ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت متأخر من مساء يوم الخميس أن إسرائيل تعمل على إجلاء معظم موظفي بعثتها الدبلوماسية في الإمارات بعد أن شدد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيره بشأن السفر للإسرائيليين المقيمين في الإمارات.
تخيل أنك تقف على ضفة نهر، وتريد أن تصل إلى القرية التي تقع على الضفة المقابلة، ومن ورائك مجموعة من المشجعين يحفزونك على القفز. ثم عقدت العزم وانطلقت، لكنك لم تضع في الحسبان اتجاه التيار، ومهما بذلت من جهد عضلي لن تتمكن من السباحة ضد التيار. وعندما وصلت إلى الضفة المقابلة اكتشفت أن التيار دفعك بعيداً عن مقصدك.
هذا المثال هو نموذج مصغر من حياتنا، إذ تدفعنا جميعاً قوى خارجية، لا تخضع لسيطرتنا، بعيداً عن المسار الذي اخترناه لأنفسنا، وقد نبهني إلى أهمية إدراك هذه العوامل وغيرها دارين براون، قارئ الأفكار ومصمم الخدع البصرية ومؤلف الكتب، الذي استكشف في كتابه الأخير "السعادة"، الأسس الفلسفية والنفسية للسعادة وراحة البال.
وبينما تنصحنا كتب الإرشاد النفسي، التي تسمى أيضاً كتب المساعدة الذاتية، بمواجهة تيارات الحياة بالعزيمة والتفكير الإيجابي والتفاؤل، فإن براون يرى أن هذه النصيحة هي وصفة مضمونة للإحباط وخيبة الأمل، وهذا الرأي استوحاه من الفلاسفة الإغريقيين والرومان؛ كالرواقيين، وآرثر شوبنهاور، المفكر الألماني في القرن التاسع عشر، وكذلك الأبحاث العلمية الحديثة.
ويقول براون: "قد يكون من الأفضل أن ندرك أن القوى المحرّكة لحياتنا خارجة عن سيطرتنا وأن نكيف أنفسنا على تقبلها، بدلاً من أن نتوهم أن بإمكاننا التحكم في كل شيء وتسخيره لتحقيق أهدافنا".
وقد يبدو أن كتاب "السعادة" لا علاقة له بعروض براون السحرية وبرامجه التلفزيونية، لكنه يشير إلى أن فنون الخداع البصري تساعده على الوصول إلى منطقة اللاوعي من الدماغ. ويقول إن السحرة يحاولون تغيير نظرتك للأمور باستبعاد الجوانب المؤلمة منها، وهذا ما يفعله الدماغ حين يسترجع التجارب التي مررت بها في حياتك. ويضيف: "رأيت أن السحر ينطوي على أسرار قد تساعدنا على تغيير نظرتنا للواقع لنتصالح معه ونرضى به".
ويشير براون إلى أن نظرتنا للأمور تؤدّي دوراً كبيراً في تشكيل مسار حياتنا. فإذا كنت ترى، على سبيل المثال، أنك شخص غريب لا تنسجم مع الآخرين، فلن تتذكر إلا اللحظات التي تصرفت فيها بطريقة محرجة. أو إذا كنت مقتنعاً أنك شخص "غير سعيد في العلاقات الغرامية"، فلن تختار لنفسك إلا العلاقات البائسة.
ويقول براون إن هذه القناعات تترسخ في وجداننا منذ الصغر، وقد نرث الكثير منها من آبائنا، الذين ربما قد مروا بتجارب فاشلة في حياتهم أو لم يستمتعوا بحياتهم كما ينبغي. وعندما نخرج إلى الحياة بهذه القناعات قد نظن أننا لن نحظى بحب الآخرين، إلا إذا نجحنا في حياتنا، أو أننا يجب أن نُؤثر الآخرين على أنفسنا ونقدم احتياجاتهم على احتياجاتنا، أو ألّا نُطلع أي شخص على سرّنا. وقد يُسهم إدراك مصادر هذه القناعات في الحد من التوتر أو التعاسة.
