فقد استهدفت الجماعة المدعومة من إيران، يوم الثلاثاء، سفينة شحن يونانية تُدعى “ماجيك سيز”، مستخدمةً طائرات مُسيّرة وصواريخ وقذائف صاروخية، ما أدى إلى غرقها وإجبار طاقمها المؤلف من 22 فردًا على مغادرتها.
وفي اليوم التالي، أغرق الحوثيون سفينة شحن يونانية أخرى تُدعى “إتيرنيتي سي”، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وفقدان 15 آخرين.
وتأتي هذه الهجمات بعد أشهر من الهدوء النسبي في هذا الممر البحري العالمي بالغ الأهمية، أعقبت حملة قصف عنيفة شنّتها إدارة ترامب ضد الحوثيين.
وكان ترامب قد أطلق تلك الحملة الجوية في أبريل/ نيسان، لوقف موجة من الهجمات الحوثية على السفن المارة في البحر الأحمر، والتي جاءت ردًا على الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة.
ونفّذت الولايات المتحدة أكثر من 1,100 غارة جوية، وقتلت مئات المقاتلين الحوثيين، وأنفقت ما يزيد عن مليار دولار خلال الحملة التي استمرت 52 يومًا، وفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين.
ووفق صحيفة إندبندنت البريطانية، لم تتمكن القوات الأميركية من تحقيق تفوق جوي على الجماعة المتمردة رغم ذلك، إذ استمر الحوثيون في إسقاط الطائرات المُسيّرة الأميركية واستهداف السفن البحرية في البحر الأحمر حتى بعد مرور 30 يومًا من بدء الحرب.
وفي السادس من مايو/ أيار، أعلن ترامب وقفًا لإطلاق النار، مدعيًا أن الحوثيين قد “استسلموا”، وأضاف: “الأهم من ذلك، أننا نأخذ كلمتهم حين قالوا إنهم لن يستهدفوا السفن بعد الآن. وهذا هو جوهر ما كنا نقوم به.”
وقال: “لقد ضربناهم بقوة، وكان لديهم قدرة كبيرة على تحمّل الضربات.”
وأضاف: “لقد أعطونا كلمتهم بأنهم لن يطلقوا النار على السفن مرة أخرى، ونحن نحترم ذلك.”
لكن ما حدث لاحقًا لم يُثبت صحة هذا التعهّد.
فحتى في ذلك الحين، بدا هذا الإعلان غير واقعي، إذ لم يُعلن الحوثيون وقفًا كاملاً لإطلاق النار، بل أكدوا أنهم سيواصلون قتال إسرائيل، واعتبروا أنفسهم المنتصرين في المعركة.
وواصلت الجماعة إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فيما نفّذت إسرائيل ضربات واسعة النطاق ضد الحوثيين، شملت ثلاثة موانئ يمنية ومحطة كهرباء في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقد بثّ الحوثيون، يوم الثلاثاء، مقطعًا دعائيًا مصورًا عالي الجودة يظهر هجومهم على سفينة “ماجيك سيز”. ويُظهر التسجيل رجالًا ملثمين يسيطرون على السفينة،