ينظر أمين نعمان بحسرة إلى حياته، وقد أصبحت معظمها بين أربعة جدران، بعد إصابته بشلل نصفي، إثر استهدافه من قِبل قنّاص حوثي في مدينة تعز.
مع انقضاء العام السابع من عمر الحرب، تستمر جماعة الحوثي في إرسال القنّاصين لاستهداف المدنيين في تعز، التي سقط على إثرها مئات المدنيين بين قتيل وجريح، أغلبهم من الأطفال.
موقع "تعز تايم"، وضمن ملف قنّاصة الحوثي في تعز الذي أطلقه مطلع فبراير الماضي، يتتبع في هذا التقرير المسؤولين المباشرين عن جلب القنّاصين إلى المدينة لنشر الموت والجراح والحزن والرعب والمخاطر.
"انتبه..أمامك قنّاص"، عبارة اعتاد سكان بعض الأحياء الشرقية في مدينة تعز كتابتها للتحذير من قاتل محترف ومجهول لا يعرفون هويته وملامحه، إلا أنهم يدركون جيداً مدى مهارته في اقتناص أطفالهم ونسائهم ومسِنّيهم ومخاطر رصاصاته التي يطلقها، فتصيب هدفها بدقّة فائقة.
تقوم جماعة الحوثي بإعادة توطين أجزاء من سلاح القنّاصات الروسية والأمريكية واليابانية والصينية باستخدام آلات بسيطة لإنتاجها وتصديرها على أنها أسلحة محلية الصنّع.
في 6 أبريل/نيسان 2020م، كانت أسرة الموطن عبده قائد الصمادي في منطقة عصيفرة شمالي مدينة تعز على موعد مع حادثة لم تنتهِ آثارها حتى اليوم، فعندما خرج الطفلان صابر (10 أعوام) ومحمد (8 أعوام) في مهمة اعتيادية لجلب مياه الشرب من خزان خيري قريب من الحي كان قناص مليشيا الحوثي المتمركز في تلة "الإريال" المطلّة على المنطقة قد قرر مضاعفة ضحاياه.