جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها رئيس الهيئة العليا للحزب، محمد اليدومي، بمناسبة الذكرى الـ33 لتأسيس الحزب.
وقال اليدومي، إن "المرحلة الحالية تتطلب البناء على تجربة تحالف الأحزاب لتوسيع قاعدة الشراكة عبر تحالف سياسي عريض يشمل المجلس الانتقالي، والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وكافة المكونات والقوى المنضوية في الشرعية، للمضي صفاً واحداً لإنهاء الانقلاب الحوثي وبناء الدولة الاتحادية وترسيخ النظام الجمهوري والحفاظ على سيادة الوطن ووحدته وسلامة أراضيه".
وأضاف، أن تأكيد الإصلاح على الشراكة الوطنية، يأتي من "موقف ثابت تعززه وقائعُ التاريخِ وحقائقُ التجربة السياسية على المستوى العملي في مختلف مراحل العمل السياسي المشترك".
وأشار اليدومي إلى أنه لا يمكن لأحد الاستفراد بقرار البلاد، لافتا إلى أن ذلك ما ترجمته مواقف الحزب طيلة العقود الماضية من حرص على الشراكة وصدق التحالفات مع جميع شركاء العمل السياسي منذ قيام الوحدة اليمنية ونشأة التعددية السياسية.
وشدد على ضرورة إحياء العملية السياسية وتمكين الأحزاب من ممارسة أنشطتها في كافة المحافظات المحررة.
ولفت رئيس الهيئة العليا للإصلاح، في خطابه الذي بث على قناة سهيل الفضائية، إلى أن "الذكرى تأتي متزامنة مع حلول العيد الـ61 لثورة 26 من سبتمبر الخالدة التي أَسدلت الستار على حقبة مظلمة خيمت على وطننا الحبيب ردحاً من الزمن، وأعلنت ميلاد جمهوريتنا الخالدة التي حملت على عاتقها تحقيق قيم الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية".
واستطرد بالقول: "وخلال ما يزيد على ستة عقود من عمر الجمهورية مضى اليمنيون بكل فئاتهم يخوضون ملحمة نضالية للتخلص من تركة الجهل والتخلف والعنصرية التي خلفها النظام الإمامي البائد، وبعزيمتهم وحماسهم وتطلعهم للحياة قطعوا شوطاً في مضمار التنمية وإزالة أغلال الجهل والإذلال التي كبلت طاقات الإنسان اليمني وعطلت قدراته".
وأوضح اليدومي أن الإمامة التي تظاهرت بالفناء حين انتفض في وجهها الشعب، كانت بذرتها الخبيثة تختبئ في ثوب الجمهورية وظلت تتربص بالقيم الوطنية والإنسانية، مستغلة تسامح اليمنيين ورغبتهم في التعايش.
وأعرب عن أسفه الشديد لاستمرار التباينات واجترار الماضي بين القوى السياسية، وقال "إن ذلك لا يزال عاملاً مساعداً في إطالة أمد سيطرة هذه المليشيا على جزء من وطننا الحبيب".
وأكد أن الإصلاح "يتابع بإكبار الأصوات التي تتحدى آلة القمعِ وتعلن من داخل مناطق سيطرة المليشيا رفضها لموجة انتهاكات حقوق الإنسان ومصادرة أقوات الناس وقطع المرتبات ونهب الممتلكات وفرض الجبايات الظالمة التي أثقلت كاهل المواطنين، لتعيش قيادات المليشيا حياةً مترفةً".
وأدان اليدومي، حملة القمع والإرهاب وجرائم الاختطاف والإخفاء القسري التي تمارسُها المليشيا الحوثية بحق الصحافيين والناشطين وجموع الشعب المطالبين بحقوقهم المسلوبة.
وقال اليدومي إن مسيرة الكفاح من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب اعترتها عدد من التعثرات في الفترة الماضية انعكست على مفاقمة المعاناة الإنسانية، وساعدت على إطالة بقاء اليد الإيرانية عابثةً ببلدنا وإلحاق أذاها بالإقليم والعالم.
