أفرد موقع "تعز تايم" ملفاً خاصاً، تناول فيه على مدى أكثر من شهرين تفاصيل جزء كبير من تلك الممارسات، من خلال البحث والتحقيق والتوثيق الميداني لجرائم قتل المدنيين، رغم علم قنّاصة الحوثي الكامل بعدم علاقة الضحايا المستهدفين بأعمال القتال.
وقد كشف "تعز تايم"، في سلسلة تقارير، معلومات تظهر لأول مرّة على وسائل الإعلام، بخصوص جرائم قنّاصة الحوثي في المدينة.
تضمّن الملف إحصائية خاصة عن جرائم القنص، التي راح ضحيتها 718 مدنياً منذ 2015م إلى نهاية 2021م، من بينهم 274 طفلاً و157 امرأة، حيث تظهر هذه الأرقام نزعة لا إنسانية لدى القنّاصين في عمليات الاستهداف، دون التزام بأخلاقيات الحرب والقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين.
كما تم كشف خارطة توضّح مواقع تمركز قنّاصة الحوثي في المدينة، وتمركزهم حتى في مآذن المساجد وخزانات المياه، والمباني السكنية، كي لا يكون التعرَّف عليهم سهلاً، كما يختارون المواقع الأكثر إشرافاً على أحياء المدينة وطُرقها وشوارعها الرئيسية.
وتطرّق الملف إلى طُرق تدريب واختيار القنّاصة، وخضوعهم لدورات عقائدية تعبوية، وكذلك إعطائهم عقاقير دوائية يطلق عليها "حبوب الشجاعة"، وهي أقراص مخدرّة، تساعد القنّاص على نزع الخوف، وترك التفكير بالمخاطر، ليصبح أكثر دموية.
وبحسب ما أفادت به مصادر عسكرية في وزارة الدفاع لـ"تعز تايم"، فإن جماعة الحوثي تستخدم في حربها على سكان مدينة تعز قنّاصات أمريكية وصينية وإيرانية، حصلت عليها من مخازن ومعسكرات الدولة أثناء تحالف الجماعة مع الرئيس الراحل صالح، كما تستخدم أنواعا أخرى تم تطويرها محلياً على أيدي الخبراء الإيرانيين.
وكشف الموقع المسؤولين المباشرين عن جلب القنّاصين إلى مدينة تعز لنشر الموت:
- عبد اللطيف حمود يحيى المهدي المكنى "أبو نصر الشعث"، قائد المنطقة العسكرية الرابعة
- أركان حرب المنطقة العسكرية الرابعة، "حمود أحمد دهمش"
-"منصور علي سعيد اللكومي"، الذي شغل وكيل محافظة تعز
-وقائد محور تعز أحمد عبد الله الشرفي
-وقائد اللواء 17 مشاة،العميد محمد علي سعيد قائد
-وقائد اللواء 22 مدرع، العميد أحمد صالح علي القرن
-وقائد اللواء 35 مدرع، العميد منصور محسن أحمد معيجر.
اقرأ أيضاً: تعز تايم ينشر أسماء المتورطين في جلب قنّاصة الحوثي إلى تعز
ومن بين المحافظين المشرفين على القنّاصة: عبده محمد الجندي، واللواء أمين علي عبد الله البحر، وهناك العقيد سليم محمد نعمان مغلس، الذي عيّنته جماعة الحوثي محافظا لتعز في فبراير من العام 2020، يعتبر أحد المسؤولين عن جلب القنّاصة.
وقد وثق "تعز تايم" عددا من الشهادات المصوّرة، عرضها في منصاته، لضحايا القنّاصة، التي استهدفتهم بشكل مباشر، بينما كان بعضهم ينشغلون بتجاراتهم وزيارة أقاربهم.
يقول الخبير العسكري الدكتور علي الذهب لـ"تعز تايم" إن المعلومات الواردة في ملف "قنّاصة الحوثي في تعز" قد تدفع جماعة الحوثي إلى تغيير أماكن تمركز القنّاصين، وتعيد تموضعهم، أو تضاعف تحصيناتهم، لتفادي أي تهديد من الجيش، أو غارات التحالف.
ويفيد مدير المركز الإعلامي لمحور تعز، العقيد الركن عبدالرحمن اليوسفي، في تصريحات خاصة ل"تعز تايم": "إن القنص واستهداف المدنيين عمل مستمر وممنهج، يهدف الحوثيون من خلاله إلى ترويع السكان وتشديد الحصار على مدينة تعز".
وأدى خطر القنّاصين المستمر على مدينة تعز إلى ابتكار السكان عدّة طرق وأساليب لتفادي رصاصاتهم، حيث اضطروا إلى حفر أنفاق، وبناء جدران، ووضع أكوام ترابية، وسواتر قماشية في أماكن مرورهم، كل ذلك لمنع القنّاصين من رؤيتهم خشية استهدافهم، إلا أن هذه الأساليب لم تضع حداً لجرائم القنص المستمرة، التي لن تنتهِ إلا بإخراج القنّاصين من المدينة.
ورغم الوحشية المفرطة، التي يظهرها قنّاصو جماعة الحوثي تجاه المدنيين، إلا أن الضغوطات الأممية والدولية لم تكن بالحد الذي يوقف الاستهداف الممنهج لسكان المدينة، التي تتكرر فيها عمليات القنص، إذ لا يكاد يخلو أسبوع واحد من تسجيل ضحايا.
وتستوجب جرائم القنص، التي ترتكبها جماعة الحوثي في تعز، خطوات جادة وفعّالة من مجلس الأمن والمجتمع الدولي، من شأنها إجبارهم على وقف استهداف المدنيين في عموم المحافظات، وإحالة ملف اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية للتحقيق في كل الجرائم، التي من أبرزها جرائم القنص، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكابها.
اقرأ أيضا: خبراء وباحثون يتحدثون لتعز تايم حول أسلحة قناصة الحوثي واستعانتهم بخبراء أجانب
وقد أفرد "تعز تايم" مساحة للإبلاغ عن مواقع قنّاصة الحوثي وجرائمهم في تعز، من خلال التواصل على البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أو رقم الجوال والواتساب: 009605319117041
أو على منصات الموقع الرسمية في مواقع التواصل.