تفاصيل يوم إعلان المجلس الرئاسي:
بعد الإفطار تلقت كل القيادات اليمنية الحزبية والحكومية إخطارا بالإستعداد للخروج لاجتماع رفيع. الساعة ١٠ مساءا وصل الجميع للديوان الملكي السعودي، وأٌخذ منهم تلفوناتهم ومستلزماتهم ووزعوا على غرف، كل منهم على حده، عدا بعض الكتل السياسية التي وضع أعضاءها في غرفة واحدة.
استمر إنتظارهم -أو إحتجازهم- حتى الساعة الثالثة فجراً وهم بانتظار إجتماع موعود لحل الخلافات بشأن المقترحات التي قدمت في المشاورات. لكن الذي جرى لم يكن في الحسبان، إذ تم استدعاء الرئيس هادي وأولاده وطاقمه عند الساعة ١٢ ليلا إلى الديوان، ووزع طاقمه في غرف بدون أجهزة اتصال أو انترنت.
فيما دخل الرئيس هادي منفردا باجتماع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استمر ساعتين، استدعي بعدها معمر الإرياني منفردا حيث كان ينتظر في غرفة مع ثلاثة وزراء.
بعد دقائق، خرج مسؤولون سعوديون مع الإرياني وأرسلوا قرار إقالة النائب علي محسن، والخطابات، لوسائل الإعلام الرسمية.
ثم ذهب المسؤولون السعوديون بعد الثالثة فجرا لكل غرفة لأخذ توقيعات القيادات السياسية المنتظرة منذ العاشرة ليلا. أعترض البعض وانتفض لكن السعوديين قالوا لهم أن الرئيس قد وقع وأن البيان قد أذيع والمجلس قد تشكل، وليس أمامهم إلا التوقيع، فوقع الجميع بذهول.
لم يكن يعرف أحد عن المجلس ولا عن ما الذي تم في اجتماع هادي ببن سلمان بما في ذلك رشاد العليمي وبقية الأعضاء المعينين، الذين تفاجأوا هم أيضا بتعيينهم. لاحقا قيل أن السعوديين مما فعلوه أنهم خدعوا هادي بأن جميع الحاضرين قد اتفقوا ووقعوا على المجلس ولم يبق إلا حفظ ماء الوجه.
ويبدوا أن هادي لم يبد أي مقاومة بعد أن أخبره بن سلمان بذلك، وحصل على تطمينات ببقائه وعائلته آمنا في الرياض. دٌعي رشاد العليمي وبقية الأعضاء لمقابلة بن سلمان، وأثناء الإنتظار التقوا هادي سريعا وودعوه، والكل في حالة صدمة مما حصل.
خرج هادي إلى مقر إقامته لكن أولاده ظلوا محتجزين احترازا حتى اليوم الثاني عصرا، وشددت الرقابة عليهم. وكان واضحا أن الطبخة كان معد لها منذ زمن من قبل السعودية وحدها دون إشراك أي جهة يمنية، وهي من اختارت الأسماء وصاغت البيان، وما مهرجان المشاورات إلا غطاء لهذه الخطوة.