وأكد أن اليمنيين اليوم لن يتمكنوا من التغلب على تلك التحديات والنهوض من تلك العثرات إلا بوحدة صف حقيقيةٍ تتجاوز الشعارات إلى الأفعال، وفق برامج وآليات كفيلة بتجميع القوى والمكونات في إطار الشرعية، وتوسيع قاعدتها وتوحيد أهدافها وقوتها لإنهاء الانقلاب، سيما في ظل التعنت الحوثي المستمر الذي أهدر كل فرص السلام الممنوحة له وتعامل معها بعنجهية وصلف.
وأشار إلى أن الحوثي أثبت أنه لا يؤمن بخيار السلام ولن تردعه سوى وثبةٍ مشروعةٍ لإنقاذ المواطنين من نير العبودية والاضطهاد الذي تمارسه المليشيا بحقهم في مناطق سيطرتها.
وجدد اليدومي موقف الإصلاح الداعم لوحدة مجلس القيادة الرئاسي وتوحيد التشكيلات المسلحة "تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة وفي إطار وزارتي الدفاع والداخلية، واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، لتمكين المجلس من قيامه بالمهام المناطة به وفقاً لإعلان تفويض السلطة".
كما دعا إلى تمكين السلطة التشريعية ممثلةً بمجلس النواب من مزاولة عمله الرقابي والتشريعي من العاصمة المؤقتة عدن، والإسراع في تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. كما حث مجلس القيادة والحكومة على التحرك الجاد لاستعادة تصدير النفط وتأهيل الموانئ التي تعرضت لاستهداف إرهابي من قبل المليشيا الحوثية الذي أضر بمصالح المواطنين في كامل التراب اليمني.
وأكد رئيس الإصلاح، أن قرارات مجلس الأمن وتوصياته تحتم على المجتمع الدولي الوقوف بحزم أمام التدخلات الإيرانية في اليمن المزعزعةِ لأمن واستقرار المنطقة، وتحتم على المبعوث الأممي إلى اليمن تسخير جهوده لتنفيذ القرارات الدولية وليس التغاضي عن تمرد مليشيا الانقلاب عليها أو توفير المبررات لذلك.
نص كلمة رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه: ((إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)) والصلاة والسلام على رسول الله محمد ابن عبدالله الصادق الأمين
الأخوة والأخوات قيادات وأعضاء ومؤيدي التجمع اليمني للإصلاح داخل الوطن وخارجه، الاخوة والأخوات المواطنون جميعًا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحلّ علينا الذكرى الـثالثة والثلاثون لإعلان ميلاد التجمع اليمني للإصلاح في الثالث عشر من سبتمبر من العام 1990م الذي مثّل عاماً فارقاً في تاريخ اليمن الحديث بإعلان التعددية السياسية وانتهاج المسار الديمقراطي والتنافس السياسي وفقا لأدوات العمل السلمي في ظل دولة الوحدة اليمنية.
لقد ولد الإصلاح حزباً وطنياً، ممتداً من تاريخ وإرث النضال الوطني الحضاري الذي تُوّج بقيام ثورة الـسادس والعشرين من سبتمبر الخالدة 1962 وثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة 1963م، منبثقاً من هوية الشعب اليمني وقيمه الاسلامية وثوابته الوطنية وانتمائه العربي والإسلامي ومشتركاته الإنسانية مع العالم، فكان الإصلاح إحدى التعبيرات الوطنية عن تطلعات الشعب اليمني سيما المنتسبين إليه من مختلف الشرائح الاجتماعية الذين اقتنعوا ببرنامجه السياسي الراشد وخطابه الواعي ونهجه المتزن وسلوكه الوسطي لتكريس التجربة الديمقراطية الوليدة وتسخيرها لخدمة الشعب وبناء الدولة، وكان الإصلاح وما يزال خادماً للشعب ومنحازاً لقضاياه الوطنية ومتبنياً لهمومه وتطلعاته وحاجاته المعيشية والخدمية، وداعماً لفكرة الدولة في مختلف منعطفات النضال السياسي.
