ووصف القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي القرار الأميركي بالإيجابي، في حين انقسمت آراء المعلقين الأميركيين بشأن القرار بين مؤيد ومعارض.
ورفض بعض المعلقين ربط قرار إدارة بايدن تجاه الحوثيين بإيران، في حين اعتبره آخرون بمثابة غصن زيتون يقدمه بايدن لطهران كإشارة إلى رغبته في تهدئة القضايا الإقليمية تمهيدا لعقد صفقة كبرى جديدة مع إيران ترتبط بملفها النووي وملفات إقليمية أخرى.
ويسيطر الحوثيون حاليا على أراض يمنية يعيش فيها 70-80% من سكان البلاد، كما أن المكاسب الحوثية في منطقة مأرب تسلط الضوء على الضعف النسبي للحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة المدعومة من الرياض.
يأتي ذلك على خلفية التحولات في السياسة الخارجية الأميركية التي تحد من دعم واشنطن للتحالف العربي الذي يقاتل من أجل تمكين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من السيطرة على اليمن.
أهمية ومساع
بدوره، اعتبر المدير التنفيذي لمركز تحليلات دول الخليج بواشنطن جورجيو كافيارو أن "رفع تصنيف الحوثي من قائمة الإرهاب يأتي ضمن مساعي إدارة بايدن إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق النووي، مع رغبتها في حل حرب اليمن دبلوماسيا".
وأشار كافيارو إلى أن هناك ما يدعو إلى الأمل، فمن السهل نسبيا على طهران أن تفكر في تهدئة تدخلها في اليمن مقابل بعض التنازلات من واشنطن، ومقارنة بالعراق وسوريا ولبنان فإن الصراع في اليمن أقل أهمية إستراتيجية بكثير بالنسبة للمصالح الجيوسياسية والأمنية لإيران.
واعتبر أن خطوة واشنطن تمثل "مزيدا من الضغط على المملكة العربية السعودية وحكومة الرئيس هادي لتقديم تنازلات للحوثيين، لكنه لن يغير موقفهم العام تجاه المتمردين المدعومين من إيران".
فوضى وتمكين
وانتقد ماثيو كونتينيتي الخبير في السياسة الأميركية تجاه اليمن بمعهد معهد "أميركان إنتربرايز" (American Enterprise) سياسة الرئيس بايدن، معتبرا أنها تؤدي لمزيد من الفوضى.
وقال كونتينيتي إن "سياسة بايدن تجاه الحوثيين هي الفوضى، وعندما ألغى بايدن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية لم يردوا بالمثل، وبدلا من ذلك صعّدوا الهجمات على المدنيين وعلى مأرب وعلى أهداف في السعودية، لقد تصرفوا كإرهابيين، ومع تزايد العنف لا تزال إدارة بايدن تقول إنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في اليمن، ولا يرى الحوثيون ذلك".
أقرأ أيضا: السعودية وإدارة بايدن .. هل بدأ "الصدام" مبكرا بشأن حرب اليمن؟
وأكد كونتينيتي إلى أن "الحوثيين يضغطون ويستغلون خطوة بايدن، والنتيجة هي المزيد من الموت، والمزيد من الدمار، والمزيد من التمكين لإيران".
خطوة مهمة
وتعتقد آنيل شنايل خبيرة الشؤون الخليجية في معهد كوينسي بواشنطن أن الرفع الرسمي لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية أمر جدير بالثناء، لأنه يعكس رغبة المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة التي أعربت بشكل موحد عن انزعاجها من أن تصنيف جماعة الحوثي بالإرهاب سيدفع اليمن إلى أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ 40 عاما.
وتشير شانيل إلى أنه "من المهم أن نضع في اعتبارنا أنه على الرغم من أن التدخل الأجنبي قد أدى إلى تعقيد النزاع في اليمن وترسخه بشكل كبير فإن هذه ليست حربا بالوكالة، وفي حين أنه من الضروري أن يتوقف التدخل الأجنبي -وتحديدا من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران- فإن هذه ليست سوى خطوة أولى نحو تحويل حوافز الجهات الفاعلة المحلية في اليمن، بعيدا عن العنف الدائم الذي يموله الغرباء ونحو التوصل إلى حل سياسي".
أقرأ أيضاً: السلطات الأمريكية تعتقل طلاب يمنيين موالين للحوثيين
وتقول بإنه في الوقت الحالي "لا تربط الولايات المتحدة أي علاقات وظيفية مع إيران، ولا تملك واشنطن أي وسيلة للضغط على طهران أو إقناعها بالتوقف عن دعم الحوثيين، ولهذا السبب ينبغي على بايدن أن ينضم مجددا إلى الاتفاق النووي دون شروط مسبقة، لأن الولايات المتحدة هي التي انسحبت منه".
وتابعت أنه بمجرد أن تصبح واشنطن وطهران طرفين في الاتفاق مرة أخرى فسيكون فريق بايدن في وضع يسمح له بالنهوض ببنود أخرى من جدول الأعمال مع طهران، وتحديدا الإجراءات التي يتخذانها في اليمن وأماكن أخرى في المنطقة التي تثير القلق في دول مثل المملكة العربية السعودية.