ويرى براون أن التفكير الإيجابي والعزيمة والثقة بالنفس التي تروّج لها كتب المساعدة الذاتية، قد تؤثر أيضاً على نظرتنا للأمور. فعندما ترى نفسك بطلاً لا ييأس رغم الإخفاقات، ويُصر على تحقيق أهدافه ستشعر بالقوة في البداية، لكن المشكلة أنك إذا فشلت ستصاب حتماً بخيبة الأمل.
ويشير براون إلى داء آخر قد يؤدي إلى إصابتنا بالإحباط، وهو الفشل في اختيار الأهداف المناسبة. ويقول: "نحن ليس لدينا القدرة على تحديد الأهداف التي تُرضينا بالفعل". فقد يضع الكثيرون المال كهدف أساسي في الحياة، على سبيل المثال، رغم أن الأبحاث النفسية أثبتت أن الثراء، عندما يتجاوز الحد الذي نحتاجه لتلبية احتياجاتنا الأساسية، لا يجلب السعادة.
يستحق الانتباه نهاية
ولإثبات ذلك، ينصح براون بأن تتخيل أنك استيقظت يوماً واكتشفت أنك الشخص الوحيد المتبقي على ظهر الأرض، وأنك تستطيع أن تسكن في أي منزل يروق لك، حتى لو كان أفخم قصر ملكي. فهل ستريد حينها بالفعل أن تسكن في منزل فاخر؟ ويقول: "ربما ستبحث عن مكان مريح وعملي فقط. وهذا ينسحب على الملابس، والسيارات وأحدث الأجهزة التكنولوجية".
ويضيف: "إذا فكرت بهذه الطريقة في حياتك، ستُفاجأ بحجم الأشياء التي نقتنيها أو نرغب في الحصول عليها فقط للتباهي وجذب الأنظار".
لكننا حتى لو اخترنا الأهداف الصحيحة، يرى براون أن الخبراء الذين يروّجون للتفاؤل والتفكير الإيجابي، يشحذون عزيمتنا ويجعلوننا نفرط في الثقة بأنفسنا إلى حد أننا نتجاهل انتقادات الآخرين رغم أن آراءهم عن حظوظنا في النجاح قد تكون أكثر واقعية من تطلعاتنا.
وذلك لأن قصص النجاح المدّوي التي نسمعها هي مجرد حالات نادرة، ولعل أكثرها يوحي بأن العزيمة هي سر النجاح. ويقول براون: "أنت فقط لم تقرأ سير رجال الأعمال الذين لم ينجحوا". ففي الواقع، هناك تسع شركات ناشئة من بين كل عشرة فشلت فشلاً ذريعاً.
ولا شك أن براون لا يقصد أن نتخلى عن أحلامنا، لكنه يُحذّر من تجاهل التيارات التي تدفعنا في اتجاهات مختلفة، كما ذكرنا في مثال السبّاح الذي يريد عبور النهر، أو أن نظن أن قوة إرادتنا وحدها ستساعدنا على مجابهتها، لأنك ستحيد عن مسارك لا محالة.
ويرى براون في المقابل أن الفلاسفة الرواقيين يوفرون بديلاً أفضل لعيش حياة سعيدة. إذ ينصح هؤلاء الفلاسفة اليونانيون بإمعان الفكر قبل اتخاذ القرار للتمييز بين الأشياء التي نستطيع أن نغيرها والأشياء التي تخرج عن نطاق سيطرتنا، وبالتالي يجب أن نتعلم كيف نتقبّلها كجزء لا يتجزأ من حياتنا.