أيها الأخوة والأخوات:
تأتي هذه الذكرى متزامنة مع حلول العيد الواحد والستون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة التي أَسدلت الستارعلى حقبة مظلمة خيمت على وطننا الحبيب ردحاً من الزمن، وأعلنت ميلاد جمهوريتنا الخالدة التي حملت على عاتقها تحقيق قيم الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.. وخلال ما يزيد على ستة عقود من عمر الجمهورية مضى اليمنيون بكل فئاتهم يخوضون ملحمة نضالية للتخلص من تركة الجهل والتخلف والعنصرية التي خلفها النظام الإمامي البائد، وبعزيمتهم وحماسهم وتطلعهم للحياة قطعوا شوطاً في مضمار التنمية وإزالة أغلال الجهل والإذلال التي كبلت طاقات الإنسان اليمني وعطلت قدراته.. إلا أن الإمامة التي تظاهرت بالفناء حين انتفض في وجهها الشعب، كانت بذرتها الخبيثة تختبئ في ثوب الجمهورية وظلت تتربص بهذه القيم الوطنية والإنسانية مستغلة تسامح اليمنيين ورغبتهم في التعايش لتتوغل عبر عناصرها القادرين على التلون في مؤسسات الدولة ومفاصل الحكم، وفي لحظة غفلة من النخب الجمهورية، وانشغال الأحزاب والتيارات والقوى الوطنية بالتباينات، كانت الإمامةُ بلافتتها الجديدة متمثلةً في مليشيا الحوثي تعيد ترتيب صفوفها وتعد العدة للانقضاض على الدولة والنيل من النظام الجمهوري الذي وجد ليبقى، وللأسف الشديد فإن تلك التباينات واجترار الماضي بين القوى السياسية لا يزال عاملاً مساعداً في إطالة أمد سيطرة هذه المليشيا على جزء من وطننا الحبيب.
حيث ما زال شعبنا يواجه بطش مليشيا الإرهاب الحوثية المدعومة إيرانياً منذ اجتياحها العسكري وانقلابها على الدولة، وما زالت المليشيا متمسكة بخيارات وأدوات العنف كأداة وحيدة في محاولة لفرض مشروعها العنصري على أبناء الشعب اليمني من خلال مزعوم الحق الإلهي في السلطة المرتكز على خرافة الأفضلية العرقية، والتي تريد فرضها من خلال ممارسات القهر والتنكيل بحق الشعب اليمني الذي يتطلع للحياة الكريمة ويناضل من أجلها، فضلاً عن قناعاتها الراسخة بأحقية الانتشار والتوسع في المنطقة.
واننا في التجمع اليمني للإصلاح نتابع بإكبار الأصوات التي تتحدى آلة القمعِ وتعلن من داخل مناطق سيطرة المليشيا رفضها لموجة انتهاكات حقوق الإنسان ومصادرة أقوات الناس وقطع المرتبات ونهب الممتلكات وفرض الجبايات الظالمة التي أثقلت كاهل المواطنين لتعيش قيادات المليشيا حياةً مترفةً، كما نؤكد موقفنا المساند للقطاع الخاص ورأس المال الوطني الذي يتعرض لعملية نهب وتدمير منظم من خلال التضييق عليه وفرض إتاوات وإجراءات غير قانونية طالت قطاعات العمل والتجارة والاستثمار، وفي هذا الصدد فإننا ندين حملة القمع والإرهاب وجرائم الاختطاف والاخفاء القسري التي تمارسُها المليشيات الحوثية بحق الصحافيين والناشطين وجموع الشعب المطالبين بحقوقهم المسلوبة، وندعو شعبنا العظيم إلى مزيد من التلاحم والتماسك لمقاومة مليشيا الحوثي التي تعمل على تدمير النسيج المجتمعي ومحاولة تغيير هويةِ المجتمع، وحماية النشء من السموم الفكرية التي تبثها المليشيا عبر تحريف المناهج الدراسية والتي وصلت حد تحريف أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بما يحقق أيدولوجيتها الفكرية القائمة على التمييز العرقي والطبقي.
