أين تقع منشأة فوردو النووية؟
تقع منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم في منطقة جبلية محصنة على بُعد نحو 32 كيلومترا شمال شرقي مدينة قُم، جنوب غرب العاصمة طهران، وبُنيت داخل شبكة من الأنفاق تحت الأرض بعمق يُقدَّر بين 80 و90 مترا، داخل قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني.
تُعَد فوردو من أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصينا وأهمية في البرنامج النووي، وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تشير تقاريرها إلى أن المنشأة تضم قاعتين مخصصتين لتخصيب اليورانيوم، تحتويان على نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي، وتُستخدم هذه الأجهزة لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من حدود الاستخدام العسكري، مما يجعل فوردو محورا رئيسيا في التوتر النووي بين طهران والغرب.
ما الخلفية التاريخية لمنشأة فوردو؟
أُسّست منشأة فوردو النووية في موقع أنفاق تابع للحرس الثوري الإيراني، وبدأ تطويرها منذ عام 2007، وفقا للبيانات الإيرانية، بينما تشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن أعمال البناء تعود إلى عامي 2002 و2004.
احتفظت إيران بوجود المنشأة سرّا حتى سبتمبر/أيلول 2009، حين كشفت عنها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، واعتبرتها غير متوافقة مع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، نظرا لموقعها الحصين قرب قاعدة عسكرية.
احتلت منشأة فوردو محورا رئيسيا في الاتفاق النووي بين طهران والغرب لعام 2015، الذي قيدت إيران بموجبه بعض أنشطتها النووية مقابل رفع بعض العقوبات.
لكن انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018 أعاد الملف إلى الواجهة، خاصة بعد تسريع إيران أنشطة التخصيب، واتهام الغرب لها ببلوغه نسب نقاء قريبة من المستوى اللازم لصنع سلاح نووي.
ورغم ذلك فإن طهران تصر على أن منشأة فوردو ذات طابع دفاعي، صُممت لضمان استمرار التخصيب في حال استهداف منشآت نووية أخرى.
هل بإمكان إسرائيل تدمير القدرات النووية الإيرانية؟
تصعيد الأحداث بين إيران وإسرائيل يثير تساؤلات في الأوساط العسكرية بشأن مدى قدرة إسرائيل على تدميرها دون اللجوء إلى قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات، وهي قنابل متقدمة لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة.
ومن ثَم، تبدو مهمة إسرائيل في إبطاء البرنامج النووي الإيراني أكثر تعقيدا، خصوصا مع الأهمية المركزية لمنشأة فوردو في عمليات تخصيب اليورانيوم.
ويذهب محللون إلى أن مصير منشأة فوردو قد يشكل نقطة التحول في المواجهة النووية بين الجانبين، إذ إن نجاح استهدافها أو فشله قد يرسم ملامح مستقبل البرنامج النووي الإيراني بأكمله.
في هذا السياق، وصفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية منشأة فوردو النووية الإيرانية بأنها “الكابوس الأكبر لإسرائيل”، وأكدت أنه من الصعب تدميرها حتى بمساعدة أمريكية، على حد وصفها.
ما القنابل التي قد يمكنها تدمير المنشأة؟
لكن تقارير أمريكية تقول إن القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات من طراز “جي بي يو 57-إيه بي” هي الوحيدة القادرة على إيقاع أضرار في منشأة فوردو، إذ يصل وزن الواحدة من هذه القنابل إلى نحو 15 طنا.
وإضافة إلى هذا، فإن إسرائيل لا تملك الطائرات المؤهلة لحمل مثل هذه القنبلة بسبب وزنها الهائل، إذ لا يستطيع حملها سوى القاذفات الاستراتيجية من طرازي “B2″ و”B52”.
لذا، يمكن القول إن التدخل الأمريكي في الحرب إلى جانب إسرائيل سيكون حاسما في مصير منشأة فوردو، وربما مصير البرنامج النووي الإيراني بأكمله.
لكن هذا التدخل قد يعني تحوُّل المنطقة كلها إلى ساحة حرب، بسبب التهديد الإيراني بضرب المصالح الأمريكية في المنطقة، في حال مشاركة الولايات المتحدة في الحرب.