يعمل الدكتور محمد الشرجبي طوال أيام الأسبوع على اجراء عمليات التجميل للمصابين بالحروق ومختلف الآصابات منذ اندلاع الحرب في اليمن، كما يعمل على اجراء عمليات زراعة الشعر وعمليات تجميلية أخرى لمن يطلبها.
تأثير الحرب
زادت الحرب من أعداد المصابين بالتشوهات والحروق، الى جانب انفجار أسطوانات الغاز المنزلي والحرائق الجانبية الأخرى، كما أدى سوء التغذية ونقص الحديد الى حدوث تشوهات خُلقية عند بعض اليمنيين، وكلها عوامل ضاعفت التحديات أمام الدكتور الشرجبي وغيره من أطباء الجراحة التجميلية، إذ أنهم لا يتلقوا أي دعم مادي من أي المنظمات الصحية سواءً محلية أو دولية.
وفي هذا السياق يشير الدكتور الشرجبي إلى أن منظمة أطباء بلا حدود كانت تأخذ بعض المصابين بالحروق للعلاج في الأردن، لكن ذات المنظمة الدولية في ذات الوقت لا تقوم بدعم مراكز جراحة التجميل في اليمن.
وبحسب الشرجبي، فإنه لا يوجد في كل المحافظات اليمنية سوى مركز واحد لعلاج الحروق، وعشرون سريراً فقط.
ويتساءل : لماذا لا يوجد صندوق لتجميل الحروق والتشوهات، أُسوةً بصناديق دعم ذوي الإعاقة والتراث والشباب والرياضة وغيرها من الصناديق.
ولفت الى أن أكثر فئات المجتمع التي تزوره وتطالب بعمل جراحات تجميلية هم أيضاً من الذين يتعاملون مع الكاميرا مثل الإعلاميين والممثلين والفنانين والمشاهير والسياسيين.. ويفتخر الشرجبي أنه يقدم "كرت ضمان" بصلاحية الشعر الجديد خاصةً للرأس لمن يطلبون منه زراعة الشعر.
اقبال كبير
يعمل الدكتور محمد الشرحبي وهو استشاري أول في جراحة التجميل، على اجراء عمليات ترميم وتحسين التشوهات والحروق والعيوب الخُلقية، إضافةً إلى زراعة شعر الرأس والذقن والحواجب، وتصغير الجبهة، وتجميل الأنف، وشد ترهلات البطن، وحقن الدهون، وإصلاح تشوهات الأعضاء التناسلية وإجراء حقن البوتكس والفيلر والبلازما، وشفط الدهون..
لا تقتصر عمليات التجميل على الأثرياء فقط، بل إن الفقراء ايضاَ لهم الرغبة في اجراء تلك العمليات وهو الحلم الذي بالفعل أصبحوا قادرين على تحقيقه.
وفي سياق متصل، يقول الدكتور محمد الشرجبي إن الكثير من المواطنين كانوا يأتون اليه وخاصة من الفقراء لطلب اجراء عمليات التجميل ويتم استيعابهم إما عبر مخيمات طبية أو عبر منحهم تخفيضات كبيرة.
ويتذكر الشرجي في حديثه لـ"تعز تايم": "مجيء شاب عشريني إليه يعاني من الشفة الارنبية، وحينما سأله عن اسمه قال إنه يدعى" علي الاشرم"، وفي حقيقة الأمر أنه كان يتعرض للتنمر جراء اصابته بتشوه خلقي".
وأضاف: "هذه الحالة جعلتني أكثف أنشطتي في مساعدة الفقراء وذوي الددخل المحدود ممن يحتاجون لإجراء عمليات تجميليه، وبالفعل أقمنا 17مخيما طبياً داخل اليمن من صعدة إلى سقطرى، تحت شعار « الله جميل يحب الجمال".
وعي اجتماعي
في هذا السياق، يرى الدكتور محمد الشرجبي أن وعي اليمنيين قد تغير تجاه عمليات التجميل، وأصبح معظمهم يتقبلونها، فيما يرى البعض أن التجميل موضة، خاصة لمن يطالبون بعمليات التجميل التحسيني.
وقال الشرجبي في حديثه لـ"تعز تايم": "شهدت اليمن في الآونة الأخيرة اقبال كبير على عمليات التجميل لأشخاص أُصيبوا بحروق أو تشوهات خُلقية وبدلاً من السفر الى تلخارج مثلما كان يحدث في السابق".
وأشار الى أنه: "بعد العام 2000م بدأت طفرة في عالم طب الجراحة التجميلية في العالم، ونحن في اليمن سايرنا هذه الطفرة، وأنا بدوري أؤكد لكم أنه لا يوجد فرق بين الإمكانيات والكوادر الموجودة في اليمن وما هو موجود في البلدان العربية".
جراحات غير مقبولة
وفي هذا السياق، يرى الدكتور الشرجبي أن بعض الجراحات التجميلية غير مقبولة كعمليات تغيير الجنس، وإزالة الثدي، وتغيير بصمات الأيدي.
وأشار الى أن: "بعض العمليات تعتبر حساسة ويتم عملها بسرية تامة احتراماً لخصوصيات الناس كعمليات اصلاح التشوهات الخلقية في العضو الذكري والأعضاء التناسلية كتوسيع المهبل".
واختتم بالقول: "بعض الأشخاص يتعمد إحراق بصمات أصابعه بسبب أنه تم ترحيله من أي دولة خليجية ويريد أن يعود إليها، فيطلب مني تغيير بصمته حتى يعود للدولة التي رحَّلته، ونحن بدورنا نرفض مثل هكذا أمور مشبوهة".
تقرير : علاء الدين الشلالي