وأوضحت المصادر بأن موسكو عملت خلال الفترات الماضية مع أطراف إقليمية ودولية، على رأسها إيران وروسيا والصين، بتقديم الدعم اللوجيستي للمليشيا وإيصال تقنيات عسكرية لها ما أسهم في تصعيد العمليات العسكرية التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر .
وأكدت المصادر أن السلطات الشرعية في اليمن تمتلك معلومات استخباراتية وتقارير ميدانية تشير إلى تدفق أسلحة متقدمة بينها صواريخ ( فرط صوتية) عبر وسطاء وشبكات نقل غير مباشرة، يُعتقد أنها مرتبطة بموسكو، وهو ما دفع القيادة اليمنية إلى محاولة فتح قنوات حوار مباشر مع موسكو لوقف هذا الدعم، أو على الأقل تحييده.
ويخشى الجانب اليمني، وفق المعلومات، من أن يؤدي استمرار الدعم التقني والعسكري للجماعة الحوثية إلى تقويض أي فرص حقيقية لإنهاء الانقلاب على الدولة، لا سيما مع توظيف المليشيا لتلك القدرات في فتح صراع مستمر مع إسرائيل ودول الجوار يدفع ثمنه اليمنيون إلى جانب تهديد خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.
ويأتي هذا التحرك وسط صمت دولي مريب، باستثناء جهود يتيمة تقودها الأمم المتحدة والوسطاء العمانيين لوقف الحرب وتحقيق تسوية شاملة.
ويرى مراقبون بان هذه الزيارة تمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى استعداد روسيا لتصحيح مسار علاقاتها في المنطقة، ووقف دعمها لمليشيا مسلحة تزعزع أمن اليمن والمنطقة بأسرها.
وتُعد هذه الزيارة اليمنية هي الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ تصاعد دور موسكو في المنطقة بعد الحرب الأوكرانية، ما يعكس بحسب المصادر رغبة القيادة اليمنية في تحريك الملفات العالقة إقليميًا ودوليًا.
وفي السياق اتهم رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، مليشيا الحوثي وداعميهم بالانقلاب على خارطة الطريق لتحقيق السلام في اليمن.
وأوضح خلال لقائه في موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن هناك جهودًا تُبذل لتحقيق السلام، آخرها محاولة من السعودية من خلال خارطة الطريق، إلا أن الحوثيين وداعميهم انقلبوا على هذه المحاولة.
وثمَّن ما أسماه دعم روسيا للحكومة الشرعية في مواجهة انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، معبرًا عن أمله أن تكون روسيا مع الحكومة في استعادة الأمن والاستقرار والجمهورية التي اختطفها الانقلابيون.
وأكد أهمية الحفاظ على وحدة المجتمع الدولي تجاه الملف اليمني، معبَّرا عن تطلعه إلى تفعيل التعاون بين روسيا واليمن الذي بدأ قبل قرن، معبرًا عن أمله في افتتاح السفارة الروسية بالعاصمة المؤقتة عدن
من جهته، أشار بوتين إلى أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا واليمن تتطور بنجاح وتشهد مجالات واعدة.