مغرقون بالقسوة والمرارة وتردي الأوضاع المادية والمعيشية والإنسانية والصحية وغلاء الأسعار وإرتفاع الإيجارات وإنقطاع الرواتب وندرة الأعمال والمساعدات وغياب الخدمات وسلسلة متواصلة من الإضطرابات أبرزها إنهيار قيمة العملة المحلية و ما نجم عنها من تبعات .
لهم شجون وتطلعات وآمال ظاهرها البساطة وباطنها العذاب والفاقة وشدة الحاجة والعجز التام عن توفير لقمة العيش وتأمين متطلبات العيش البسيطة .
ثائرون وغاضبون ومتذمرون من الواقع المعاش ولكنهم لم يغادروا سلميتهم ومدنيتهم وحقهم في المطالبة بحقوقهم والتعبير عن رفضهم والتنديد بالتجاهل الرسمي والإهمال الذي طالهم والقصور في أداء السلطات المحلية عبر الوقفات الإحتجاجية والتي أضحت بالنسبة لهم ثقافة وسلوك ووسيلة حضارية للتعبير عما في أنفسهم والمطالبة بحقوقهم.
الخميس الماضي نظموا وقفة إحتجاجية ليست الأولى ولوحوا بمواصلة الإحتجاج حتى الإستجابة لمطالبهم حسب المشارك في الوقفة الإحتجاجية عبد الإله أحمد والذي ذكر لموقع تعز تايم " معاناتنا كبيرة ومتواصلة ولا حصر لها ،كما أنها لا تتوقف عن حد معين ".
ويضيف أحمد "إحتجاجاتنا متواصلة ومطالبنا مشروعة ولا حسابات أو مناكفات سياسية في ما نفعل، كل ما يهمنا هو قوت أطفالنا وأسرنا ".
هموم
وكالعادة يقف المئات من المواطنين أمام المبنى المؤقت لمحافظة تعز ويرفعون شعارات معبرة عن هموم المواطن اليومية المعاشة و يرددون هتافات منددة بتجاهل الحكومة الشرعية والمنظمات الإنسانية ودول التحالف العربي بقيادة السعودية معتبرين ما يحصل لهم تجويع وإفقار ممنهج وإبادة جماعية ويتساءلون إين هي منجزات الشرعية والتحالف .
وتتوسع دائرة الفقر والبطالة والجوع والعجز عن توفير متطلبات الحياة البسيطة والأساسية والضرورية في مدينة صار مادونها رفاهية وخارج نطاق أحلامهم وتطلعاتهم ،فالعيش الرغيد صار مستبعداً من قاموس الكثيرين من البسطاء والمنسيين.
يندد مواطنوا تعز بالعشوائية الحاصلة في الأسواق والمحلات ومحلات الصرافة ومحطات ووكالات ومحلات بيع الغاز ويذكرون السلطة المحلية بواجبها.
يستهجنون تقاعس السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية في المحافظة عن القيام بدورها وتنظيم آلية بيع وتوزيع الغاز المنزلي وفق أسس سليمة تحد من بيعها في السوق السوداء وتضمن حصول جميع المواطنين عليها .
في السياق يقول الناشط الحقوقي ورئيس لجنة رصد الإنتهاكات في تكتل حركة الجياع فيصل العسالي " إن عدم منع السلطة المحلية ومكتب شركة الغاز ومكتب الصناعة والتجارة لبيع الغاز في السوق السوداء يحرم الكثيرين من الحصول على حصتهم ،الأمر الذي دفعم للتظاهر".
ويشير إلى تنديد المواطنين بالفساد الإداري والمالي وسرقة الإيرادات إلى جانب مضاعفة رسوم التحسين على البضائع الداخلة إلى المدينة وبنسبة 100% .
مطالب
ويطالب المحتجون بسرعة إقالة كل من مدير شركة الغاز بلال القميري ونائبه ناظم العقلاني ومدير مكتب الصناعة أحمد المجاهد ومدير التحسين عبدالله جسار.
وأكدوا على مواصلة الإحتجاجات ،كما حددوا يوم الثلاثاء القادم موعداً للفعالية الإحتجاجية التي سيقيمونها أمام مبنى السلطة المحلية المؤقت وبدعوة من ائتلاف ثورة الجياع والمكون من ساحة الحقوق والحريات وتكتل ثورة الجياع واللجنة الرقابية المجتمعية.
ويتوقع مراقبون توسعاً في مستوى الإحتقان الشعبي الأمر الذي يثير تساؤلاتهم حول مآلات الأمور ومخاطر توسع دائرة الإحتجاجات إلى جانب السيناريوهات المحتملة للمشهد في مدينة تعز.