ولقد كان الإصلاح مع كافة أحرار اليمن في مقدمة الصفوف المدافعة عن الجمهورية وأهدافها النبيلة ومكتسباتها العظيمة، وسيظل متمسكاً بالثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها بالرجال والممتلكات في إسناد المعركة الوطنية لاستعادة الدولة، حيث قدم الإصلاح تلك التضحيات جنباً إلى جنب مع كافة أحرار اليمن المؤمنين بعدالة القضية وواجب الدفاع عن الجمهورية ومكتسباتها؛ إيماناً منهم بقيم الكرامة والحرية والعدالة والمواطنة المتساوية كحق مكتسب للشعب اليمني من تاريخ نضالاته المستمرة ضد مشاريع الكهنوت الإمامي ومخلفاته البغيضة.
أيها الإصلاحيون ايتها الإصلاحيات:
اسمحوا لي في هذه الذكرى العطرة أن أقدم تحية إكبار لكم أينما كنتم في الداخل والخارج وانتم تقفون بشموخ في ميادين البذل والعطاء في كافة مجالات النضال دون تردد أو ضعف ولا منّ ولا استكانة، لتمثلوا مع كافة أحرار اليمن الرافعةَ السياسيةَ والاجتماعيةَ الصلبةَ للشرعية ومعركتها الوطنية، وتضحياتكم التي مازالت مستمرةً سيُدونها التاريخ في أنصع صفحاته وستحفظها لكم ذاكرة الأجيال.
وإننا اليوم وفي كل مناسبة نقف بإجلال أمام تضحيات الشهداء الأبرار الذين بذلوا دماءهم رخيصة ووهبوا أرواحهم من أجل عزة ورفعة اليمن وكرامة وحرية أبنائه، وهي تحيةٌ مستحقةٌ للمرابطين من أبطال الجيش والأمن البواسل ورجال المقاومة الشعبية على امتداد اليمن الكبير الذين قدموا ولا يزالون يقدمون التضحيات الجسام لإجهاض أحلام المشروع السلالي.
كما نحيي تضحياتِ وصمودَ المختطفين والمخفيين قسرياً في معتقلات مليشيا البغي والكهنوت وفي مقدمتهم القائد المناضل الأخ الأستاذ محمد قحطان عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح.
وفي هذا المقام نتقدم بتحية وفاء وعرفان لأشقائنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز على كل ما قدموه وما زالوا يقدمونه من دعم وإسناد للشرعية اليمنية على مختلف الصعد العسكرية والسياسية والدبلوماسية، علاوةً على اختلاط دماء الفداء المشترك لضباط وجنود دول التحالف العربي مع دماء إخوانهم اليمنيين تجسيداً لواحدية المعركة وروابط الإخاء وليس فوق الدماء من نسب.
كما نجدد شكرنا للأشقاء في قيادة المملكة العربية السعودية على دعمهم المتواصل لليمن والذي كان آخره المنحة المالية المقدرة بمليار ومئتي مليون دولار لمساعدة الحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية والوفاء بالتزاماتها.
أيها الأخوة أيتها الأخوات:
لقد اعترت مسيرة الكفاح من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب عدد من التعثرات في الفترة الماضية انعكست على مفاقمة المعاناة الإنسانية، وساعدت على إطالة بقاء اليد الإيرانية عابثةً ببلدنا وإلحاق أذاها بالإقليم والعالم، ولن يتمكن اليمنيون اليوم من التغلب على تلك التحديات والنهوض من تلك العثرات إلا بوحدة صف حقيقيةٍ تتجاوز الشعارات إلى الافعال، وفق برامج وآليات كفيلة بتجميع القوى والمكونات في إطار الشرعية وتوسيع قاعدتها وتوحيد أهدافها وقوتها لإنهاء الانقلاب سيما في ظل التعنت الحوثي المستمر الذي أهدر كل فرص السلام الممنوحة له وتعامل معها بعنجهية وصلف، وأثبت أنه لا يؤمن بخيار السلام و لن تردعه سوى وثبةٍ مشروعةٍ لإنقاذ المواطنين من نير العبودية والاضطهاد الإنساني الذي تمارسه المليشيا بحقهم في مناطق سيطرتها، وما زالت أمام المليشيا فرصةٌ قد لا تظل مطروحةً إلى ما لا نهاية للجنوح إلى السلام الذي نؤمن به كقيمة إنسانية وسياسية لتحقيق سلام مستدام مبني على المرجعيات الثلاث: مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرار الدولي (2216)، ونؤكد بأن أي صيغة سلام تمس بالمركز القانوني للشرعية أو تقفز على أولوية سحب سلاح المليشيا وبدون تحول المليشيا إلى مكون سياسي تؤمن بالديمقراطية والتنافس السياسي عبر صناديق الاقتراع في إطار الدولة الاتحادية؛ فإنما هو سلام ملغوم يؤسس لاستدامة العنف ويمهد لجولات قادمة من الصراع والحروب المدمرة، ويزعزع أمن واستقرار المنطقة ويهدد الأمن القومي العربي.
