.وتأتي أمنيات اليمنيين متشابهة عن ماسبقها من أعوام حيث يأملون بتوقف الحرب وتحسن أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية وأن ينعموا بالأمن والسلام في مختلف المناطق اليمنية.
وشهدت الشهور الأخيرة من العام الماضي تصاعدا في تدهور الأوضاع الاقتصادية مع اتساع الحرب على باب المندب والبحر الأحمر، إذ تتصاعد المناوشات مع الولايات المتحدة الأميركية على خلفية استهداف الحوثيين السفن الإسرائيلية وغيرها من الجنسيات الأخرى التي تعبر البحر الأحمر.
في الوقت الذي يحتاج فيه أكثر من 21.6 مليون شخص، أي 75% من سكان اليمن، إلى مساعدات، منهم 17 مليون شخص في فقر مدقع نتيجة انعدام الأمن الغذائي. ويواجه البلد العديد من الأزمات، منها انهيار سعر صرف الريال والتقلبات الحادة في تداولاتها لاسيما في مناطق الحكومة، وارتفاع التضخم، واشتداد الاضطرابات الاجتماعية وتسببها في تراجع أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة.
يقول محمد سلطان وهو رب أسرة مكونه من خمسة أطفال " اتمنى أن أعيش هذا العام بكرامة أنا وأطفالي ولا احتاج للتوسل من أجل إطعام أطفالي وجبة واحدة في اليوم"
ويضيف سلطان وهو من سكان مدينة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين " أريد أن يمر هذا العام دون التفكير على الأقل يوماً في كيف سأستطيع توفير ما يسد جوعنا أو دون أن نعاني الأوجاع والآلام بسبب الفقر والغلاء الفاحش".
ويعيش الاقتصاد اليمني واحدة من أسوأ مراحله نتيجة استمرار الصراع منذ تسع سنوات وتدهور العملة وتوقف تصدير النفط، ما أدى إلى ارتفاع هائل في الأسعار وسط عجز كثير من اليمنيين عن شراء غالبية السلع الأساسية وسقوط قطاعات كبيرة من السكان في براثن الفقر والجوع.
بينما قالت أم خالد ( ربة منزل) "آمل هذا العام أن استطيع سداد إيجار المسكن الذي أقيم فيه وأسرتي لم أتمكن من سداد الشهور الأخيرة وصاحب المنزل ترل لي مهلة لكنها لن تستمر طويلا واصبحت إيجارات الشقق والبيوت مرتفعة جدا ومن غير استطاعتي مجاراتها".
في حين عبر ماهر القدسي عن أمنية في أن "تتوقف الحرب في فلسطين المحتلة وإعلان انتصار المقاومة الفلسطينية وإن يبدأ عهدا جديد يعجل بتحرير ارض فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي".
كما أكد القدسي على مخاوفة في إن تتوسع هذه الحرب لتشمل اليمن خاصتاً مع استمرار عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، وإعلان الولايات المتحدة في 18 ديسمبر الجاري عن تشكيل تحالف من عدة دول، من أجل ردع الهجمات التي تستهدف الملاحة البحرية.
ووفقاً لمراقبين فإن تأثير تمدد الحرب في المنطقة سيكون كارثياً على اليمن، إذ ستتراجع المساعدات الإنسانية أكثر ويمكن أن ترتفع أسعار المشتقات النفطية وكذا السلع الغذائية التي سيكون لها بالغ الأثر على الجانب الغذائي، وبالتالي تفاقم أكبر للوضع الإنساني في اليمن الذي يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم.