لم يكن المريض الذي يرافقه أديب وحده من خرج من المركز متوفياً بسبب نقص الأكسجين، وقد وثق تعز تايم وفاة خمس حالات أخرى بنفس الأسباب.
وتراوح تقييم الحالة الصحية للمتوفين الستة قبل يوم وفاتهم بين خطرة وأخرى كانت مستقرة لكنها تدهورت في الوقت الذي كانت بحاجة لتزويدها بالأكسجين.
يقول مدير المستشفى الجمهوري بتعز الدكتور نشوان الحسامي إن هناك نقص حاد في أسطوانات الأكسجين، مشيراً إلى توجه المستشفى لفتح جناح آخر لمصابي كورونا بعد تزايد حالات الإصابة بشكل كبير.
ويؤكد الحسامي أن مركز العزل يعجز عن توفير الاحتياج الكافي من اسطوانات الأكسجين حيث ارتفع عدد الأسطوانات التي يستهلكها المركز من 200 أسطوانة إلى 350 أسطوانة وحالياً يحتاج المركز أكثر من ذلك بعد تزايد عدد الحالات بشكل كبير.
وشدد الحسامي على ضرورة أن يكون هناك مصنع أكسجين في المستشفى الجمهوري يكفي لتوفير الاحتياجات اللازمة من أسطوانات الأكسجين.
وعلى الرغم من إعلان لجنة الطوارئ تسجيل 4 حالات وفاة فقط في تعز يوم أمس الجمعة، إلا أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.
وبحسب مصادر طبية ومحلية لموقع تعز تايم فقد تم تشييع نحو 49 متوفياً أمس الجمعة منذ الصباح وحتى منتصف الليلة الماضية، ومعظمهم من المصابين بكورونا.
مراسل "تعز تايم" عند زيارته لمقبرة الشهداء في عصيفرة وثق قيام "شيول" بحفر القبور بدلاً عن العاملين بسبب كثرة الوفيات.
ومن أصل 8 متوفين تم دفنهم خلال ساعتين قال أقارب 3 منهم لموقع تعز تايم إنهم توفوا بسبب عدم قدرتهم على توفير أسطوانات الأوكسجين للمنازل، فيما قال أقارب أحد المتوفين إن حالته تضاعفت في المنزل ورفضت المستشفيات استقباله وتوفي أمام أعينهم دون أن يستطيعوا فعل أي شيء.
وبحسب تقديرات اللجنة الوطنية العلياء لمواجهة كورونا فقد تم تسجيل أمس الجمعة 35 إصابة في تعز وحدها من أصل 89 إصابة بكورونا في المناطق المحررة ليرتفع بذلك إجمالي الحالات المؤكدة (4620) منها (916) وفاة و(1691) تعافي.
ولم يتسنى لـ"تعز تايم" التأكد من صحة اتهام أقارب بعض المصابين بكورونا بوجود أسطوانات أوكسجين غير معبئة بأوكسجين نقي، حيث قال بعضهم إن المرضى يشعرون باختناق عند وضعهم على الأكسجين الذي تم شراؤه للمنازل عبر سماسرة.
ونفى مصدر في مركز العزل ادعاءات وجود أسطوانات غير معبئة بأوكسجين نقي، داعياً المواطنين لعدم التعامل مع سماسرة أو جهات مجهولة عند شراء مادة الأكسجين الضرورية لإنقاذ المرضى.
ويعتمد مركز العزل ومعظم مستشفيات مدينة تعز بشكل كبير على محطة الأوكسجين في مستشفى التعاون والتي كانت قد أطلقت نداء استغاثة يوم الإثنين الماضي بسبب نفاد الديزل، واستجاب للنداء فاعلو الخير والمبادرات المجتمعية.
وليس نقص الأكسجين وحده المشكلة التي تضاعف معاناة المرضى، حيث كشف مصدر طبي خاص لـ"تعز تايم" ، عن وجود خلافات حادة بين مسؤولي القطاع الصحي.
وقال المصدر، إن الخلافات جعلت مسؤولي القطاع الصحي بدلاً من العمل بشكل جماعي من أجل تخفيف معاناة المرضى وتحديداً المصابين بكورونا، توجه كل واحد منهم للعمل بعيداً عن الآخرين في الوقت الذي تعصف بالمدينة عدة أوبئة.
من جهته، يقول الناطق باسم لجنة الطوارئ في تعز أحمد منصور إن المدينة المكتظة بمئات الآلاف من السكان لا يوجد فها سوى مركز عزل واحد يستقبل المصابين بوباء كورونا.
ويضيف منصور أن تفشي الموجة الثانية لوباء كورونا رافقها تفشي خمسة أوبئة أخرى من الحميات وتسبب بضغط كبير على القطاع الصحي وسط عجز في توفير المحاليل وعدم توفر الأجهزة الطبية الأساسية.
ووصلت، أمس الجمعة، شحنة أسطوانات أكسجين قادمة من العاصمة المؤقتة عدن، للمساهمة في توفير الأكسجين لأكبر قدر ممكن من المرضى المحتاجين لذلك.
وشهدت الموجة الثانية لوباء كورونا انتشار واسع وسريع شمل قيادات السلطة المحلية ابتداء بالمحافظ ووكلاء المحافظة، حيث يخضع معظمهم للحجر المنزلي فيما لا يزال آخرين يتلقون الرعاية الصحية.