ويقول براون: "تعودت على أن أفكر بهذه الطريقة كلما واجهت شيئاً يضايقني أو يحبطني. حينها أتساءل، هل هذا الأمر الذي يعكّر صفو حياتي هو نتيجة أفعالي ويمكنني التحكم به؟ أم أنه أمر لست مسؤولاً عنه؟ والحال كذلك في الغالب. وعندها أقول لنفسي ماذا لو كان الشخص الذي يزعجني مجرد شخص طائش وغبي، أو أن شريكة حياتي لا يمكنها التعامل مع الضغوط النفسية وهكذا. كل هذه الأمور تؤثر على نفسيتي، لكني أحاول تقبلها لأنها ناتجة عن أخطاء الآخرين وليست مشكلتي أنا".
ويضيف براون أن هذا النوع من التفكير سيساعدك على تجاوز مشاكلك لأنك تزيح الهموم عن كاهلك، وبعدها قد تقرر أن تساعد هذا الشخص إن أردت، لكن الأهم من ذلك أنك لن تشعر بذلك الألم العاطفي الذي قد يتسلل إلى نفسك.
ويضرب مثالاً بمباراة التنس، أو أي نوع من المنافسات، ويقول إنك إذا عزمت منذ البداية على الفوز، فهذا الهدف خارج عن إرادتك، وبمجرد أن تخسر نقاطاً ستشعر بالفشل والقلق. لكنك في المقابل، لو قلت لنفسك منذ البداية سأبذل كل ما في وسعي لأقدم أفضل أداء، فأنت لن تكترث للخسارة، لأنك لم تخفق في تحقيق أهدافك.
وبالمثل، قد تتوجه إلى مقابلة عمل وأنت مقتنع بأن قرار صاحب العمل خارج عن سيطرتك حتى لو كان أداؤك ممتازاً، وهذا سيهون عليك الألم إن لم تجتز المقابلة. وهذا يتوافق مع نموذج الفلسفة الرواقية للسعادة، الذي يركز على تفادي المنغصات.
وينصح براون بتخصيص بضع دقائق كل صباح للتأمل والتفكير في المشكلات والإحباطات التي من المحتمل أن تصادفها خلال اليوم والتهيؤ نفسياً لها. فإن النظر للأمور بشكل منطقي وموضوعي يذكرنا بأن بعض الأمور خارجة عن سيطرتنا، ولا ينبغي أن ندعها تكدر مزاجنا، وفي الوقت نفسه يساعدنا في أن ننظر إلى التحديات الناتجة عن تصرفاتنا بحكمة، حتى لا نرتكب الأخطاء نفسها مراراً وتكراراً.
أما عن مدى ملائمة الفلسفة الإغريقية القديمة للحياة العصرية المفعمة بالاضطرابات والتقلبات، فيقول براون: "ظهرت المدرسة الرواقية في عصر دارت فيه رحى الحروب والصراعات السياسية، وترددت أصداء آراء فلاسفتها لأنها كانت تدعو إلى النأي بالنفس عن الصراع والانشغال بالذات".
وينبّه براون إلى أن هذا النمط من التفكير لا يسوّغ للسلبية واللامبالاة، لكنه يساعدنا على أن ننعم بشيء من الراحة النفسية والسكينة عندما تشتد الأزمات حتى نختار المعارك التي نخوضها ولا ننفعل ونغضب كلما طرأ خلاف.
وهذا النوع من الانفصال الوجداني يساعدنا على مواجهة تحديات مواقع التواصل الاجتماعي. ويقول براون إنك قد تشعر بالحزن عندما تقارن حياة الآخرين المثالية التي يعرضونها على هذه المواقع بحياتك القاسية والبشعة التي تعيشها بالفعل، لأنه سيغيب عن ذهنك أن جميع الناس يواجهون المصاعب نفسها.
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الرئيس السوري أحمد الشرع نجا من ثلاث محاولات اغتيال منذ توليه المنصب، وذلك بفضل تدخل الاستخبارات التركية.
قالت شركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI" إن روبوت الدردشة الخاص بها "شات جي بي تي" يتلقى 2.5 مليار طلب يوميًا من مستخدمين حول العالم.
أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إبراهیم رضائي أن إيران تعيش في الوقت الحالي ظروفا تعادل أجواء تفعيل ألية الزناد، في إشارة إلى العودة للتصعيد وتخصيب اليورانيوم.
باتت المهام التي كانت تستغرق ساعات، تُنجز اليوم في ثوانٍ بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي. من كتابة النصوص وتحليل البيانات إلى إعداد العروض التقديمية، لم تعد هذه المهارات حكرا على الإنسان. هذا التطور السريع يثير قلقا متزايدا بين الموظفين حول مستقبلهم المهني.
فشركات كبرى مثل أمازون أعلنت أن احتياجها للموظفين سيتراجع بفضل البرمجيات الذكية، بينما تخطط منصة "Duolingo" لاستبدال مطوري المحتوى التعليمي لديها بالذكاء الاصطناعي. وفي ظل هذا الواقع، يتساءل كثيرون: هل سأكون التالي في قائمة الاستغناءات؟
لكن المخاوف لا تتعلق فقط بفقدان الوظيفة، بل تمتد إلى سؤال أعمق: ما قيمتي إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيع القيام بكل شيء بشكل أفضل وأسرع؟
تقول مدربة التطوير المهني، كارينا هيلمك، إن مثل هذه الأسئلة تمسّ جوهر الصورة الذاتية للفرد. فحين يشعر الإنسان أن إنجازاته لم تعد مرئية أو ذات قيمة، تهتز ثقته بنفسه، خاصة في عالم لطالما ربط النجاح بالكفاءة والإنتاجية.
ومع ذلك، تؤكد هيلمك أن هناك خطوات عملية لمواجهة هذا القلق:
1. غيّر نظرتك للذكاء الاصطناعي
بدل أن تراه خصما، اعتبره أداة مساعدة. تقول هيلمك: "حين نستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل واع لتوفير الوقت أو تنظيم المهام، ندرك أننا نتحكم فيه، لا العكس." هذا التفكير يقلل الشعور بالعجز ويعزز الإحساس بالسيطرة.
2. ركز على ما يجعلك إنسانا
اسأل نفسك: ما المهارات أو القيم التي أمتلكها ولا يمكن لأي أداة تكرارها؟ كالاستماع، أو التعاطف، أو القدرة على الفهم العاطفي. هذا التأمل يعزز ثقتك بذاتك ويذكّرك بأن هناك جانبًا إنسانيًا لا يمكن استبداله.
3. لا تنخدع بالمثالية الصناعية
المحتوى المثالي الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي قد يبهرك، لكنه ليس بالضرورة الأفضل. تقول هيلمك إن الابتعاد الواعي عن المحتوى المكرر، وأخذ فترات راحة من وسائل التواصل، يساعد في استعادة التوازن والتركيز على ما هو حقيقي وملموس.
4. حوّل الخوف إلى فعل
لا تهرب من قلقك، بل واجهه. شارك مخاوفك مع زملائك، تعرّف على أدوات جديدة، أو طوّر مهاراتك بالتعلم المستمر. المبادرة هي الخطوة الأولى للتكيف مع المتغيرات.
5. ثبت قيمك الداخلية
الصورة الذاتية القوية لا تقوم فقط على الأداء، بل على القيم الشخصية. ما الذي يهمك فعلًا؟ وما الذي تحرص على تقديمه يوميا؟ من يعرف قيمه ويتمسك بها، يكون أكثر صمودا أمام التغيرات.
6. سجّل إنجازاتك البشرية
تدوين اللحظات التي أحدثت فيها فرقا، من خلال الكلمة الطيبة أو دعم زميل أو موقف إنساني، يذكرك بقيمتك كإنسان في عالم رقمي لا يزال بحاجة للمشاعر والضمير
نشرت وكالة فارس الإيرانية تفاصيل جديدة عن هجوم إسرائيلي استهدف اجتماعا لمجلس الأمن القومي حضره الرئيس مسعود بزشكيان في 15 يونيو الماضي.