تهديد صامت يمتد من السودان إلى الصومال.. ماذا يفعل الحوثيون في الضفة الغربية للبحر الأحمر؟

نيسان/أبريل 10, 2025


كشف تقرير تحليلي حديث عن وجود غير مرئي وخطير لجماعة الحوثي في الضفة الغربية للبحر الأحمر، يمتد من السودان وإريتريا مروراً بجيبوتي والصومال، بدعم وتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، ما يشكّل تهديداً استراتيجياً لأمن المنطقة والملاحة الدولية.


التقرير، الذي تناولته ورقة تحليلية موسعة،  أصدرها مركز المخا للدراسات أكد أن التهديد الحوثي لا يقتصر على الضفة الشرقية للبحر الأحمر في اليمن، بل يمتد إلى الضفة المقابلة، حيث أقامت الجماعة شبكات دعم وتهريب واستطاعت ترسيخ وجودها عبر تحالفات خفية وعلاقات معقدة تمتد عبر القرن الأفريقي.

من السودان.. تهريب السلاح تحت غطاء التعاون الإيراني

أشارت الورقة إلى أن جذور العلاقة بين الحوثيين والسودان تعود إلى عام 2001، وتعمقت خلال الحرب السودانية الأخيرة، إذ استعان الجيش السوداني بإيران لتوفير الأسلحة، في ظل الحصار الدولي، ليصبح الحوثيون وسيطًا لوجستيًا في تهريب السلاح الإيراني إلى الخرطوم.

الهدف الإيراني، بحسب التقرير، هو تعزيز النفوذ الإقليمي وتطويق السعودية من الغرب، فيما ترى جماعة الحوثي في ذلك فرصة لتعزيز شبكاتها وعملياتها في البحر الأحمر، خصوصاً مع تصاعد التوترات في المنطقة.

دعم إريتري سرّي رغم القطيعة الرسمية

ورغم إعلان إريتريا قطع علاقاتها مع إيران عام 2014، وتحييد موقفها من الحرب في اليمن، إلا أن الورقة تكشف استمرار علاقات خلف الستار بين جماعة الحوثي وعناصر نافذة في النظام الإريتري، تشمل أنشطة تهريب الأسلحة والبشر، وحتى عمليات تجنيد وتدريب عسكري.

وتحدثت الورقة عن اعترافات أحد المجندين الإريتريين الذين يعملون لصالح الحوثيين، تم القبض عليه في الساحل الغربي لليمن، وكشف عن وجود خلايا حوثية تنشط في مناطق قبيلة العفر على الضفة الغربية للبحر الأحمر، بدعم وتمويل إيراني مباشر.

جيبوتي.. طريق بديل للأسلحة وتسهيلات مشبوهة

في جيبوتي، التي قطعت علاقاتها مع طهران في 2016، لكنها أعادتها بعد استئناف العلاقات الإيرانية السعودية عام 2023، أظهر التقرير أن الحوثيين استفادوا من العلاقات مع مسؤولين محليين في الموانئ والأمن، لتحويل البلاد إلى ممر آمن لتهريب الأسلحة من إيران إلى اليمن عبر سفن مدنية وقوارب صيد.

وأشارت الورقة إلى أن هذه العمليات لا يمكن أن تتم دون تغطية رسمية، معتبرة أن “جيبوتي تتهرب من التدقيق الدولي، رغم علاقتها الوثيقة بالصين وإيران وشبكات تهريب مرتبطة بجماعة الحوثي”.

الصومال.. شراكة غير معلنة مع “الشباب” والقاعدة

وفي الصومال، كشفت الورقة عن علاقة تنسيق متقدمة بين الحوثيين وتنظيمي القاعدة وحركة الشباب، بوساطة إيرانية، تهدف لتبادل الخبرات وتسهيل التهريب والتمويل، خاصة عبر أطول خط ساحلي في القرن الأفريقي.

وأكدت الورقة معلومات استخباراتية عن محاولات حوثية لتسليح حركة الشباب الصومالية، إضافة إلى تنفيذ عمليات تهريب أفراد وأسلحة عبر السواحل الصومالية، كشفتها اعترافات أحد المجندين الذين ألقي القبض عليهم في الحديدة في فبراير 2025.

توصيات وتحذيرات

واختتمت الورقة التحليلية بتوصيات عاجلة موجهة إلى الحكومة اليمنية والتحالف العربي والمجتمع الدولي، بضرورة تعزيز الحضور الاستخباراتي والرقابي على سواحل البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وتفعيل دور السفارات والجاليات اليمنية في تلك الدول لرصد النشاطات المشبوهة المرتبطة بالحوثيين.

كما دعت إلى تطوير استراتيجية إقليمية للتعامل مع التهديد الحوثي العابر للحدود، وعدم الاكتفاء بالتعامل معه في سياقه الداخلي فقط، لما يشكله من خطر مباشر على استقرار المنطقة وأمن الملاحة الدولية.

Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro