وبحسب المصادر فإن أسباب الخلاف بدأت منذ فترة زيارتهم لأبو ظبي قبل عودتهم إلى عدن، وتتعلق برغبة كل واحد منهم بتملك القرار الأمني والعسكري في عدن إذ لا يزال شلال شائع هو المتحكم الفعلي بكثير من الأمور.
وأفادت المصادر لموقع "تعز تايم" بأن الخلافات بدأت تتسع خلال الأيام الأخيرة الأمر الذي تسبب في حدوث إنقسامات حتى داخل صفوف الإنتقالي نفسه وبات هناك من يدين بالولاء الكامل لشلال شائع خصوصاً في وسط التشكيلات العسكرية والأمنية التي دعمتها الإمارات وفي المقابل هناك قوات أخرى من أنصار الزبيدي من خارج التشكيلات الأمنية والعسكرية التي يتحكم بها شائع.
وتؤكد المصادر بأن هذه التطورات تبدو وكأنها رغبة إماراتية في تمكين شلال شائع منذ البداية حيث أوكلت إليه مهمات تنفيذ عمليات الإغتيال والاقتحامات والسجون السرية في عدن وكل ما يتعلق بالمشهد الأمني العسكري بعيداً عن صلاحيات عيدروس الزبيدي الذي بدأ يضع قبضته على قوات العاصفة وأيضا وقوف أبناء الضالع إلى جواره إلى جانب مهمته عند الحضور السياسي كممثل للمجلس الإنتقالي ورغبته في الاستحواذ على كل القرارات والصلاحيات الأمنية والعسكرية.
ولعل أكثر ما يعزز الحديث عن الخلافي الدائر بين الجانبين هو إعلان الزبيدي خلال اليوميين الماضيين رغبتهم العمل على تطوير ما أسماها "ب"منظومة الدفاع الجنوبي" لضمان قدرتها على أداء مهامها العسكرية والأمنية على أكمل وجه.
إقرأ أيضاً: الانتقالي يدعو الحكومة للعودة وتوفير الخدمات ويعلن تطوير منظومته العسكرية
ويجدر الإشارة إلى أن التحالف السعودي الإماراتي سمح لشلال شائع بالعودة إلى عدن بعد فترة طويل من منع عودته مع عيدروس الزبيدي حيث عاد شائع ضمن فريق الحكومة اليمنية خلال ديسمبر العام الماضي بعد أن تم إبعاده من إدارة أمن عدن وتعيينه بقرار جمهوري كملحق عسكري في السفارة اليمنية بأبو ظبي.
وفي مطلع شهر مايو الجاري وتحديداً بعد 4 أشهر من عودة شلال شائع سمحت الإمارات لعيدروس الزبيدي بالعودة إلى عدن عبر طائرة خاصة تابعة لها وكان قد سبق ذلك قيام قوات تابعة للإنتقالي باقتحام قصر المعاشيق الرئاسي الذي كانت تتخذ منه الحكومة مقراً لها الامر الذي دفع رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة لمغادرة عدن إلى الرياض.
ولتفنيد هذا الأمر تحدث تعز تايم مع بعض المحلليين السياسيين وقالوا بأن هذه الخلافات الخفية التي تبدو حتى الآن غير معلنة قد تساهم في حدوث انقسام فعلي داخل صفوف الإنتقالي خصوصاً وأن في حال وقفت الإمارات التي تدعم التشكيلات المسلحة لشلال شائع في وضع المتفرج أو بالأصح في انتظار تصفية أحدهما لحضور الآخر بعد أن تنتهي مهمتهما والتي تم تمكينهم لأجل تنفيذها في جنوب اليمن.