أيها الأخوة والأخوات:
إننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة نؤكد موقفنا الداعم لوحدة مجلس القيادة الرئاسي وتوحيد التشكيلات المسلحة تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة وفي إطار وزارتي الدفاع والداخلية واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، لتمكين المجلس من قيامه بالمهام المناطة به وفقاً لإعلان تفويض السلطة، وندعو مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى إنهاء حالة الركود السياسي، والعمل بمقتضيات الشراكة والتوافق، وممارسة المهام المنوطةِ بهما، ورفع كفاءة أداء المؤسسات الحكومية وفق أولويات المرحلة، لتقديم الخدمات للمواطنين وفي مقدمتها حل مشكلة انقطاعات الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن بصورة جذرية، وإيقاف الانهيار الاقتصادي وتدهور أسعار العملة وإيقاف مصادر النزيف للمال العام وتفعيل الأجهزة الرقابية، ومعالجة أوضاع المعلمين وكافة موظفي الدولة، وتمكين السلطة التشريعية ممثلةً بمجلس النواب من مزاولة عمله الرقابي والتشريعي من العاصمة المؤقتة عدن، والإسراع في تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. كما نحث مجلس القيادة والحكومة على التحرك الجاد لاستعادة تصدير النفط وتأهيل الموانئ التي تعرضت لاستهداف إرهابي من قبل المليشيا الحوثية الذي أضر بمصالح المواطنين في كامل التراب اليمني، كما ندعو الحكومةَ إلى الاهتمام بالقوات المسلحة والأمن والمقاومة وانتظام صرف مرتبات منتسبيها بصورة شهرية، وتوفير الدعم الذي تتطلبه المعركةُ الوطنيةُ، وتقديم المبالغ اللازمة لعلاج الجرحى في الداخل والخارج والإسراع في إنشاء هيئة وطنية لرعاية جرحى الحرب وذوي الاحتياجات الخاصة وأسر الشهداء وتخصيص الموازنة الكافية لرعايتهم وتوفير احتياجاتهم المعيشية والصحية.
أيها الأخوة والأخوات:
إن التجمع اليمني للإصلاح إذْ يجدد تأكيدَه على الشراكة الوطنية ليَنطلق من موقف ثابت تعززه وقائعُ التاريخِ وحقائقُ التجربة السياسية على المستوى العملي في مختلف مراحل العمل السياسي المشترك، وذلك نابعٌ من معرفتنا بالواقع السياسي اليمني ومن اعتقادنا الراسخ بأنه لا يمكن لأحد الاستفراد بقرار البلاد، وهو ما ترجمته مواقف الإصلاح طيلة العقود الماضية من حرص على الشراكة وصدق التحالفات مع جميع شركاء العمل السياسي منذ قيام الوحدة اليمنية ونشأة التعددية السياسية سواء في الائتلافات الحكومية أو في تكتلات المعارضة، ثم جاءت مشاركة الإصلاح الفاعلةَ في التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية المؤيدةِ للشرعية الذي أعلن عنه في العام 2019م تجسيداً لمبدأ الشراكة في مواجهة التحديات في جميع المنعطفات الوطنية، وإن المرحلة الحالية تتطلب البناء على تجربة تحالف الأحزاب لتوسيع قاعدة الشراكة عبر تحالف سياسي عريض يشمل المجلس الانتقالي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية وكافة المكونات والقوى المنضوية في الشرعية للمضي صفاً واحداً لإنهاء الانقلاب الحوثي وبناء الدولة الإتحادية وترسيخ النظام الجمهوري والحفاظ على سيادة الوطن ووحدته وسلامة أراضيه، وفي هذا الصدد نؤكد على ضرورة إحياء العملية السياسية وتمكين الأحزاب من ممارسة أنشطتها في كافة المحافظات المحررة.
