مليشيا الحوثي تتوعد العالم بـ" صواريخ لم تُستخدم بعد".. لا يحاربون لأجل غزة بقدر تصريحاتهم العنترية على الشاشات

حزيران/يونيو 12, 2025

تعز تايم - غرفة الأخبار 

في عرض جديد من عروض “التهويل الحربي” التي اعتاد الحوثيون تصديرها عبر إعلامهم، لوّحت الجماعة المدعومة من إيران بامتلاكها صواريخ جديدة “أكثر تطوراً وفاعلية”، زاعمة أنها لم تُستخدم حتى الآن، وأن الوقت لم يحن بعد لإطلاقها.

التصريحات التي تعود إلى يناير الماضي جاءت بعد ضربة إسرائيلية استهدفت ميناء الحديدة، استخدمت فيها تل أبيب صواريخ بحرية لأول مرة في الصراع مع الجماعة. حينها، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن جماعته أطلقت صاروخين نحو تل أبيب، أحدهما فرط صوتي من نوع “فلسطين 2”، وآخر من نوع “ذو الفقار”، مؤكدًا – كالعادة – أن أحدهما أصاب مطار بن غوريون مباشرة، رغم عدم وجود أي تأكيد إسرائيلي على ذلك.

أما زعيم الجماعة الانقلابية مهدي المشاط، فاختار التصعيد بنكهة عبثية، معلنًا أن “الضربات المقبلة ستكون مدروسة وفعّالة وحيوية”، ثم عاد ليحذّر السفارات في إسرائيل من البقاء قرب المواقع التي ستُقصف، مقترحًا عليها “التنسيق المسبق مع جماعته لمعرفة الأهداف”، في خطوة أثارت سخرية مراقبين شبّهوها بـ”طلب اللص من صاحب المنزل جدولة السرقة سلفاً”.

وبينما يستبعد محللون أن تمتلك الجماعة هذه “الأسلحة الخارقة”، يشير خبراء يمنيون إلى أن تصريحات المشاط وسريع تأتي ضمن محاولات متكررة لرفع معنويات المقاتلين المنهكين، بعد سلسلة ضربات إسرائيلية استهدفت البنية العسكرية الحوثية، من مطارات إلى موانئ، من دون أن تنجح الجماعة في إحداث أي أثر بشري يذكر داخل إسرائيل، باستثناء حادثة يتيمة قُتل فيها شخص بمسيّرة في يوليو 2024.

صواريخ على الورق… ومطارات مدمرة

التصعيد الحوثي، الذي بدأ منذ نوفمبر 2023 تحت شعار “نصرة غزة”، حوّل اليمن إلى ورقة تفاوض إيرانية، بحسب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الذي أكد أن الجماعة “تبيع الوهم لأتباعها”، بينما تسخّر موانئ البلاد ومطاراتها لتهريب السلاح وخبراء الحرس الثوري الإيراني.

وقال الإرياني إن الجماعة لا تحارب من أجل فلسطين، بل “تحوّل اليمن إلى ساحة مفتوحة لحروب الوكالة”، في وقت يعاني فيه الشعب اليمني من المجاعة والفقر والانهيار الكامل للبنية التحتية.

وفي حين تواصل الجماعة إطلاق تهديداتها ضد السفارات والخطوط الجوية، فقدت بالفعل مطار صنعاء وأربع طائرات مدنية جراء الغارات الإسرائيلية، إلى جانب منشآت مدنية كالموانئ ومحطات الكهرباء، في وقت بات فيه الحوثي يطالب شركات الطيران بوقف رحلاتها إلى مطار بن غوريون… بينما لم يعد لدى اليمنيين مطار يمكنهم الهروب منه.

“الرد الحاسم المؤجل”… منذ سنوات

اللافت أن الجماعة لم تنفك عن إصدار بيانات تهدد بـ”رد حاسم” منذ سنوات، لكنها غالبًا ما تنتهي بصور لصواريخ اعترضتها الدفاعات أو فيديوهات مفبركة تبثها القنوات الموالية. ومرة أخرى، تعلن امتلاكها “صواريخ متعددة الرؤوس”، تمامًا كما أعلنت سابقًا أنها تستطيع إسقاط الطيران الإسرائيلي… لكنها لا تفعل، “حرصًا على الطيران المدني”.

وفي خضم هذا المسرح الدعائي، تتواصل المأساة في اليمن، حيث يعيش أكثر من 20 مليون شخص على المساعدات، بينما تستعرض الجماعة أسلحة لم تُستخدم، و”قدرات استراتيجية” لا تتجاوز أروقة الإعلام الحوثي.

بالمحصلة، فإن من يطلب من السفارات الأجنبية التنسيق معه قبل أن يقصفها، لا يبدو أنه يحارب من أجل فلسطين… بل فقط من أجل أن يبقى بطلاً في فيديوهاته.

Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro