم تحويلها إلى خسائر ثانوية، داعيا الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية أحادية الجانب.
كما حذر من عواقب وخيمة على اليمنيين والمنطقة، حال إهمال العملية السياسية باليمن ومواصلة مسار التصعيد، مؤكدا أن الانخراط مع الأطراف والعمل على خارطة الطريق يمكن أن يفتح آفاقا للحوار.