تقرير دولي.. تصعيد المجلس الانتقالي ينذر بإعادة إشعال نار الحرب الأهلية في اليمن

كانون1/ديسمبر 05, 2025
تقرير دولي.. تصعيد المجلس الانتقالي ينذر بإعادة إشعال نار الحرب الأهلية في اليمن أرشيفية

دفعت جماعة مسلّحة مدعومة من الإمارات العربية المتحدة باتجاه محافظة حضرموت الغنية بالنفط، في خطوة قد تعيد إشعال الصراع في اليمن بعد سنوات من الجمود.

ظلّ اليمن غارقًا في حربٍ أهلية متعددة الأطراف لسنوات. ففي الشمال، حيث يعيش معظم سكان البلاد، تسيطر ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران. أما في الجنوب، فتتقاسم جماعات مسلّحة مختلفة والحكومة المعترف بها دوليًا السيطرة على مناطق متعددة.

هذا الأسبوع، سيطرت جماعة مسلّحة انفصالية في الجنوب، مدعومة من الإمارات، على معظم مناطق حضرموت، المحافظة الشاسعة والغنية بالموارد في شرق اليمن، والتي تحدّ السعودية من الشمال وتمتد جنوبًا حتى بحر العرب.

وقد صوّر مسؤولون في هذه الجماعة، المعروفة باسم المجلس الانتقالي الجنوبي ، هذا التقدّم باعتباره خطوة ضرورية لـ“استعادة الأمن”. 

إلا أنّ هذا الهجوم العسكري يمثّل تصعيدًا كبيرًا في مساعي المجلس لتأسيس دولة مستقلة، وقد يعيد إشعال حربٍ أهلية كان الصراع فيها قد ترسّخ في حالة من الجمود.

فيما يلي ما يجب معرفته عن آخر تطورات الصراع:

مَن الأطراف المشاركة؟

الصراع في اليمن معقّد إلى حدّ أدّى إلى تفتيت البلاد. ومن أبرز أطرافه:

- الحوثيون

ميليشيا مدعومة من إيران تسيطر على شمال اليمن. وفي عام 2014، اقتحموا العاصمة صنعاء وأجبروا الحكومة المعترف بها دوليًا على الفرار جنوبًا.

- الحكومة المعترف بها دوليًا

مقرّها عدن، وتمثّل السلطة الرسمية نظريًا في جنوب اليمن، لكن نفوذها محدود. وتتكوّن من مجلس قيادة رئاسي يضمّ ثمانية أشخاص تختلف ولاءاتهم وأهدافهم.

- المجلس الانتقالي الجنوبي

أقوى فصيل في جنوب اليمن. تأسس عام 2017 بدعم إماراتي، ويعلن هدفه إعادة تأسيس دولة جنوب اليمن المستقلة، التي كانت تُعرف بـ“جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” بين عامَي 1967 و1990، قبل توحيدها مع اليمن الشمالي.

- تحالف قبائل حضرموت

مجموعة من القبائل المحلية تطالب بمزيد من الحكم الذاتي وحصة أكبر من عائدات النفط لسكان حضرموت.

 يقوده عمر بن حبريش، إلا أنّ المجلس الانتقالي قال إنه هزم قواته يوم الخميس. ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من بن حبريش.

ما الذي يقف وراء التصعيد المفاجئ؟

في السنوات الأخيرة، كانت حضرموت تحت سيطرة جماعات مسلّحة متعددة، من بينها قوات المجلس الانتقالي وقوات حكومية تُعرف بـ“المنطقة العسكرية الأولى”.

وفي يناير الماضي، سيطر مقاتلون قبليون تربطهم علاقة بالسعودية على حقول نفط داخلية، وقطعوا الإمدادات عن الحكومة، مطالبين بحصة أكبر من الموارد النفطية وتحسين الخدمات.

أدّى وقف ضخ النفط هذا الأسبوع إلى انقطاع واسع للكهرباء، ورأى المجلس الانتقالي في ذلك فرصة لتوسيع نفوذه. وقال مسؤول كبير في المجلس، عمرو البيض، إن الجماعة تحركت لتأمين إمدادات الطاقة وإغلاق طرق التهريب. كما تقدّمت نحو وادٍ يضم بعض الحقول النفطية، وواجهت القوات القبلية التي قطعت الإمدادات وقوات موالية للحكومة.

وبحلول يوم الخميس، تمددت قوات المجلس شرقًا نحو محافظة المهرة.

ماذا يعني ذلك لليمن؟

الترتيبات السياسية التي كانت مستقرة نسبيًا في اليمن انهارت.

وقال مسؤول في أحد المنافذ الحدودية بمحافظة المهرة إن قوات الأمن هناك تلقّت أوامر من قيادات عليا بإنزال علم اليمن الموحد ورفع علم دولة الجنوب السابقة. وطلب المسؤول عدم ذكر اسمه لأنه غير مخوّل بالحديث إلى وسائل الإعلام.

ولا يزال ما سيحدث لاحقًا غير واضح. ففي مؤتمر صحفي عبر الإنترنت يوم الخميس، قال عمرو البيض إن المجلس الانتقالي يتشاور مع شركاء يمنيين ودوليين بشأن احتمال شنّ عملية برية منسَّقة ضد الحوثيين.

وإذا حدث ذلك، فسيمثل فعليًا إعادة إشعال للحرب الأهلية في اليمن.

وقال فارع المسلمي، الباحث في شؤون اليمن في “مؤسسة تشاتام هاوس” في لندن:

“من المحتمل أن الحوثيين في حالة قلق الآن، لأنه بات أخيرًا هناك قوة واحدة في الجنوب تحت قيادة موحدة.”

ما علاقة الإمارات والسعودية؟

أظهر الاستيلاء على معظم حضرموت بوضوح تبايُن أهداف قوتين خليجيتين كبيرتين: السعودية والإمارات.

فبينما كانتا حليفتين سابقًا في محاولة لطرد الحوثيين، إلا أنّ سياساتهما الخارجية أصبحت متباعدة مؤخرًا.

وقد تشير أحداث هذا الأسبوع إلى تراجع كبير في نفوذ السعودية في حضرموت لصالح الإمارات.

لطالما ارتبطت محافظة حضرموت بعلاقات وثيقة مع السعودية التي تشاركها الحدود وتدعم عادةً الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وفكرة اليمن الموحد. لكن اهتمام السعودية الأساسي هو تعزيز أمنها وحماية حدودها.

أما أولويات الإمارات في اليمن فليست واضحة تمامًا. فالمسؤولون الإماراتيون يكررون دعمهم لـ“تطلعات الشعب اليمني”، سواء بدولة واحدة أو اثنتين. لكن بعض المحللين يرون أن أبوظبي تسعى لبناء “هلال نفوذ” على الساحل الجنوبي لليمن، بما يتيح لها التحكم في طرق التجارة البحرية عبر السيطرة على موانئ وجزر استراتيجية.

 

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - نيويورك تايمز
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro