فاجعة من العيار الثقيل، وأثر ملموس تركه الرجل البسيط لدى كل من عرفه، وهو الذي يعرف الناس جميعاً من ساحة الحرية في المدينة إلى متارس القتال في الجبهات وكشوف الأسرى والمعتقلين الذين التقى بهم عقب مساعدتهم في الخروج من سجون الحوثيين قبل استشهاده بأيام وعانقهم كما يفعل الأب لحظة لقاء أبنائه بعد سنوات من الغربة والفقد.
رحل ضياء الحق صديق الشباب البسيط وأب الجميع، وتحولت مواقع التواصل الإجتماعي وشوارع تعز ووسائل النقل في المدينة ومجالس الناس في المنازل إلى صالة عزاء مفتوحة، ينشر فيها الجميع مناقب الرجل، طيبته ونبله وكرمه وحبه للمساعدة للبذل والعطاء، دهائه وحنكته وشجاعته ومبادرته للتصالح والسلام والتسامح وإنهاء كل خلاف في السياسة وقضايا المجتمع.
كيف استطاع الرجل أن يتسلل إلى قلوب كل هؤلاء الناس، إلى مساكن الطلاب، إلى منازل المعدمين، وكيف امتلك القدرة على أن يطبطب على أكتاف كل من فقدوا أقاربهم في حرب تعز وثورتها وكفاحها طول السنوات الماضية؟
اقرأ أيضاً: اغتيال القيادي في حزب الإصلاح بتعز ضياء الحق الأهدل
الأشد قسوة هو هذا الحزن الذي يفطر قلوب شباب تعز بمختلف توجهاتهم، إذ يقول الجميع:"لقد كان ضياء الحق مختلفاً يستمع إلينا، يتحدث معنا ويناقشنا في تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة".
خسارة من هذا النوع لا يمكن تعويضها، هذا ما يؤكده كل من عرف ضياء الحق، ويثير خوفهم مجرد التفكير بالفراغ الذي خلفه رحيله المفاجئ.
أقل ما يمكن فعله الآن لأجل الذين يحزنون على رحيل ضياء هو أن لا يترك دمه يجف على الرصيف الذي قتل فيه هناك في شارع جمال حيث يقيم ويسكن في منزل متواضع بالإيجار قبل أن يتم مكاشفة الناس بهوية القتلة وتقديمهم للعدالة.
أما ضياء نفسه فقد نال ما يستحقه من شهادة مشرفة وتحول إلى أيقونة شعبية ونموذجاً في ذهن الأجيال وصفحات التاريخ.