إن التجمع اليمني للإصلاح وهو يحتفي بمناسبة ذكرى تأسيسه يؤكد قناعته الراسخة بأن ارتباط الجمهورية اليمنية بجوارها الخليجي ومحيطها الاقليمي مسألةٌ حتميةٌ تفرضها حقائقُ الجغرافيا والتاريخ وروابط الدين والمصالح المشتركة وما تقتضيه علاقات حسن الجوار، ولن يكون اليمن آمنا مستقرا إلا في إطار محيطه العربي والإسلامي عموماً، والخليجي خصوصاً، وبعلاقة جوار متينة مع المملكة العربية السعودية والأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وهذا ما نصت عليه الأدبيات السياسية للإصلاح منذ تأسيسه، وفي هذا السياق فإن مليشيا الحوثي ليست إلا حربة متقدمة في خاصرة المنطقة تهدد أمن اليمن وجيرانه، والأمن الإقليمي وممرات الملاحة الدولية، وذلك ما يحتم علينا المضي معاً نحو إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، لتحقيق الأمن الإقليمي والدولي.
كما أننا نؤكد على أن قرارات مجلس الأمن وتوصياته تحتم على المجتمع الدولي الوقوف بحزم أمام التدخلات الإيرانية في اليمن المزعزعةِ لأمن واستقرار المنطقة، كما تحتم على المبعوث الأممي إلى اليمن تسخير جهوده لتنفيذ القرارات الدولية وليس التغاضي عن تمرد مليشيا الانقلاب عليها أو توفير المبررات لذلك، كما يتوجب على المبعوث الأممي التوصيفُ الدقيقُ لأطراف الحرب في اليمن بين مليشيا متمردةٍ انقلابيةٍ فرضت هذه الحرب، وبين شرعيةٍ معترفٍ بها تمارس دورها الدستوري في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
أيها الأخوة والأخوات:
إننا في التجمع اليمني للإصلاح نؤكد إدانتنا للعمليات الإرهابية ولموقفنا الرافض للإرهاب بكافة أشكاله وصوره، حيث دفعت بلادُنا أثماناً باهضةً من أمنها واستقرارها وسيادتها وحياة مواطنيها بسبب هذه الآفةِ، وقد كانت قيادات الإصلاح وكوادره في صدارة المستهدفين بعمليات الاغتيالات الإرهابية التي لم تغلق ملفات التحقيق فيها بعد، وعلى الحكومة ضبط كافة العناصر المتورطةِ في تلك الجرائم وتقديمهم للمحاكم، كما ندعو الحكومةَ إلى وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تستهدف تجفيف جذوره وأسبابه الفكرية والاقتصادية والأمنية بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
أيها الإصلاحيون والإصلاحيات..
اننا بهذه المناسبة اذ نثمن تضحياتكم الجسيمة في مواطن العزة والشرف في مختلف ميادين النضال، نشد على أيديكم للإستمرار في النضال الوطني لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، ونحيي أبناء الحالمةِ تعز الصامدين في مواجهة الصلف الحوثي الذي يفرض الحصار على تعز في ظل تماهي الموقف الأممي مع هذه الجريمة ضد الإنسانية، كما نحيي قبائل مأرب ومقاومتها الباسلة وكافة القبائل اليمنية على وثبتهم الشجاعة في المعركة الوطنية لمقاومة المشروع الحوثي الكهنوتي، هذه المعركة التي تقتضي من كافة أبناء الشعب الالتفافَ حولها للإنتصار للمشروع الوطني، وعلينا جميعاً أن نثق بالله أولاً وبعدالة القضية التي نحملها، وأن اليمن سيعود حراً منتصراً، وستعود دولتهُ ونظامهُ الجمهوري وسيعود أمنه وازدهاره قريباً إن شاء الله.
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
محمد عبد الله اليدومي
رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح
13 سبتمبر 2023م