أ.د.عبدالوهاب العوج أكاديمي ومحلل سياسي يمني| تعز تايم خاص

تعيش اليمن منذ سنوات وضعاً مالياً مأزوماً جعل مسألة المرتبات وانخفاض قيمتها تتصدر المشهد الاجتماعي والاقتصادي في اليمن، فبينما يتحدث مسؤولو الحكومة عن إصلاحات مالية وتحسن نسبي في سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار، يعاني الجنود والمعلمون والاكاديميون والأطباء والمهندسون وغيرهم من موظفي الدولة من تأخر رواتبهم لشهور طويلة تصل أحياناً إلى ستة أشهر وأكثر، وفي المقابل، تُصرف لكبار المسؤولين والقادة العسكريين مخصصات مالية ضخمة بالعملة الصعبة عبر الخزينة العامة أو حسابات خارجية، ان هذا التناقض يثير سؤالاً محورياً: هل ما نشهده هو تحسن اقتصادي حقيقي، أم مجرد محاولات مؤقتة لضبط السوق عبر المضاربة والتحكم الإداري؟

ترأس رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، في العاصمة عدن اجتماعًا موسعًا لمجلس الوزراء، خصص لمناقشة المستجدات السياسية والعسكرية والاقتصادية والخدمية، مؤكدًا أن الحكومة تعمل بـ “جهد استثنائي لمواجهة التحديات وتعزيز كفاءة الأداء وتخفيف معاناة المواطنين”.

أكد محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب، أن سعر الصرف في مناطق سيطرة الحوثيين "وهمي ومفروض بالقوة"، موضحًا أن ندرة الأوراق النقدية وتلفها أدى إلى تداولها بالوزن بدلا عن العد. وأشار إلى أن الفصل بين العملتين أدى إلى نشوء "اقتصادين مختلفين" في البلاد، أحدهما حر والآخر ثابت، مما عمّق من حدة الانقسام المالي والاقتصادي.

أعلن رئيس الحكومة اليمنية، سالم صالح بن بريك، عن إطلاق خطة حكومية عاجلة تمتد لـ”100 يوم”، تهدف إلى معالجة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وتحقيق التزامات الدولة الأساسية وعلى رأسها دفع رواتب الموظفين، وذلك في خضم أزمة اقتصادية خانقة وتراجع غير مسبوق للعملة الوطنية

سجل الريال اليمني انهيارًا غير مسبوق في مدينة تعز وبقية المحافظات المحررة اليوم الثلاثاء، متجاوزًا عتبة الـ700 ريال مقابل الريال السعودي، في أسوأ تراجع للعملة الوطنية منذ بدء الحرب، وسط غياب أي تدخل حكومي فعّال للحد من التدهور الاقتصادي المتسارع.

الصفحة 1 من 9
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro