ووصف ناشطون الضربات بأنها كشفت زيف القوة الإيرانية التي ظلّت تتفاخر بها المليشيا الحوثية لعقد من الزمن، معتبرين أن “إيران التي دعمت المليشيا في اليمن عبر صواريخها المسيرة وأذرعها المسلحة، تعجز اليوم عن الرد على من يقصف عمقها”.
ووجّه يمنيون رسائل ساخرة إلى المليشيا الحوثية، قائلين: “هذه حقيقتكم… أسود من ورق تتقنون الشعرات فقط”، في إشارة إلى الخطابات الدعائية التي يكررها زعماء الجماعة عقب كل هجوم أو استعراض، في حين يتوارون بالصمت عند الضربات الكبرى.
وحمّل ناشطون إيران ومليشياتها، وعلى رأسها الحوثيون، مسؤولية الخراب الذي طال اليمن وسوريا ولبنان، مشيرين إلى أن “الرد المرتبك” لطهران في وجه الضربات، فضح ضعفها حين لا يكون لديها وكلاء تقاتل بهم، كما يحدث في اليمن منذ 2014.
وأكد محللون يمنيون أن إيران جعلت من اليمن ساحة مفتوحة لحروب الوكالة، وزوّدت الحوثيين بالسلاح والخبراء، مما أدى إلى كارثة إنسانية مروّعة وتدمير ممنهج لمقدّرات الدولة. والآن – بحسب قولهم – جاءت الضربة لتعيد شيئًا من التوازن الرمزي، وتُظهر أن من يصنع النار في بيوت الآخرين قد لا ينجو من لهيبها.
ورغم الترحيب غير المعلن ببعض جوانب الضربات، أبدى يمنيون حذرهم من تصعيد محتمل، في حال ردّت إيران من خلال الحوثيين أو افتعلت هجمات جديدة في البحر الأحمر.
وبرزت في هذا السياق دعوات يمنية لتكثيف الضغط الدولي على طهران، ووقف دعمها العسكري للحوثيين، باعتباره شرطًا ضروريًا لنجاح أي عملية سلام حقيقية في اليمن، وتحقيق الأمن في المنطقة برمّتها.
ورأى مراقبون أن مشهد اليوم يبعث برسالة ضمنية: أن زمن الخطابات الفارغة ينكسر عندما تعود النيران إلى من أشعلها.