أطفال تعز .. حرمان حتى من اللعب

تموز/يوليو 28, 2023

تفتقر تعز إلى الأماكن المخصصة للعب الأطفال، وممارسة هواياتهم، والقريبة من منازلهم، مقارنة بالكثافة السكانية العالية فيها، التي تتخطى ثلاثة ملايين ونصف نسمة.

ضاعف الأمر قيام شرطة السير في تعز مؤخرا بإعادة تنظيم خطوط السير بعد توقف سنوات عقب اندلاع الحرب في اليمن، وأصبحت بعض باصات النقل الأجرة، تمر عبر شوارع فرعية في الأحياء السكنية.

تلك الشوارع، وبرغم أنها كانت لا تخلو من السيارات الخاصة، أو باصات النقل الأجرة، إلا أن عديدا من الأسر تسمح لأبنائها باللعب فيها مع جيرانهم، برغم خطورة ذلك، وكونها متنفسا وحيدا بالقرب منهم.
الحال استمرت على ما هي عليه اليوم، ولكن زادت خطورة تعرض بعض الأطفال للحوادث المرورية مع تحويل مسار بعض الباصات إلى تلك الشوارع الفرعية، فيضطر الأهالي إلى تخفيف سرعة السائقين عن طريق عمل العديد من "المطبات".

- أماكن محدودة وحرمان

حُرم الأطفال -خلال فترة الحرب- من أغلب وسائل الترفيه، ومع مرور الوقت تزايدت بعض تلك الأماكن، وتم فتح بعض الحدائق، إضافة إلى استثمار بعض الأسر في صناعة بعض الألعاب البسيطة وتأجيرها في الأحياء كالجمباز وغيره.

بعض المنظمات، أيضا، ساهمت بعمل بعض المساحات الصديقة لهم، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، فيضطر كثير من الأطفال إلى إغلاق بعض الشوارع الفرعية لإقامة مباريات كرة القدم أو الطائرة، أو تخطيطها بالطلاء واللعب؛ برغم مرور السيارات فيها من حين لآخر.

وخلال السنوات الأخيرة في تعز، قُتل عشرات الأطفال أثناء لعبهم في الشوارع، بسبب القصف العشوائي للأحياء السكنية، ونتيجة -أيضا- لعبثهم بمخلفات الحرب، أو جراء القنص، الذي استهدف عديدا منهم، خاصة في مناطق واقعة في خط التماس.

- خوف وقلق دائم

تسكن سميرة الشرعبي في أحد الشوارع الرئيسة بتعز، وذلك جعلها في حالة قلق دائم على أطفالها، الذين تضطر إلى إخراجهم إلى أمام منزلهم للعب مع أقرانهم بشكل يومي.
تقول لـموقع "بلقيس": "أبنائي معرضين لخطر الموت، أو الإصابة بالحوادث المرورية، وحتى الاختطاف، بسبب لعبهم على الشارع الرئيسي، ولذلك بدأت بشكل فعلي بالبحث عن منزل آخر".

وتابعت: "تشغل المدرسة كثيرا من وقت أطفالي، فيكون وقت خروجهم أقل، ولكن في الإجازات يصعب عليَّ التحكم بهم، برغم أني أقوم بتدريسهم في حلقات القرآن الكريم بالمساجد، إلا أنه يكون لديهم الكثير من الوقت، ولا يستطيع حتى التلفزيون والهاتف أن يلهيهم عن التفكير بالخروج للشارع".

ولذلك هي تتمنى أن يتم تخصيص أماكن للعب الأطفال في مختلف الأحياء، وفي حال لم يتوفّر ذلك يتم استئجار بعض الأماكن غير مكتملة البناء، أو الأراضي غير المبنية؛ لأجلهم.

- مُتنفَّس ودعم نفسي

آية خالد -صحفية مختصة في مجال الأطفال- أفادت أن "الطفل يظل بحاجة إلى الترفيه بشدة؛ كونه يمثل جزءا كبيرا من الدعم النفسي والاجتماعي له، حيث تكون الألعاب بمثابة متنفس لهم، وكسر روتين، بعد أجواء الدراسة، والضغط الذي يمرون به".

وأشارت في حديثها لـموقع "بلقيس" إلى غياب أغلب المرافق الترفيهية في اليمن، ولذلك فهي تنصح بتوفير ألعاب لهم داخل الأحياء السكنية الخاصة بهم؛ ليبقوا تحت رقابة أهاليهم، ومحيط منزلهم.

"تضمن تلك الخطوة الترفيه والأمان للطفل، وصحة نفسية جيّدة، لا سيما في البلدان التي تعاني من الحروب كاليمن، كما تساعده على أن يتمتَّع ببيئة اجتماعية سليمة تجعله يشكِّل صداقات ويتقبَّل مبدأ الفوز والخسارة، ويتعلَّم كيفية التعامل مع الناس"، وفق آية.

وبشأن الألعاب، التي يجب أن يحرص الأهالي على توفيرها لأبنائهم في حال عدم توفر أماكن للعب الأطفال بشكل جماعي، اقترحت الصحفية آية ألعاب الذكاء الذهني، وتنمية المهارات، كلعبة "بنت ولد"، وألعاب المكعبات، وترتيب الأحرف، ومعرفة الفوارق بين الصور، مشيرة إلى أن "الألعاب الشعبية اليمنية أيضاً جميعها مهاراتية ذهنية، بخلاف الألعاب الرياضية ككرة القدم والتنس".

- جهود لتخفيف المعاناة

يلتحق سنويا العديد من الأطفال والنشء بالنوادي الرياضية، ومؤخرا أصبح هناك مراكز صيفية استقطبت البعض منهم، وكانت خيارا جيدا بالنسبة للأهالي، برغم أن عددها ما زال محدودا.

أيمن المخلافي -مدير مكتب الشباب والرياضة في تعز- أكد أنهم عملوا في إطار مسؤولياتهم تجاه النشء في توفير المساحات الرياضية الآمنة، ليتمكّنوا من ممارسة هواياتهم في مختلف الألعاب، عبر الأندية التي تمارس نشاطها الرسمي، والاتحادات الرياضية، لصقل وتنمية مهارات المبدعين.

وذكر لـموقع "بلقيس" أن هناك ملاعب مخصصة للأنشطة الشعبية اليومية تتوفّر في بعض الأحياء للأطفال، في إطار اتحاد الرياضة للجميع في مختلف مديريات المدينة.
وبحسب المخلافي، فقد تم إتاحة ملاعب المدارس القريبة من الأحياء كمساحة رياضية متاحة للنشاط المدرسي بالشراكة مع مكتب التربية والتعليم.

الجدير ذكره أن القطاع الرياضي في تعز بلغت خسائره -خلال الحرب- أكثر من ثلاثة ملايين دولار، ودُمّرت أكثر من ثماني منشآت، حسب تصريحات لمكتب الشباب والرياضة.

Additional Info

  • المصدر: نقلا عن تلفزيون بلقيس
Rate this item
(0 votes)
Last modified on الجمعة, 28 تموز/يوليو 2023 09:32
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro