وحذرت الصحيفة في افتتاحية عددها الأخير من أن هذه الممارسات تشكل تهديداً مباشراً لوحدة النسيج الاجتماعي وتهدف إلى إنتاج أجيال ممسوخة الهوية خاضعة للطاعة العمياء.
وقالت إن المليشيا ، على وقع أصوات المعارك والانفجارات، تعمل بوتيرة عالية على هندسة العقل اليمني الناشئ من خلال مراكز صيفية تروّج لأفكار ومفاهيم “مخالفة تماماً للهوية الثقافية والعقيدية اليمنية”.
وذكرت بأن تلك المراكز تهدف إلى “تحويل المجتمع إلى كيان هش تتجزأ فيه الهوية الوطنية إلى هويات طائفية وقبلية وأسرية يسهل السيطرة عليها واستغلالها”.
وقالت الصحيفة أن الجماعة تغرس في أذهان النشء مفاهيم مغلوطة تتعلق بالحكم الإلهي والتفوق الطبقي والمظلومية التاريخية”، ما من شأنه إنتاج جيل فاقد للانتماء الوطني، يرى في “القائد السلالي شخصية مقدسة لا تُعصى، لأن المساس بها يعد مساساً بالذات الإلهية”، على حد وصف الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المراكز تشكل تهديداً مباشراً لمستقبل البلاد، قد يؤدي إما إلى استدامة الحروب الطائفية أو ترسيخ حكم لاهوتي يسحق الإرادة الوطنية ويشلّ طموح الشعب اليمني، لافتةً أن هذه السياسة جزء من مشروع إيراني أوسع، يهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة على أسس طائفية عبر ما يسمى بالفوضى الخلاقة.
ورأت أن جماعة الحوثي ليست سوى أداة لتنفيذ مشروع التفتيت الثقافي والسياسي، وواجهة للعمائم السوداء في إيران، مشيرة إلى أن هذه المراكز تسعى إلى استلاب العقول وتغيير المفاهيم تمهيداً لتحوير العقيدة نفسها.