وأكدت الجمعية أن نسبة الإنجاز في المشروع بلغت 40%، على أن يكتمل العمل بشكل كامل مع نهاية العام 2025.
ويأتي مشروع "الخير آت" كاستجابة إنسانية عاجلة للأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون في مأرب، التي تستضيف أكبر تجمع للنازحين في البلاد. وقالت الجمعية إن المشروع يشكل نقلة نوعية في مفهوم الإيواء؛ إذ يقدم وحدات سكنية مستدامة بدلاً من الخيام الهشة التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الأمان والراحة.
وتتضمن المدينة 250 وحدة سكنية (كرفانات حديثة)، جرى تصميمها لمقاومة الظروف المناخية القاسية التي تشهدها مأرب، بما في ذلك موجات الحر والبرد والعواصف الرملية. وتُبنى هذه الوحدات باستخدام الحديد والزنك والبلوك الأسمنتي، وتبلغ مساحة الواحدة منها 48 مترًا مربعًا، وتضم غرفتين وصالة ومطبخًا وحمامًا، بما يوفر بيئة مناسبة للأسر، خصوصًا النساء المعيلات وذوي الاحتياجات الخاصة.
ولا يقتصر المشروع على توفير السكن فحسب، بل يشمل أيضًا حزمة من المرافق الخدمية المتكاملة، تشمل مدرسة ومسجدًا ووحدة صحية ومركزًا للتدريب المهني وملعبًا رياضيًا وإدارة للمخيم، إلى جانب إنشاء شبكات مياه وصرف صحي ومنظومة طاقة شمسية تخفف من معاناة الأسر في الحصول على الكهرباء. كما تتضمن الخطة زراعة 700 شجرة لإضفاء بعد بيئي مستدام وتحسين جودة الحياة داخل المدينة.
وأشارت قطر الخيرية إلى أن المشروع يهدف إلى توفير حلول دائمة وليست مؤقتة، عبر نقل النازحين من حياة العشوائيات إلى بيئة صالحة للعيش، تساعدهم على الاستقرار وإعادة بناء حياتهم، خصوصًا في ظل استمرار النزاع وتفاقم أوضاع النزوح في اليمن.
وتؤكد الجهات المنفذة أن اكتمال مشروع "الخير آت" نهاية 2025 سيشكّل بارقة أمل كبيرة لمئات الأسر، وسيقدم نموذجًا عمليًا للمشاريع الإنسانية القائمة على الاستدامة، بما يعزز قدرة المجتمع المحلي على الصمود ويقلل من اعتماد الأسر على المساعدات الطارئة.










