سنوات من التغطية المستمرة لأحداث الحرب على مدى تسع سنوات، كلفت الصحفي اليمني فخر العزب ثمنا من صحته النفسية، منذ مدة يحرص فخر على حضور جلسات دورية مع مختصين في تقديم الدعم النفسي للصحفيين، في محاولة لتخفيف حدة الظروف النفسية التي أصابته خلال ممارسة المهنة.
وقال فخر العزب وهو صحفي مصاب بالاكتئاب:" تغطية أخبار الحرب ومعايشة أحداثها، كان لها أصر سلبي على الجانب النفسي، ما تسبب بإصابتي بمرض الاكتئاب، بدأت للعلاج منذ ثلاث سنوات، وحاليا أستخدم الأدوية وأقوم بجلسات إرشادية لدى المركز التابع لمركز الإعلام الاقتصادي، وهناك بعض التحسن".
قد يكون نصيب الصحفيين أقل من غيرهم، فالآثار النفسية للحرب على تفاوت قدرها، إلا أنها شملت كثيرين، تقارير منظمة الصحة العالمية تقول، إن عدد المصابين بالأمراض النفسية والمشاكل العقلية وصل إلى ثمانية مليون يمني تقريبا، نتيجة الصراع المسلح وتداعياته من فقر وبطالة ونزوح، إضافة إلى الأزمات الاجتماعية التي أفرزت علاقات معقدة في حياة كثير من الأسر.
وقال الدكتور عادل ملهي وهو طبيب أمراض نفسية"من كثر تفكير الشخص قد يصاب بحالة من الاكتئاب، وإذا كانت الضغوط أكثر من اللازم، ودرجة التحمل عنده بسيطة، قد ينتج عنها انهيار عصبي أو إصابة بأمراض خطيرة، أو تؤدي به إلى الانتحار ليخلص من هموم الحياة".
تعد الأمراض النفسية من أكثر الحالات شيوعا في اليمن، خاصة خلال الفترة الأخيرة، وما يزيد من القلق تجاه الأمر هو ضعف اهتمام القطاع الحكومي وندرة تدخلات المنظمات الإنسانية في هذا الجانب.
تحيط الأمراض والأوبئة باليمنيين في مختلف المحافظات، إلا أن انتشار الأمراض النفسية مشكلة بعيدة عن الأضواء، على الرغم من خطورتها على الصحة العامة والبناء الاجتماعي العام للشعب اليمني، وهو ما يدعو للفتة حقيقية تخفف من معاناة السكان في هذا الجانب.