وأشار محسن، منتصف يونيو الماضي، في تغريدته -طالعها موقع "بلقيس"- إلى اكتشاف آلاف (ربما عشرات الآلاف) من المسكوكات الذهبية والفضية الأثرية في تعز، موضحاً: "تلقيت بلاغا من مصدر حكومي (رفض الإفصاح عن نفسه) حول اكتشاف كنز من المسكوكات النقدية تعود إلى العام 100 الهجري، وتم العثور عليه في أرض تابعة للأوقاف بمديرية الشمايتين، من قبل المواطن وديع حيدر أحمد غانم".

ذكر محسن أيضاً أن العملات من الفضة والذهب، نسبة الذهب حوالي 20% د، وعددها 200 ألف قطعة نقدية، مضيفاً: "قام مدير عام مديرية الشمايتين مع مندوب المباحث بحبس المواطن، وإرغامه على تسليمها، وسلمها جميعا، على أن تقوم المديرية بتسليمها للدولة، وحتى الساعة لم يتم تسليمها، أو التنسيق مع الجهات الأثرية المختصة".

- تحركات

موقع "بلقيس" تابع مجريات القضية، وتبين أنه في منتصف يونيو الماضي، ذكر أحمد جسار -نائب مدير عام الهيئة العامة للآثار-  أن الهيئة تابعت الموضوع، منذ صباح ذلك اليوم، وقد زار مسؤولون من الهيئة الموقع الأثري، وتابعوا مجريات التحقيق، كما لفت -في حديثه لموقع بلقيس- إلى وجود مبالغات كبيرة في الأخبار المتداولة من قِبل وسائل الإعلام ونشطاء منصات التواصل الاجتماعي، وأوضح أن هناك نوعا من الصحة في الخبر، لكن ليس بالشكل الكبير الذي يروَّج له.

نائب مدير إدارة أمن الشمايتين، صلاح العبسي، ذكر لموقع "بلقيس"، أن "هذا كلام خيالي وغير منطقي، وليس له أساس من الصحة، في إشارة إلى المعلومات الواردة في منشور الباحث محسن، والأخبار التي جرى تداولها حول القضية.

أرجأ جسار  الإدلاء بتصريح حول القضية إلى حين تكتمل الصورة، وتتضح الأمور، وحينها سوف نكشف عن كل التفاصيل.

 في 22 يوليو العام 2023، أفاد جسار لموقع "بلقيس" بأن الهيئة العامة للآثار  تسلمت من إدارة أمن مديرية الشمايتين  166 عملة فضية مختلفه الأحجام والمقاسات، ونفى جسار وجود أي عملات ذهبية، مضيفاً أن الهيئة اطلعت على ملف التحقيقات، واتضح لها أن هناك مزايدة ومبالغة في المنشورات والأخبار التي جرى تداولها.

تقول الرواية الرسمية إن المتهم عثر على تلك العملات أثناء قيامه بالحفر لوضع أساس لبناء ملحق لمنزل في موضع حول الذهب بقرية "السعى" في مديرية الشمايتين، وعلى عمق متر و80 سم،

 وقد تم القبض على صاحب المنزل، وهو الشخص الذي عثر على العملات، فيما فر شريكه الآخر إلى صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثيين.

- تحريات

توضح الهيئة العامة للآثار لموقع "بلقيس" أن فريقها نزل إلى الموقع المسمى "حول الذهب"، واطلع عليه، مضيفة -على لسان مسؤول رفيع- أن جميع الحضور والجيران شهدوا على أنه لا وجود لأي عملات أخرى أو ذهبية. 

وقد حصل موقع "بلقيس" على  صور فوتوغرافية للعملات التي تسلمتها الهيئة، تعود الصور إلى لحظة تسلمها من إدارة أمن مديرية الشمايتين، و قبل إخضاع العملات للتنظيف.

وتظهر الصور أن جميع العملات ضربت في صعدة، ومعظمها في عهد الناصر لدين الله أمير المؤمنين، أحمد بن يحيى بن الحسين.. كما يذكر نائب مدير هيئة الآثار جسار لموقع "بلقيس" أن جميعها من الفضة وبعضها في حاله سيئة"، مشيرا إلى أن تأريخ الصك مطموس، لكن الإمام الناصر حكم خلال الفترة (298 هجرية - 309 هجرية).

العملات مكتوب على وجهها الأول "الناصر لدين الله أمير المؤمنين"، أما الآخر فمكتوب عليه "لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله".

مصدر مسؤول ذكر أن الهيئة تقدمت لمحافظ المحافظة، نبيل شمسان، واقترحت عليه إجراء حفريات استكشافية للموقع، وأرفقتها بالتكلفة، كما لفت المصدر لموقع "بلقيس"، إلى أن المحافظ وافق على المقترح، وتوقع أن بتم إجراء عملية المجسات الاستكشافية خلال الأسبوعين القادمين.

- محضر رسمي

 إلى ذلك، تضمن محضر معاينة واستلام وتسليم العملات، المكتوب بتأريخ 16 يونيو 2023 -حصل موقع "بلقيس" على نسخة منه- أنه بناءً على توجيهات محافظ المحافظة، نبيل شمسان، بتشكيل فريق أثري مع فرع الهيئة العامة للآثار، وقد التقى الفريق برئاسة مدير عام فرع هيئة الآثار في المحافظة بمدير المديرية، وتم زيارة الموقع، وتوثيق المكان الذي عُثر فيه على المسكوكات.  

وحسب المحضر، وجَّه مدير المديرية مدير شرطة المديرية بموافاة الفريق الأثري بملف التحقيقات، وعرض المسكوكات عليه؛ لمعاينتها وتوثيقها وجردها، كما قام الفريق بالاطلاع على ملف التحقيقات في القضية، وأشار إلى أن المسكوكات قديمة، ومن حقب زمنية مختلفة، وسيتم التأكد من تأريخها، والكتابات التي عليها بعد تنظيفها من الصدى والعوالق، حسب المحضر، الذي ذكر أن المجموعة الأولى عددها 137 عملة مكتملة، وعملة واحدة مكسورة، و13 كسر لعملات، والمجموعة الثانية بعدد 29 عملة مكتملة، وبعضها مفقود أجزاء بسيطة منها.

وقد سلمت جميعها لمدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف، الأستاذ محبوب قاسم الجرادي، بحضور مدير إدارة المتاحف، ومدير إدارة الآثار، بلال شائف، إلى جانب النقيب سيف الأكحلي، ومدير قسم المركز صلاح العبسي -نائب مدير أمن الشمايتين- وشعيب الأديمي -مدير الاستخبارات بالشمايتين- وأغلق المحضر في ساعته وحينه، ووقع عليه جميع  المذكورين آنفاً.