تعز توفر حتى ضباط شرطة يشاركون في الأعمال الدرامية وتسخر كل إمكانياتها وبناها التحتية لإنتاجها.. أخذا في الاعتبار أن الدراما اليمنية منذ ما قبل الحرب الحوثية كان المنتجون غالبا لا ينفقون عليها كثيراً وكانت مسلسلات تنتج في بضع خيام أو في شقة ودرج عمارة كمسلسل "الصهير صابر" مثلاً.
تعز في وضعها الحالي مدينة مشطورة وشطرها مدمر، وضعيفة البنية التحتية وشبه معزولة، لكن فيها هامش واسع وكبير من معالم المدنية والثقافة واحترام الرأي والإنتاج الثقافي والفني والسياسي..
وباستثناء حضرموت والمهرة التي تعيش ظروفاً طبيعية إلى حد ما.. ربما لا يكون متاحاً سياسيا وأمنيا إنتاج أعمال درامية في معظم المحافظات اليمنية وخصوصا الرئيسية منها.. صنعاء المحتلة حوثيا إيرانيا.. وعدن التي يحكمها الحزام الأمني الانتقالي، رغم جدوى هذا الحضور الفني الذي ينعكس حيوية على المدن وسكانها وأعمالها وفنادقها لو يعلمون.
تعز مؤهلة لتكون رقما مهماً ونموذجاً وطنياً حضارياً.. لكن ثمة إرادة عقيمة في التعامل مع مشاكلها "التافهة" التي تم تضخيمها على شاكلة "غزوان".. بضعة مجرمين وبعض عصابات قذرة تحظى برعاية قيادات وتعبث خارج القانون وترتكب جرائم..
عصابات مآلها في النهاية اللجوء والانضمام للعصابة العنصرية الحوثية المظلة العظمى للعصابات الاجرامية والقتلة واللصوص كما فعل غزوان، لأن مكانها هو البلطجة في صفوف الإرهاب الحوثي وليس تحت مظلة الدولة أو من يحلمون بالدولة ويدافعون عنها.
السلطة المحلية والأمنية، والأهم منهم القيادة العسكرية معنية بمراجعة وطنية حاسمة لإزالة اللطخة الوسخة التي تشوه الوجه الحضاري لمدينة تعز المتمثلة في عصابات العربدة واللصوصية والقتل التي تعربد في المدينة وتعلن أسماؤها بقوائم فيما يتجول حاملوها في الأسواق بدون تردد أو خوف.
وفي كل الأحوال أمر يبعث على التفاؤل والفخر أن يبقى في اليمن متنفس للعمل الدرامي والإنتاج الفني.. إنفاق مئات آلاف الدولارات في الداخل أفضل بكل المقاييس من إهدار عشرة أضعافها في تجهيزات خارج اليمن تحاكي البيئة اليمنية..
كل المحبة والتقدير لتعز..